عندما كلف القروني بمهمة تدريب الاتحاد انصرف ذهن المراقبين جميعا إلى أنه سيتجه بقوة إلى تجديد شباب الاتحاد والاهتمام بعناصره الجديدة والواعدة والتي قدمت نفسها بصورة جيدة والجميع يعرفهم ولا حاجة إلى تحديدهم. لكن مباراة مساء السبت الماضي للفريق قدمت لنا تشكيلة كسيحة نحترم تاريخ بعض عناصرها.. لكننا لا يمكن أن نقول إن من وضعها هو القروني الذي قدم الكثير للكرة السعودية من خلال إشرافه الفني على فئة منتخب الشباب الذي حقق نتائج باهرة باستمرار وساهم في تقديم الكثير من العناصر المؤهلة وأصبح لها دور فعال في أندية الصف الأول بعد أن كانت تقبع في المقاعد الخلفية قبل تعهد القروني لها. قدم لنا القروني طاقما اتحاديا عجيبا برز فيه كل من المدافع العتيق حمد المنتشري.. ولاعب الوسط المعتق محمد أبوسبعان وأكمل ذلك باللاعب الاجنبي المحترف بونفيم والذي لعب مع كل من المنتشري والفريدي أسوأ مباراة أمام النهضة في حياة الاتحاد.. * * ولم يكتف القروني بذلك بل زاد الطين بلة وأنزل إلى الملعب اللاعب الأجنبي المحترف والمتهالك.. والذي زاد الفريق تعاسة على تعاسته كل ذلك على حساب باجندوح و محمد العمري وعبدالرحمن الغامدي وهتان باهبري الذين قدموا أنفسهم بصورة جميلة منذ بداية الموسم رغم عدم قناعة القروني بهم.. والأدهى من ذلك أنه بدا محتارا في تكليف كل من فهد المولد وعبدالفتاح عسيري بمهمة الأطراف .. حيث تبادلا الموقعين (يمينا ويسارا) على مدى المباراة.. وأضاعا فرصة تحريك الأطراف بصورة مستقرة.. وكان عليه أن يستقر على وضع المولد يسارا.. وعسيري يمينا وإذا كانت هناك حاجة لتبادل المراكز.. فإنها لا يجب أن تكون بنفس المعدل الذي حصل بالمباراة. وإذا عدنا إلى حالة التعب التي ظهر بها كل من المنتشري والفريدي فإننا سندرك لماذا أدخلت (3) أهداف نهضاوية في مرمى الاتحاد بسبب المنتشري وحالة الارتباك التي كان عليها أحمد عسيري الذي تحمل عبء وسط الدفاع وتسبب في المشاركة في هدفين رغما عن أنفه.. ولولا إنزال المدرب لـ باسم المنتشري لكانت المصيبة أكبر.. وإذا كان المدرب مقتنعاً بخبرات (حمد المنتشري) فإن عليه أن يعيد صياغة تفكيره من جديد بدلا من اللعب العشوائي وبطريقته التقليدية التي تجاوزتها الملاعب فضلا عن حاجته إلى إعادة تأهيله لياقيا.. * * ونفس الحال يقال عن الفريدي الذي لعب كمحور متقدم صانع ألعاب وعجز عن أداء هذا الدور .. لأنه كان غير قادر على مجاراة مختار أو المولد أو الغامدي في الطرف الآخر..ولعب لوحده.. وعطل الهجمات كثيرا وتسبب في إلغاء دور مختار فلاتة وأدائه لأسوأ مباراة في حياته.. هذا الإرباك ما كان القروني ولا الاتحاد بحاجته.. وعليه أن يتخلص من عقدة الخبرة ويعتمد على الشباب القوي والمتحمس والواثق من نفسه ففيهم الخير.. ويمكن له أن يستعين بأصحاب الخبرة عند الضرورة وبعد إعادة تأهيل ودمج وتحديد دقيق للمهام بدلا من اللعب على هواهم فأنت لا تعرف طوال المباراة إن كان الفريدي مهاجما أو جناحا أو معطل هجمة..؟ * * نقول هذا للقروني ولمن أشار عليه بلاعبي الخبرة قبل استرداد لياقتهم وقبل تحقيق الحد الأدنى من الانسجام مع صغار اللاعبين الموجودين في الملعب.. * * لقد كاد الاتحاد أن يخرج من البطولة بهزيمة مخجلة لأن فكرة التطعيم خاطئة والموقف لا يحتمل المجازفة.. ولأن روح الاتحاد الجديد اختفت بالكامل.. وعليه ألا يكررها بالمرة. * * وبالمناسبة فإن محترفي الاتحاد قصة أخرى وعليه أن يتخلص منهم فورا.