×
محافظة المنطقة الشرقية

سياسة أوباما في الشرق الأوسط زادت من نفوذ إيران في المنطقة

صورة الخبر

أشاد مؤتمر التصدي لخطر التطرف والإرهاب المقام في العاصمة الماليزية كوالالمبور بالدور الفعَّال والإسهامات المهمة التي قدمتها المملكة العربية السعودية لمحاربة الإرهاب على الصعيد العالمي، منوهين بالقرار التاريخي بإنشاء "التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب"، و"مركز الحرب الفكرية" بوزارة الدفاع بالسعودية.   كما أشاد المؤتمر الذي حظى بحضور دولي واسع، ورعاية رابطة "جنوب شرق آسيا للوسطية"، وبرعاية رئيس وزراء ماليزيا، وحضور قيادات عسكرية وفكرية عالمية، بكلمة رابطة العالم الإسلامي في المؤتمر، مؤكدين أهمية مضامينها التي أبرزت الدور الإسلامي الكبير في محاربة التطرف والإرهاب بقيادة السعودية، وتعزيز الوعي بتعاليم الإسلام، دين التسامح والسلام.   وكانت الجلسة الأولى للمؤتمر، التي عقدت بعنوان "نظرة عامة على تجربة ومبادرات ماليزيا"، قد سلطت الضوء على المفهوم العام للوسطية في الإسلام، وفلسفة ومبادئ الوسطية، والآلية الدفاعية الواجب اعتمادها للتصدي لحركة التطرف التي تواجهها الأمة اليوم، إضافة إلى تسليط الضوء على التجربة الماليزية لتحقيق التقدم والازدهار منذ نيلها الاستقلال، واعتمادها الوسطية نهجًا ثابتًا وراسخًا.   كما تناولت الجلسة مكونات الوسطية، كالعدالة والتوازن، إضافة إلى إمكانية إدراك المعنى الحقيقي لمفهوم الوسطية، من خلال القدرة على الرفض الفوري لأي شكل من أشكال التطرف، سواء كان تطرفًا راديكاليًّا أو تطرفًا ليبراليًّا، ورفض أي شكل من أشكال القسوة أو الأذى تجاه الأفراد، وتفهُّم الأولويات المتعلقة بالصورة الشمولية للوسطية، وتجنب سوء الفهم أو المفاهيم الخاطئة حول بعض القضايا.   وأشارت جلسات مؤتمر "الوسطية" إلى الكثير من المفاهيم الخاطئة التي أضرت بمفهوم الوسطية، كالقصور في فهم فقه ترتيب الأولويات في الإسلام، والقصور في وضع تعريف محدد وواضح للوسطية، مشيرين إلى أن الوسطية لا تعني أن يكون الشخص متحررًا بعيدًا عن التعاليم الإسلامية الصحيحة.   وطالب المتحدثون بالمؤتمر بمواجهة الإرهاب من خلال التصدي لجذور الفكر المتطرف، وأن يكون نهج المواجهة شموليًّا، من خلال الفهم الشامل للشريعة الإسلامية بأكملها؛ وهو ما جعل المؤتمر يثني على فكرة وتجربة مركز الحرب الفكرية بوزارة الدفاع في المملكة العربية السعودية؛ بوصفه مركزًا عالميًّا، يعتمد اقتلاع الأفكار والنظريات والشُّبه الإرهابية والمتطرفة من جذورها.   وحول مساهمة الوسطية في مكافحة الإرهاب والتصدي له أوضح المتحدثون بالمؤتمر أن التسامح وفهم الآخر وقبوله، والعودة للمبادئ الأساسية للوسطية، وتحقيق التوازن والشمولية في جميع نشاطات الأفراد ومناحي الحياة الاجتماعية كافة، والاستعداد للانفتاح نحو الأفكار والأشخاص المختلفين، وتقبُّل الآخر للتعايش والتعاون الإنساني لتحقيق المصلحة الإنسانية.. من أبرز الطرق التي من الممكن الاستفادة منها في هذا الشأن، منبهين إلى أهمية وجود استراتيجية تركز على تحسين مستويات حياة الأمة، ووضعها في المقام الأول من حيث تطوير قطاع التعليم، وتطوير رأس المال البشري، والقطاع الاقتصادي، والنظام المالي، وكذلك نشر المعرفة وتعزيز وحدة الأمة.   ولفت المتحدثون خلال جلسات المؤتمر إلى أن الجهل هو السبب الرئيس لجميع الآفات التي تصيب النفس البشرية؛ إذ ينبغي نشر الوسطية على المستويات كافة لمكافحة التطرف والتغلب عليه.   وأكدت جلسات المؤتمر أن الإرهاب ليس مجرد فعل، بل فكر وأيديولوجيا، مؤكدة أهمية الفهم الشامل لهذه الأيديولوجيا ومنظومة الفكر، والعودة مباشرة لمراجعهم ونصوصهم، وليس إلى تفسير الآخرين لهذه النصوص، وهو ما تضطلع به حاليًا فكرة مركز الحرب الفكرية بوزارة الدفاع بالمملكة العربية السعودية.   وحول انتشار "داعش" وتمددها قال المتحدثون إنه حتى شهر سبتمبر 2016 هاجم التنظيم الإرهابي 29 دولة خارج سوريا والعراق، مشيرين إلى أن مشهد التهديدات الإرهابية الجديدة يتمثل في تحول الصراع السوري من تهديد واحد إلى تهديدات عدة، والتحول من الدولة إلى حالة الفوضى، ومن الأجهزة الإلكترونية إلى الفضاء الإلكتروني، ومن القوة العسكرية إلى قوة الأفكار، ومن العمل كمجموعات إلى مفهوم "الذئب المنفرد"، ومن وسائل التواصل الاجتماعي إلى تطبيقات الهاتف المتحرك؛ ما يؤكد الحاجة إلى تغيير نموذجي لفهم ديناميكية القضايا الأمنية الناشئة، عبر استشراف التحديات، وصياغة الحلول المناسبة للتصدي لها قبل وقوعها.   وخلصت جلسات اليوم الأول إلى أن مواجهة الإرهاب تتطلب استخدام قوة ناشطة، وتكثيف الاستثمار في النفقات العسكرية والأمنية، وضرورة وجود استراتيجية موحدة لمكافحة الإرهاب، مؤكدين أهمية وجود مبادرات لمكافحة الفكر المتطرف، تكبت صعود التيارات المتطرفة وسوء فهم دين الإسلام.   كما دعا المؤتمرون إلى تطبيق مفهوم الوسطية لمواجهة التطرف، ودعم القيم الشاملة للإسلام، ونبذ التفسير الخاطئ لمفاهيمه، والاستفادة من التجربة الماليزية كوسيط نشط في محادثات السلام في المنطقة، إضافة إلى الحاجة إلى تعزيز رأس المال البشري لمواجهة التطرف، من خلال خلق شراكة استراتيجية بين مختلف التخصصات وأفراد المجتمع في مكافحة مَواطن الضعف، وجعل المبادرات القائمة على المجتمع لمكافحة الإرهاب تتضمن شراكة مع المؤسسات الحكومية.   ونبَّه المؤتمرون إلى أهمية تبني استراتيجية لمحاربة الإرهاب، لا تغفل الوقاية من التطرف، والحيلولة دون انضمام الأفراد للجماعات المتطرفة، مؤكدين أهمية المعركة الفكرية، وخلق شعور بالانتماء والترابط داخل الدول والمجتمعات الإسلامية، مع التركيز على قطاعات التعليم والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني، والتركيز على أهمية فهم رسالة الوسطية.