المراقب للمشهد الفني في منطقة الخليج والشرق الأوسط عامة لا بد أن يكون قد لاحظ الاهتمام الذي لاقاه الفن المعاصر وفنانوه، وهو ما أعطى دفعة قوية للفنانين وللغاليريهات والأسواق الفنية المتعددة. ولكن الفنانين المعاصرين تأثروا بمن قبلهم، بجيل من الفنانين ازدهر في القرن الـ20 وخفت ذكره هذه الأيام إلا لدى المتابعين. ومن هنا جاءت فكرة إقامة عدد من القاعات المختصة بعرض عدد من أعمال رواد الفن الحديث في الشرق الأوسط. فسيفتتح «آرت دبي» قسما جديدا مخصصا للفن الحديث من القرن العشرين تحت اسم «آرت دبي مودرن». يستضيف هذا القسم مجموعة من الصالات الفنية التي ستقدم كل منها معرضا منفردا أو ثنائيا لأساتذة الحداثة من الشرق الأوسط وجنوب آسيا، ويتراوح عدد الصالات المشاركة فيه بين 10 و15 صالة فنية. كما يتضمن برنامج «آرت دبي مودرن»، مجموعة من الفعاليات المرافقة والمتمثلة بالمشاريع البحثية، والحوارات، والجولات التفقدية، والمبادرات التعليمية المتنوعة. وحسب ما ذكرت لنا كارفر، فالفكرة نبعت أيضا من اقتراحات خبراء وقيمين وجامعي فنون المهتمين بالفن الحديث في الفترة من الأربعينات من القرن الماضي وما بعدها في العالم العربي وإيران وجنوب آسيا. وتضيف: «من الناحية الإقليمية أعتقد أنه أمر مهم جدا أن نبرز الفنانين الذين أثروا في الفن المعاصر، نرى من خلال (آرت دبي مودرن) محاورة بين الفنانين من الجيلين، وأيضا نلقي نظرة على التأثير المتبادل بين الفن الأوروبي والعربي». يلفت النظر في البيان الصحافي لـ«آرت دبي مودرن» عبارة أن «آرت دبي مودرن».. «يلقي الضوء على فنانين لم يبرزوا بشكل مناسب»، أو بقول آخر: «أولئك الذين لم تحالفهم الشهرة»، نتوقف قليلا عند ذلك الوصف، ونرمي بالكرة في ملعب كارفر ومعها سؤال: هل سيكتفي المعرض بالأسماء التي لم تأخذ حقها من الشهرة والتقدير من الفنانين المؤثرين؟ وهل سيغفل الأسماء المعروفة التي لها تأثير كبير أيضا على الفن المعاصر؟ تقول كارفر إن «دبي مودرن» سيقدم مزيجا ما بين الفنانين المشهورين وهؤلاء الأقل حظا (في الشهرة، وليس في التأثير). بعض الفنانين أمثال مقبول فدا حسين من الهند المشهور عالميا، إلى جانب فنان مثل حامد عبد الله «وهو معروف بشكل واسع في مصر، ولكنه غير معروف بالشكل الكافي خارجها. فيمكننا القول إننا نعرض للفنانين الذين لم يأخذوا حقهم في العرض أمام الجمهور العالمي». من جانبها، تعلّق كرستين خوري عضو اللجنة المشرفة على «آرت دبي مودرن» على السؤال بقولها: «نرى أن كل الفنانين في هذا المعرض (مشهورون)، ولكن القصد هنا هو أن هؤلاء الفنانين لم يقدموا للعالم الخارجي بشكل كافٍ، على الرغم من أن أعمالهم وتاريخهم الفني يستحق المزيد من الاهتمام». نسألها إن كان هذا القسم قد نُظّم وجرى اختيار الأعمال فيه بطريقة تخاطب المقتنين وجامعي الأعمال الفنية، ترفض خوري الفكرة وتقول: «نحن مهتمون بعرض أعمال متنوعة الاتجاهات لهؤلاء الفنانين للجمهور العريض، وستقوم كل صالة بالتركيز على فنان أو اثنين على الأكثر لاستكشاف أعماله بشكل أشمل. أعتقد أن (دبي مودرن) سيكون (تعليميا) للجمهور».