قرار الاتحاد الاشتراكي سيشكل بالنسبة إلى قيادته نوعا من حفظ ماء الوجه بالنظر إلى التشرذم الذي يعرفه وانفضاض العديد من قياداته من حوله. العربفاطمة الزهراء كريم الله [نُشرفي2016/11/28، العدد: 10469، ص(4)] أريحية غير كافية الرباط- حسمت اللجنة الإدارية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أمرها حيث تم التصويت على قرارها الأخير للمشاركة في الولاية الثانية لحكومة عبدالإله بن كيران، واعتبرت أن قرارها قرار نهائي غير قابل للتراجع. وجاء ذلك في سياق المشاورات الثانية بين العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي خلال لقاء الجمعة بين الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، ورئيس الحكومة المكلف بمقر حزب العدالة والتنمية بالرباط. وعبر بن كيران عن رغبته في ضم الاتحاد إلى حكومته، مبرزا أنه “بعد قرار الموافقة ستتم مناقشة تفاصيل المشاركة”. ومن جهته أعرب إدريس لشكر عن رغبة حزبه في المشاركة في الولاية الثانية. وجاء قرار الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية اليساري، والذي احتل المرتبة السادسة في نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة بحصوله على 20 مقعدا، في مرحلة عجز فيها رئيس الحكومة المكلف عن التوصل إلى توافق مع بعض الأطراف السياسية حول التشكيلة الحكومية المقبلة، والتي أوصلت المشاورات في هذا الشأن إلى باب مسدود، بعد اصطفاف كل من الحركة الشعبية والاتحاد الاشتراكي إلى جانب الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، بسبب مطالبة الأخير بن كيران باستبعاد حزبي الاستقلال والتقدم والاشتراكية من الحكومة المقبلة. ويرى مراقبون أن قرار الاتحاد الاشتراكي سيشكل بالنسبة إلى قيادته الحالية نوعا من حفظ ماء الوجه، بالنظر إلى التشرذم الذي يعرفه وانفضاض العديد من القيادات الوازنة من حوله، والنتائج الكارثية للحزب في الانتخابات الأخيرة. و بانضمام حزب الاتحاديين إلى الحكومة إلى جانب حزب الاستقلال والتقدم والاشتراكية سيتمكن من ضمان أغلبية مريحة تضمن له 203 مقاعد في البرلمان. وذلك سيجعل حزب الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري والحركة الشعبية جنبا إلى جنب في صفوف المعارضة. ويتضح أن مشاركة الاتحاد الاشتراكي في الائتلاف الحكومي المقبل، قد يعزز دعوة نبيل بن عبدالله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، التي أعرب عنها في وقت سابق، إلى “إعادة الكتلة الديمقراطية التاريخية” في حلة جديدة بوجود حزب العدالة والتنمية الإسلامي. وتعليقا على قرار الاتحاد النهائي، قال حفيظ الزهري، الباحث في العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، لـ”العرب” إن “إعلان الاتحاد الاشتراكي مشاركته في الحكومة جاء بعدما أحس الاتحاديون بالإنهاك مما نتجت عنه تصدعات أثرت بشكل كبير على تنظيمات الحزب نظرا إلى طول المدة في المعارضة”. وأضاف الزهري قائلا إن “مشاركة الاتحاد يمكن اعتباره دعما سياسيا قويا انتزعه بن كيران قد تزيد من احتمال الانفراج في المشاورات حول تشكيل الحكومة. وأبرز أن ذلك لا يعني أن بن كيران أصبح في وضعية مريحة لعلمه اليقين أن الاقتصار على أحزاب الكتلة سابقا لن يضمن له أريحية كافية في التسيير لمعرفته بالقوة المالية والاقتصادية لحزب التجمع الوطني للأحرار، وهذا ما سيجعله متريثا ومنتظرا عودة عزيز أخنوش، الرئيس الجديد للتجمعيين من زيارته لأفريقيا لفك طلاسم التشكيلة الحكومية”. :: اقرأ أيضاً مجلس مفاجآت في الكويت! تمرير قانون الحشد الشعبي يطيح بمشروع المصالحة في العراق الدوحة تجس نبض واشنطن: سنستمر بتسليح المعارضة السورية الموالون لعباس يحاورون أنفسهم في مؤتمر فتح