أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز على أن المملكة تمرُّ بمرحلة استثنائية يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله للعناية بالتراث الحضاري وتطوير المشاريع المتعلقة به. وقال في كلمة أمام الاجتماع السابع عشر للوكلاء المسؤولين عن الآثار والمتاحف بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي افتتح اليوم الإثنين في الرياض: نجتمع اليوم في قلب الحضارة الإنسانية في الجزيرة العربية، في وقت مهم تشهد فيه المنطقة الكثير من التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية، وتزداد فيه الحاجة لتعزيز روح الانتماء والاعتزاز بالمواطنة والتمسُّك بالقيم والمُثل التي كفلها لنا ديننا العظيم الذي شرَّفنا الله بأن يخرج من أرضنا وبلساننا العربي. وأضاف إن ذلك يجعل مهمتنا في إبراز موروثنا والعناية بالمستكشفات الأثرية أمرًا حتميًّا لإحداث التوازن في وقت التحديات، وتوثّبنا للانطلاق للمستقبل بخُطى ثابتة، ونحن كمسؤولين عن قطاعات الآثار ينصب اهتمامنا في هذه المرحلة على تعزيز البُعد الحضاري الذي لا نُعدِّه ترفًا، بل حاجة أساسية لتعريف مواطني منطقتنا بحضاراتهم وتاريخهم، والأرضية الصلبة التي يقفون عليها. وقال رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني: نحن في المملكة نسابق الزمن الآن لطرح المتاحف الجديدة والمتخصصة، والتي تصل إلى 18 متحفًا يشملها البرنامج، كما أننا نستبق الزمن في تطوير قدرات المواطنين والمواطنات الذين يعوّل عليهم؛ لتشغيل المتاحف التي لن تكون مجرد مخازن آثار، بل مواقع جذب وإثراء للزوار ليعيشوا تجربة متكاملة لتراث بلادهم وتاريخ المناطق؛ إذ لن نسمح بافتقار متاحف المناطق للقطع المكتشفة فيها، والتي تروي التسلسل الحضاري في كل منطقة. وأكد سموه على أن الهيئة كبقية الجهات المعنية بالآثار والتراث في دول المجلس مهتمة بتحويل مواقع التراث الحضاري، ومواقع الآثار إلى مواقع جاذبة بدون امتهان لها، ومواقع مرئية ومحسوسة للمواطن، والنشر في الكتب والصحف شيء مهم، ولكن ليس هناك تجربة أبلغ من زيارة الموقع التراثية ومعايشتها.