قال المتخصص في علم الإجرام ومكافحة الجريمة والإرهاب أ.د. يوسف الرميح: إن ارتفاع نسبة الجريمة في المجتمع السعودي طبيعية بسبب زيادة عدد السكان، وارتفاع نسبة الشباب الذين يمثلون حالياً 60% من المجتمع، ووجود عمالة وافدة. وأضاف "الرميح" لـ"سبق": "إن الشباب هم "أهل الجريمة"؛ خاصة من سن 17 حتى 23 عاماً؛ لأنها تمثل نهاية فترة المراهقة، وبداية مرحلة الرجولة والرغبة في تجريب الممنوعات كالمخدرات، وفي ادعاء القوة، وتحدي السلطات الأمنية، وهذه مؤشرات عالمية وليست خاصة بالمجتمع السعودي فقط". مؤكداً أن وسائل التواصل الاجتماعي فتحت ثغرات أمنية كبيرة في المجتمع، وعرّفت الناس بالعديد من الممارسات الإجرامية، وسهّلت طرق الاحتيال، وتعاطي المخدرات، والرشاوى، والجنس، وبيع الأسلحة وغيرها من الجرائم التي كان السعوديون يجهلونها". ويقول "الرميح": المسألة ليست في عدد الجرائم؛ ولكن في ارتفاع نسبة التبليغ عن الجرائم لدى السلطات الأمنية؛ فقبل 30 عاماً على سبيل المثال كانت تُرتكب جرائم في جدة أو الدمام لا يعلم عنها سكان الرياض إلا بعد أيام؛ والآن تحدث جريمة في نيويورك أو باريس نعلم عنها في دقائق؛ وبالتالي لم يصبح المجتمع السعودي أكثر إجراماً؛ بل كَثُر نقل أخبار الجريمة فيه، وأصبحت تستهوي الكثير من الناس، وهذا أمر طبيعي؛ فالصحف العالمية تُفرِد الصفحات لأخبار الجريمة والتجاوزات الأمنية؛ لأنها تحظى بمتابعة عالية". ويوضّح "الرميح" ارتفاع نسبة جرائم المرأة في المجتمع السعودي إلى حدود 10% من الجرائم التي يرتكبها الرجل؛ ولكنها نسبة تختص بالمرأة الوافدة، وليست المواطنة السعودية في الغالب؛ فلدينا حوالى 4 ملايين امرأة وافدة في مختلف المدن السعودية يرتكب بعضهن الجرائم المختلفة كالسرقة، والممارسات الجنسية، والمخدرات، والاعتداء، والاحتيال، وغيرها. وعن قيام بعض الأبناء بقتل والديهم ونحرهم واستخدام العنف مع أقاربهم، قال "الرميح": "هؤلاء مصابون بأمراض نفسية أو متعاطون للمخدرات أو يعانون نفسياً بسبب خلط المخدرات والكحول والحشيش؛ إضافة إلى ما يقال لهم من أقاربهم من مفردات معيبة تحطمهم وتعزز لديهم النزعات النفسية؛ مثل القول لهم: "أنت مهبول" أو "مانت صاحي"، وهذه تزيد لديهم العنف والرغبة في ارتكاب الجرائم؛ مؤكداً أن انتشار تعاطي حبوب "الأبيض" الكبتاجون تؤدي إلى الهلوسة، وإلى ارتكاب الجرائم العائلية في الغالب. وقال: "نحتاج للتعاون بين الجهات الصحية المعنية مع المستشفيات المتخصصة، وأسر المتعاطين والمرضى النفسيين لعلاج مثل هذه الحالات، والحد دون تحولها إلى ظواهر اجتماعية، وممارسات عنيفة". وعن كيفية إقناع تنظيم "داعش" الإرهابي لعدد من المغرر بهم، ودفعهم لارتكاب الجرائم الإرهابية، قال أستاذ الجريمة ومكافحة الإرهاب: "هذا التنظيم الإرهابي ينشر تغريدات تسمى "سنارة الصيد"، تتجاوز 300 ألف تغريدة يومياً موجهة لاستقطاب الشباب باستخدام مختلف الأساليب النفسية للإقناع، وحسب الدراسات؛ فإن 99% من الشباب يهمل هذه التغريدات، ولا يلقي لها بالاً إلا نسبة قليلة تردّ عليهم وتناقشهم؛ وهؤلاء هم فئة "المحتارين" في المجتمع الذين يجب أن ننتبه لهم؛ فهم يعانون نفسياً في داخل بيئاتهم الأسرية والاجتماعية، ولا يجدون ذواتهم، ويفتحون معهم خطوط تواصل ساخنة؛ فيكونون صيداً سهلاً لهذا التنظيم الإرهابي. مطالباً بتعاون مختلف مؤسسات المجتمع والأسر في تفهم الشباب واحتوائهم، والتعامل معهم بطرق حديثة تتفهم نفسياتهم ومتطلباتهم.