القاهرة- واس المملكة تدين الأعمال الإرهابية في مصر والبحرين واليمن وغيرها نشدد على أهمية التعاون بين الدول العربية لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه نطالب بتسليم مقعد سوريا في الجامعة العربية للائتلاف الوطني المعارض إمكانية الخروج من المأزق السوري مرهونة بتغيير في ميزان القوى على الأرض قال وزير الخارجية، الأمير سعود الفيصل، إن المملكة تدين بشدة كافة الأعمال الإرهابية التي يشهدها عدد من الدول العربية بما في ذلك جمهورية مصر العربية ومملكة البحرين واليمن وغيرها من البلدان الشقيقة والصديقة في العالم. وأوضح الفيصل، خلال كلمته التي ألقاها في أعمال الدورة 141 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب التي بدأت في القاهرة أمس، أن المملكة «لن تألو جهداً من جانبها للتصدي لهذه الآفة الخطيرة»، وبيَّن أنها «عبرت عن ذلك بالفعل لا بالقول فقط من خلال إصدارها للقوانين والتشريعات المجرّمة للإرهاب والتنظيمات التي تقف خلفه» مشدداً في الوقت ذاته على أهمية التعاون الكامل بين الدول العربية لمكافحة هذه الآفة وتجفيف منابعها. الاستقرار السياسي وأكد وزير الخارجية، رئيس وفد المملكة في أعمال الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية التي بدأت أمس في القاهرة، أن المملكة تأمل في نجاح بعض الدول العربية، التي تشهد خطوات نحو الاستقرار السياسي، في الوصول إلى ما تصبو إليه شعوبها من تقدم ونمو. وقال «ونحن إذ نجتمع اليوم في هذا البلد العزيز جمهورية مصر العربية لا يسعني إلا أن أجدد التأكيد على وقوف المملكة الثابت مع أشقائها في مصر قلباً وقالباً والتهنئة على نتيجة الاستفتاء على الدستور الذي جسد لحمة الشعب المصري ووحدته وعبر عن إرادته الحرة الأبية»، معتبراً أن هذا الأمر يؤكد على جدية الحكومة المصرية في استكمال مراحل تنفيذ خارطة الطريق. وأضاف «والتهنئة أيضا موصولة للأشقاء في الجمهورية التونسية على إنجاز الدستور التونسي، كما يسرني تهنئة الإخوة في اليمن الشقيق على نجاح مؤتمر الحوار الوطني متمنيا لليمن الأمن والاستقرار والازدهار في ظل وحدته الوطنية والإقليمية وسيادته، كما تتطلع المملكة إلى نجاح الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع ليبيا الشقيقة، وترحب المملكة بالتطورات الإيجابية في الصومال الشقيق، التي نأمل أن يكون لها أثرها البناء على مستقبل الصومال». أزمة سوريا وأشار الفيصل إلى انعقاد الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية بعد تعثر مؤتمر جنيف- 2 في التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية التي مضى عليها أكثر من ثلاث سنوات دفع ثمنها الشعب السوري دماءً وأرواحاً ودماراً شاملاً عمَّ كل أرجاء سوريا. واعتبر أن «سوريا تتحول تدريجياً إلى ساحة مفتوحة يُمارَس فيها كل صنوف القتل والتدمير على يد نظام يساعده في ذلك أطراف خارجية ممثلة في روسيا التي تدعمه بالسلاح والعتاد وبمشاركة فعلية من قوات تابعة للحرس الثوري الإيراني وقوات حزب الله اللبناني وذلك علاوة على الجماعات الإرهابية، كل ذلك في مواجهة مقاومة سورية مشروعة خذلها المجتمع الدولي وتركها فريسة لقوى غاشمة حالت دون تحقيق طموحات الشعب السوري في العيش بحرية و كرامة». وبيَّن أن «الائتلاف السوري الذي حزم أمره وذهب لجنيف بعد مناشدات دولية، وبدافع من الرغبة في وضع حد لهذه المأساة الإنسانية المؤلمة، طرح خلال مؤتمر جنيف رؤيته حيال سوريا جديدة يتحقق فيها العدل والمساواة لكافة مكونات الشعب السوري وفق مضامين وثيقة العهد التي تبناها الائتلاف في اجتماع القاهرة وعلى أساس البنود الواردة في إعلان مؤتمر جنيف الأول». وتابع «غير أن هذا الطرح جوبِهَ بموقف من قِبَل ممثلي النظام في هذا المؤتمر لا ينبئ إطلاقاً عن جديته في السير بموجب مقررات جنيف الأول ووفق البنود التي تضمنتها دعوة الأمين العام للأمم المتحدة»، ورأى في ذلك دلالة واضحة على أن «هدف النظام من المشاركة في جنيف هو فقط إضاعة الوقت وحرف محادثات جنيف عن الأهداف المرسومة لها خاصة وأن الوضع على الأرض ومواقف الأطراف الدولية الفاعلة لا تشجعه على إعطاء أي تنازلات تساعد على حل القضية السورية بالوسائل السلمية والسياسية». واعتبر وزير الخارجية أنه «وبناءً عليه فإن إمكانية الخروج من المأزق السوري تظل مرهونة بإحداث تغيير في ميزان القوى على الأرض وتوفير كل دعم للائتلاف السوري باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري». المقعد السوري وطالب الأمير سعود الفيصل بتسليم مقعد سوريا في الجامعة العربية للائتلاف الوطني خصوصاً في ظل تشكيله للحكومة السورية المؤقتة برئاسة الدكتور أحمد طعمة واستكمال الإجراءات المطلوبة لتحقيق الأمر من خلال الرسالة الرسمية التي تلقاها الأمين العام للجامعة العربية من كل من رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد الجربا، ورئيس الحكومة السورية المؤقتة. وأوضح أن هذه المطالبة تأتي استناداً على قرار المجلس الوزاري وتنفيذاً لقرار مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة في دورته الـ 24 في الدوحة، والتي تنص على شغل الائتلاف الوطني السوري مقعدا سوريا في الجامعة، منبّهاً إلى أن اتخاذ هذا القرار من شأنه أن يبعث برسالة قوية للمجتمع الدولي لكي يغير أسلوب تعامله مع الأزمة السورية. تعنت الإسرائيليين وأبدى وزير الخارجية تخوفاً من أن يكون مصير الجولة الجديدة من المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية التي ترعاها الولايات المتحدة هو مصير سابقاتها «رغم كل التعاون والتجاوب الذي أبداه الجانب الفلسطيني للجهود المتصلة» من قِبَل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. ولفت إلى أن تلك الجهود ظلت تصطدم بتعنت وصلف الحكومة الإسرائيلية وعدم استعدادها للوفاء بمستحقات ومتطلبات مسيرة السلام واضعةً في طريق هذه المسيرة العقبة تلو العقبة لتتلاشى مع هذه الوضعية إمكانية حصول اختراق حقيقي في المفاوضات الجارية. وأضاف أن «على رأس هذه العقبات استمرار النشاط الإسرائيلي في بناء المستعمرات والإصرار على يهودية إسرائيل، ومواصلة انتهاك أبسط حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة على أرضه ووطنه». وشدد الفيصل على أن موقف المملكة هو ذات الموقف العربي حيال ضرورة أن تفضي المفاوضات بين الجانبين إلى تحقيق سلام شامل وعادل يمكن الشعب الفلسطيني من استرداد حقوقه ووفق مقررات الشرعية الدولية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ورفض ما تتعرض له مدينة القدس من خطط تسعى لتهويدها وما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك و محيطه من أخطار محدقة. وتابع «نطالب المجتمع الدولي بوقف تلك الممارسات التي تقوض أي أمل تجاه الوصول للاستقرار والسلام»، لافتاً في كلمته إلى أن هذه الدورة من أعمال وزراء الخارجية العرب تأتي والقضية الفلسطينية تشهد اقتراب المدة الزمنية المحددة للمفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية من نهايتها، وكانت المفاوضات انطلقت مع مطلع شهر يوليو من العام الماضي. حكومة لبنان وقال وزير الخارجية في كلمته إنه يهنئ لبنان بتشكيل الحكومة ورحب بوزير خارجية لبنان جبران باسيل، كما رحب بوزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، الذي شارك في أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية لأول مرة وبصفته رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية، متمنياً له كل توفيق في أداء أعمال هذه الدورة. وتقدم الفيصل لوزير خارجية ليبيا، محمد عبد العزيز، بـ «عظيم التقدير والامتنان على الجهود التي قام بها خلال ترؤسه لمجلس الجامعة في الدورة السابقة». تطوير الجامعة العربية وتناول وزير الخارجية في كلمته أمس موضوع تطوير جامعة الدول العربية والبنود والمسائل المطروحة على الدورة العادية لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية. وقال «أمامنا في هذه الدورة العادية جملة من البنود والمسائل التي يتعين علينا تناولها والخروج بموقف مشترك حيالها، فهناك موضوع تطوير جامعة الدول العربية وهو الموضوع الذي احتل اهتماماتنا طيلة الأعوام الماضية وآمل أن نتمكن من استكماله في أقرب فرصة ممكنة لتتمكن من تحقيق تقدم يتفق مع ما يستحقه هذا الأمر من أهمية قصوى، إضافة إلى البنود الأخرى المدرجة على جدول أعمال هذه الدورة بما في ذلك التهيئة لعقد القمة العربية القادمة في دولة الكويت الشقيقة أواخر هذا الشهر». وتابع «أشيد في هذا الخصوص بالجهود التي تقوم بها الأمانة العامة بما في ذلك العمل على تنفيذ توصيات اللجنة المستقلة عالية المستوى الخاصة بتطوير منظومة العمل العربي المشترك للوصول إلى ما نبتغيه ونتطلع إليه جميعا في هذا الصدد، ولا يفوتني الإشادة بالمساعي والجهود الطيبة التي يضطلع بها السيد الأخضر الإبراهيمي رئيس هذه اللجنة».