فاطمة عطفة (أبوظبي) رواية «النحَّال» عمل سردي جميل يحكي مغامرات شاب في سبيل تحقيق حلم ذهبي ممثلاً بتربية النحل وجني العسل، تأليف الكاتب الفرنسي ماكسنس فرمين وترجمة إيف كادوري وحازم عبيدو، وهي من منشورات دار المدى. «لشدة ولعه بالذهب أصبح أورليان روشفير نحّالا...». بهذه العبارة يبدأ الراوي سرد قصته، مشيرا إلى أن البطل لم يكن طامعا في جمع ثروة، كما أن جني العسل لا يمنحه أية فرصة للثراء، لكنه كان يبحث عما يسميه «ذهب الحياة»، وهو يصفه بأنه «مزيج من الحرية والسعادة». شخوص الرواية في بدايتها محدودة بأربعة: أورليان وجدّه، وكلوفيس صاحب مقهى القرية، وبولين ابنة أخيه، وهي «أجمل بائعة خزامى في المنطقة»، وكل منهم يرى الذهب بطريقته، فالذهب بالنسبة للجد زرقة الخزامى، أما لأورليان فصفرة العسل، ولتحقيق حلمه، اشترى الشاب كتابا حول تربية النحل، وبدأ العمل بالتدريج لتحقيق حلمه، لولا أن الصاعقة ضربت شجرة سنديان وأدى الحريق إلى إتلاف خلايا النحل، فكان لا بد له من الهجرة إلى أفريقيا بحثا عن حلمه الذهبي. ومن مرسيليا إلى عدن، مرورا بالسويس، يواصل مغامرته ثم يجد قافلة تعبر به الصومال حتى يصل إلى هرار في إثيوبيا، ويواجه صعوبات شتى قبل أن يصل أخيرا إلى «جرف النحل» حيث يلتقي رجالا أشداء يجنون كميات كبيرة من العسل، ثم يأخذونه إلى ملكتهم التي تكرمه وتخصه بمحبتها، لكنها سرعان ما تختفي مع قومها تاركة له جوهرة من الذهب على شكل نحلة، فيضطر للرجوع بمساعدة القنصل البريطاني في عدن. تلك المصاعب، لم تثنه عن حلمه، إذ يبدأ أورليان العمل في تربية النحل من جديد، ويلتقي بالمهندس إيبوليت لوازول الذي يساعده في تحقيق مشروع كبير من خلايا النحل، فينجح المشروع في البداية، لكن دودة الشمع تتسبب في تدميره، بعد أن فقد جده أيضاً. وتنتهي الرواية بحلم أخير أن يقضي بقية حياته مع بولين، الفتاة التي كان جده قد نصحه بأن يتزوجها قبل سفره، لكنه لم يقبل. وهنا تكمن ثيمة القصة: «وشعر بالسعادة، إذ وجد أخيرا ذهب الحياة الذي يخصه». الرواية مؤلفة من ثلاثة فصول، وتقع في 164 من القطع المتوسط، وقد أهداها المؤلف إلى جده «النحّال». وتمتد أحداث الرواية عشر سنين، بدءا من 1885، حين كان أورليان يومئذ في العشرين من عمره.