×
محافظة المنطقة الشرقية

يد السد تتوج ببطولة الأندية الخليجية

صورة الخبر

النسخة: الورقية - سعودي يتابع كثير من أبناء المجتمع بشغف أنباء أبطالنا في قطاع الأمن، وما يقدمونه من جهد لحماية الوطن وأهله. وفي الحادثة الأخيرة التي حصلت في العوامية، وأسفرت عن استشهاد اثنين من أبنائنا لفت انتباهي أثناء متابعتي لأخبار رجال الأمن، وقبلها في مواجهة الحوثيين، ومواقف أخرى وأموراً عدة، أولها الشجاعة العربية التي تقود صاحبها للإقدام على المكاره والمهالك عند الحاجة إلى ذلك، وثبات الجأش عند المخاوف مع الاستهانة بالموت. فبذلوا أنفسهم للذود عن بلادهم، تعلو محياهم الغبطة بما اختصهم الله به من حماية أرض الحرمين مستحضرين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد». ومن أراد دليلاً على ذلك فما عليه إلا تصفح مواقع الإنترنت ليرى بأم عينه ما ذكر، وليس الرائي كمن سمع، وقديماً قال الحكماء: «الشجاعة عماد الفضائل، ومن فقدها لم تكمل فيه فضيلة». وثانيها أثر التدين في تزكية النفس الإنسانية وإكسابها المعنويات المرتفعة والأخلاق الفاضلة، فتابع الكثير الصوت الجميل للشهيد - نحسبه كذلك - نايف الخبراني، وهو يرفع الأذان بصوت عذب شجي، وقرأوا قبل ذلك أخبار أبطالنا في مواجهة الحوثيين عام 2010 في أفضل أيام الدنيا عشر ذي الحجة، وصاموها وهم في ساحة القتال، وكيف أصابت الشظايا بعضهم أثناء تأديته للصلاة، ما يؤكد أهمية غرس الدين في نفوس الناشئة، لأنه يهب أصحابه راحة نفسية، ويزودهم بطاقة روحية تشد أزرهم أمام المآسى والصعاب، ويمنحهم الهداية وبعد النظر، وليس ما بدا على أبطال رجال الأمن أثر الدين وحسب، بل بدا على أهليهم وذويهم، فلا تعجب حين تسمع الكلمات الإيمانية من ذوي الشهداء الذين فخروا بأن اختص الله ابنهم بالشهادة دفاعاً عن وطنه، وأن مثلهم يهنى ولا يعزى. وثالثها النعمة التي امتن الله بها علينا حين قال: «واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً» فاختار النص القرآني مكمن المشاعر والروابط «القلب»، وأخبر أن الألفة تأتت فيه، فلم يقل «فألّف بينكم»، وإنما ينفذ إلى المكمن العميق «فألّف بين قلوبكم»، فيصور القلوب حزمة مؤلفة متآلفة بيد الله، وما ظنك بمن تكفل الله بتأليف قلوبهم. حزن المجتمع السعودي على استشهاد رجال الأمن، ونقل التعازي لذويهم، وترحم على شهدائهم، واستنكر الفعل المشين من الخارجين على أوطانهم، وينتظر المجتمع اليوم وقفة قوية من عقلاء القطيف لوقف أمثال هذه الشرذمة المسيئة للوطن وأهله. أما رابعها فالرباط الوثيق بين القيادة والشعب، وشاهد الجميع وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف يعزي عائلة مجرشي وخبراني، وينقل لهم تعازي خادم الحرمين الشريفين، وأمير الشرقية سعود بن نايف يؤدي الصلاة عليهما، دلالة على اللحمة القوية بين أبناء هذا الوطن قيادة وشعباً. نسأل الله أن يجزي القائمين على أمننا خير الجزاء، وأن يوفقهم لكل خير، وليعلموا أن هناك قلوباً صادقة لا تنساهم في دعائها.     * داعية، وأكاديمية سعودية. nwal_al3eed@hotmail.com Nawal_Al3eed@