قال الجنرال يعكوب عميدرور رئيس مجلس الأمنالقومي الإسرائيلي السابق في مقال له بصحيفة إسرائيل اليوم المقربة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إن التقديرات الإسرائيلية المتوفرة تشير إلى أن معركة الموصل الحاصلة في العراق تعتبر البوابة إلى الجحيم، في ظل أن المستقبل المنتظر للمدينة عقب القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية هناك سيكون مخيفا. وأضاف أنالقوات العسكرية التي توافدت على المدينة من أجل مصلحة مشتركة تتمثل بمحاربة التنظيم قد تشهد حمامات دماء فيما بينها مع ظهور المصالح المتناقضة، وهو ما يجعل إسرائيل حريصة على أن تبقى بعيدة عن أي تدخلات في هذه اللعبة الدامية. وكشف النقاب أنه تحدث قبل أيام مع صحفية كردية، ووجد لديها قناعة بأن الموصل ستنتزع من أيدي تنظيم الدولة، لكن السؤال الكامن يبقى في مصير اليوم التالي، فالوضع هناك معقد، حتى أن جميع مشاكل الشرق الأوسط يمكن تلخيصها في المعارك التي تشهدها الموصل. وأشار إلى أن متابعة إسرائيل الحثيثة لما تشهده معارك الموصل منحها معرفة أن هناك خمسة جيوش كبيرة تشارك في القتال، بجانب مليشيات عديدة، أولها الجيش العراقي التابع للحكومة الشيعية والمحاط بتأثير إيراني واضح، لكنه في الوقت ذاته يتلقى دعما نوعيا من الولايات المتحدة. وهناك طرف ثان يتمثل بالمليشيات الشيعية التي تقاتل في سبيل مصالحها على حساب العراقيين السنة، بما في ذلك تطهير الموصل من أي وجود سني، والطرف الثالث هو البشمركة المليشيات المسلحة التابعةللأكراد الذين يمتلكون حكما ذاتيا ولديهم حدود مشتركة مع الموصل، ويسعون لتوسيع هذه الحدود، أو أن تكون الموصل تحت تأثيرهم. وهناك طرف مسلح رابع يتمثل بالقوات السنية المرتكزة إلى قبائل من غرب العراق، وتقاتل هذه القوات في سبيل عدم منح الشيعة فرصة التخلص من أي وجود سني في الموصل. أما الطرف الأخير فهي تركيا التي لا تعترف باتفاق لوزان الموقع عام 1923 الذي اقتطع هذه المنطقة من أراضيها عقب الحرب العالمية الأولى، والأتراك الآن لا يريدون منح الأكراد فرصة تحقيق إنجاز عسكري في هذه المعركة، وربما يسعى الأتراك لاستعادة أراض موجودة حاليا تحت السيطرة العراقية. وختم الجنرال الإسرائيلي مقاله التحليلي بالقول "في ظل استمرار النزاع الدامي في الإقليم المحيط بإسرائيل، لاسيما معركة الموصل شمال العراق، فإن ذلك يتطلب من دوائر صنع القرار في تل أبيب الاحتفاظ بالسياسة ذاتهاالتي اتبعتها منذ اندلاع هذه الحروب في المنطقة، وهي البقاء بعيدا خارج اللعبة التي توجد فيها العديد من القوى، وتحديد مصالحها الحيوية بدقة والعمل على تحقيقها، وعدم السماح لأحد باجتياز خطوطها الحمراء".