النسخة: استنكر إمام الحرم المكي الشيخ صالح بن حميد الجريمة الإرهابية في المستشفى اليمني، وقال إنها تشوه الإسلام والمسلمين بحسب ما نشرت «الحياة». والتشويه نتيجة من النتائج، وأبعد منها خلخلة المجتمعات الإسلامية بمثل هذه الجرائم وإحداث انقسامات فكرية. إن الإرهاب سواء كانت وراءه دولة أم تنظيمات لا يختلف عن بعضه البعض، والمعضلة في عدم سد المنافذ والثغرات التي تستخدم لتشويه الإسلام وعموم المسلمين بنسب مثل هذه الجرائم لهم. فقط لمجرد أن من ادعاها نسب نفسه أو تنظيمه للإسلام والمسلمين برفع راية أو مقاطع مصورة، قد تكون وراءها جهة أخرى ستقوم بطي قيده بعملية كوماندوز بعد انتهاء صلاحيته. هذا الانتساب المزعوم يدفع بعض البسطاء إلى التسويغ ليوجد لها مخارج، هي في الحقيقة نقاط ضعف ينفذ منها من أراد التشويه والخلخلة. إن قطع الرؤوس وتفجير الآمنين بالسيارات المفخخة أو بالأحزمة الناسفة لا يختلف كثيراً عن الجريمة الشنيعة في المستشفى اليمني إلا في عدد الضحايا وحضور الصورة المباشرة، كما أنه لا يختلف عن قتل الطائرات من دون طيار للآمنين. لقد أصبح الإرهاب وسيلة للحرب على الإرهاب! وهي ذريعة من الذرائع. إرهاب فكري ومسلح يجتاحان العالمين العربي والإسلامي مصادرهما متعددة، وهو إرهاب منظم. أصبح الإسلام ميداناً للاستخدام «وتالياً التشويه» من أجهزة استخبارات ومرتزقة في أعمال إجرامية، ولا يمكن مواجهة ذلك إلا بالوضوح والاستمرار في نبذ وإدانة كل أشكال الإرهاب وطرق دعمه مهما كانت تبدو ضئيلة، وتحت أية عباءة كانت. الصراعات المسلحة تتم بين أطراف مسلحة لا علاقة للمدنيين والأبرياء بها سواء كانوا في مستشفى أم يسيرون آمنين في طريق أو ميدان. www.asuwayed.com