ذكرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أن لندن أكدت قرارها إرسال 800 مجند بريطاني إلى إستونيا للدفاع عنها من روسيا. جاء في مقال الصحيفة: دعا الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبيرغ دول الاتحاد الأوروبي إلى تنفيذ التزاماتها أمام الحلف بشأن النفقات على الدفاع، وساق لها بريطانيا مثالا. بدورها، أكدت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، في لقائها الأمين العام، استعداد لندن لأن تصبح مساهما رئيسا في الحلف بعد الـ "بريكست". ومن الجدير بالذكر أن من بين دول أعضاء الناتو كافة، تنفذ بريطانيا، بولندا، إستونيا واليونان فقط الالتزامات بإنفاق 2% من الناتج الإجمالي المحلي على الدفاع. بينما تبلغ النفقات العسكرية في دول الاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن 1.4% من ناتجها الإجمالي المحلي في المتوسط. هذا، وأشار دميتري دانيلوف، رئيس قسم الأمن الاوروبي في معهد أوروبا، إلى أن أعضاء الناتو الأوروبيين أعلنوا في قمة ويلز عام 2014 أنهم سوف يضاعفون النفقات على دفاعاتهم. ثم أكدوا عزمهم في قمة وارسو هذا العام أيضا. لكن عقبات عديدة تعترض الأوروبيين على الطريق إلى ذلك: أولا، توجد هناك مشكلة إعادة تشكيل نشاط الناتو. إذ إن تعزيز الحضور العسكري على الحدود الشرقية على سبيل المثال يتطلب أموالا إضافية، كما يقول الخبير. ثانيا، يجب على الاتحاد الاوروبي في هذه المرحلة أن يرد على العديد من التحديات الخارجية و الداخلية - مثل "بريكست" والهجرة وغيرهما. وجميع هذه القضايا تضغط على الميزانيات المالية وتجعل من زيادة النفقات العسكرية إجراء غير شعبي". وفي نهاية الأمر، يرى الخبير أنه قد يحدث تبديل للنخب السياسية الحاكمة في أوروبا خلال انتخابات العام المقبل. و "سوف يتم تقييم النخب الجديدة بما في ذلك بحجم سخائها بالنسبة للإنفاق على مجال الاحتياجات الاجتماعية، وليس على الدفاع. وكان الرئيس الحالي للولايات المتحدة باراك أوباما قد انتقد شركاءه الأوروبيين في حلف الناتو، ورأى أنهم يحلون مشكلاتهم على حساب الخزينة الاميركية، مشيرا إلى أنه من غير المسموح به "الاسترخاء" في مسألة تعزيز الدفاع الذاتي. أما الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، فكان قد أعلن في وقت سابق عن الاستعداد للحد من مشاركة واشنطن في الحلف، في حال نكث دول الاتحاد الأوروبي التزامهم بدفع المستحقات المترتبة على نفقات الدفاع. وقال في أحد اللقاءات أثناء فترة المنافسة الانتخابية: "نحن ندافع عن بلدان لم يسمع باسمها أحد من الحاضرين، لكنها قد تجرنا إلى حرب عالمية ثالثة". ولكن الأمين العام للناتو ستولتنبيرغ أكد، في مقابلة مع "بي بي سي، أن ترامب يبقى ملتزما بمساندة حلف الناتو. وبحسب ستولتنبيرغ، فإن ترامب أبلغه ذلك أثناء اللقاء الذي جمعهما بعد انتهاء الانتخابات الأمريكية. ستولتنبيرغ أجرى مباحثات في لندن مع رئيسة الوزراء البريطاني تيريزا ماي ووزير الدفاع مايكل فالون، الذي أعرب عن استعداد بلاده لإرسال 800 عسكري بريطاني إلى إستونيا في إطار قوات الناتو. وقد أشاد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي بالبريطانيين لمساهمتهم في فعاليات حلف الناتو، وأكد أن "بريطانيا تلعب دورا رياديا في الحلف"، وأنها "التزمت بتنفيذ تعهداتها المالية أمام الحلف، وقدمت القوات العسكرية المطلوبة منها، لنشرها في أوروبا الشرقية"، كما ذكر الموقعالإلكتروني للحكومة البريطانية. ستولتنبيرغ وتيريزا ماي وافقا على أن "أي اقتراحات ترتبط بمسألة تعزيز الدفاع الأوروبي يجب النظر إليها في إطار حلف الناتو". ومن الجدير بالذكر أن هذه التلميحات جاءت على خلفية محاولات الاتحاد الأوروبي إنشاء جيش أوروبي خاص. ذلك على الرغم من أن بروكسل تؤكد أن هذا الجيش مكمل لحلف الناتو، وليس بديلا عنه. إلى ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني الأسبق ديفيد أوين في لقاء له مع صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إن فكرة الجيش الأوروبي "تبقى خيالا ما دامت بلدان الاتحاد الأوروبي تحشد قواها في مؤسسات الناتو والاتحاد الأوروبي في آن واحد".