النسخة: الورقية - سعودي في الـ18 من الشهر الجاري ستكشف مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية عن مشروعها الاقتصادي، هكذا جاء العنوان أمس في «الحياة»، وفي الخبر أنها ستكشف عن أهم مصادر الطاقة المتجددة في المملكة وتوجهاتها الاستراتيجية في إطار مشروع اقتصادي أعدته بمشاركة خبرات محلية ودولية متخصصة في أمور الطاقة. بقية الخبر فيها من «الديباجة» التي لم أعد أستسيغها شخصياً، وأحسها أحد ملامح سوء الفهم والتقدير بين بعض الجهات الحكومية والناس، السوء الذي تسببت فيه في شكل أو بآخر «الكليشات» الخطابية المملة، فمثلاً تقول بقية الخبر وهو بالطبع من بيان أو تصريح للمدينة: «وتتطلع مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة من خلال هذا المشروع إلى توجيه وتعزيز الاستثمارات المحلية والأجنبية في مجال الطاقة المتجددة في المملكة، والاستفادة من الطاقات والإمكانات الكامنة التي تزخر بها البلاد في مجال الطاقة الشمسية والحرارية وطاقة الرياح». حسناً إنه جهد يشكر، وبالتأكيد هناك حاجة اقتصادية استراتيجية لكل هذا، على رغم أن الشمس تشرق هنا منذ ألف عام، ولا يبدو في الأفق توجه ضاغط نحو استثمار ذلك، والإبقاء على ثروة الزيت للأجيال القادمة، لكن لعل ذلك يكون قريباً. أول ما تمنيت وأنا أقرأ العنوان أن يكون «مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية تكشف عن ملامح المشروع النووي السعودي.. السلمي»، هكذا أريده بلغة العصر ومنطق القوة، أريده موقفاً لكل المهاترات التي تحكي عن تحالفات البعض، وتصالح البعض مع العالم، ولبكائيات رجال أنجبتهم هذه الأرض يتصدون للرأي، ويتحدثون عني وعنك وعن بلادنا وكأننا في مهب الريح إذا رفع بعض آخر يده عنا ووضعها في يد غيرنا. يتحدثون كما لو كنا في البدايات ستة ملايين إنسان ضائعين في مساحة تعادل ثلثي أوروبا الغربية، لديهم عشرات المتعلمين، وبضع بنادق، وقليل من المال، وفي حاجة ماسة إلى التحالف والتكاتف، وليس كأننا اليوم نقارب المليون الـ30، ونملك الرجال والمال والعلم والأسلحة واليقين بوحدتنا، والشجاعة لأن نقول إن الكثيرين في حاجة للتحالف معنا ولسنا في حاجة لأحد. ليس حديثاً عاطفياً، لكن الهزائم النفسية تبدأ عندما يقتنع المرء أو الكيان بأنه ضعيف، ومعظم الانتصارات تأتي من قناعة الفائز بنفسه وتجميد قلبه، وهو ليس حديثاً تعبوياً أو ثورياً، لكن اللغة التي يتشدق بها بعض المحللين وهم يتحدثون عن نفوذ فلان وخطط علان تشعرك بالإحباط، متناسين أن «نصف الحرب هيلمة»، وأن كثيراً مما يحدث هو للاستهلاك الإعلامي الذي نجح في الوصول إلى عقول البعض. نعم تمنيت أن نعلن عن مشروعنا النووي السلمي، وأن نلمح إلى أنه عند الضرورة قد لا نجعله سلمياً، فنحن في حالنا وشأننا ما دام الآخر بعيداً من حالنا وشأننا، ونحن سنكون «علة باطنية» إذا أصبح شأننا الخاص وسيلته للدعاية والهاء الرأي العام في بلاده عن حقوقه في الحرية والرفاه. mohamdalyami@gmail.com @mohamdalyami