×
محافظة المدينة المنورة

300 حافظ وحافظة في ملتقى “ربيع قلبي” بمركز تعظيم القرآن

صورة الخبر

عجيب وغريب موقف بعض الناس مما يستجد من أحداث تمس وطنهم ولا يمكن لأي شخص أن يتغافل عنها أو يشيح بصوته عنها، خصوصا إذا كان مهتما بالشأن العام من خلال المشاركة في الوسائل الإعلامية، كاتبا أو معلقا أو محللا. كثير من الأشخاص يحيرك موقفهم عندما تتناول قضية وطنية هامة لها علاقة مباشرة بالأوضاع المحيطة، أو تتحدث عن قضية تمور في محيطنا يمكن لارتداداتها الوصول إلى ساحتنا إذا لم يتم التنبيه لها والتحذير منها والإحاطة بالأسباب التي قد تساعد على ذلك. هذه النماذج التي نشير إليها تقول كلاما يصعب استيعابه في مثل هذه الظروف، فنحن عندما نتحدث -على سبيل المثال- عن أزمة العلاقات بين المملكة وقطر التي بلغت ذروتها مؤخرا يقاطعك البعض بتعليقات غير مستساغة على شاكلة: دعوا السياسة لأهل السياسة، هناك أسباب خافية للأزمة لا تعرفونها ولذلك لا يجب عليكم الخوض فيما لا تعرفون أسبابه، ركزوا على المشاكل التي يعانيها المواطن لأن السياسة لا تهمه، وعلى هذا المنوال تسمع وتقرأ ما يجعلك تقف مشدوها أمام هذا النوع من التفاعل. المسألة ليست تنظيرا فانتازيا في السياسة بقد ما هي تفاعل مباشر غير متفزلك مع شأن وطني بالغ الحساسية، وموقف إلزامي لأي شخص يتعاطى الشأن العام لا يمكنه القفز عليه. من الصعب أن تتحدث عن أسعار حلقة الخضار في الوقت الذي تبزغ فيه أزمة تتعلق بأمن الوطن واستقراره، فاختلال الأمن لو حدث لن يستطيع المواطن الحصول على تموين منزله من الحلقة أو السوبرماركت، ولن يستطيع أن يمشي في الشارع، ولن يكون حلمه سوى تحقيق الأمن ولا شيء غيره. العالم اليوم لم يعد جزرا معزولة والأحداث السياسية هي التي تتحكم في كل التفاصيل الأخرى، وحين يدعو أحد لعدم الحديث عنها لاسيما حين يكون لها تماس مباشر مع الوطن فإنه إما يكون محتاجا لجرعة من الوعي بتداخلات الأمور وتأثيرها في بعضها البعض أو محتاجا لأن يراجع بصدق طبيعة علاقته بوطنه.