×
محافظة المنطقة الشرقية

التدريب الصحي بعسير يقيم ندوة بعنوان ” الممارس المعتمد في التوعية ”

صورة الخبر

النسخة: مبتلون بهم، يتدخلون في أية مساحة لا تعنينا ولا تعنيهم، ويثرثرون بما يعكس أنهم مأزومون من الداخل، يرى الواحد نفسه قامة وعلامة فارقة في سماء النصح والإرشاد والتوجيه وقراءة واستشراف المستقبل وفن تحديد المصير والتنبؤ بالأحداث، ينتقدون العمل السياسي والاجتماعي والميداني والفكري والعملي والانتخابي والديموقراطي، ويزرعون أنفسهم زراعة تتطلب مشروعاً مستقلاً لأجل استئصالها، على أن يكون الاستئصال بذات مهارتهم المصحوبة بتهور استثنائي، ونقمة دائمة لا تعرف سببها أو إن عرفته بالمصادفة تأكدت أن وراءه حالاً مرضية لا يرجى برؤها. يريدون أن تشتعل الفتنة على أيديهم وتطفأ كذلك، فالعقل الجمعي المكون لهم أشبعهم ثقة بأنه لا قول بعد قولهم، ولا حديث أو رأي يعلو فوق رأيهم وحديثهم، قدرتهم البالغة على الحضور والانفلات اللفظي والوقتي يجعلنا نتساءل، ماذا كان سيعمل هؤلاء في ما لو لم يجدوا متنفساً كوسائل التواصل الاجتماعي أو القنوات العابرة التي تستضيفهم لتملأ وقتها الذي لم يعد يملأ إلا بإحداث جلبة متجددة؟ وقديماً قالوا لتحدث الجلبة عليك بالطبول وصغار العقول. ليت أن تدخلنا في شؤون الآخرين يكون من خلال طرح راق عقلاني متزن بعيد عن التحريض والفتاوى المعلبة المدفوعة، ولكن تدخل «فريق العمل» مكشوف مقروء ومتضخم بلغة الأنا التي تقدمهم كـ«خير» من يقرأ بالنيابة، وأدق من يفصل التغيرات والمستجدات، وأفضل الذين يخافون على الأوطان، وهم - للأمانة - عاجزون عن إخبارنا لماذا كان وطننا خبراً على أيديهم؟ وهو الذي يعرفه الجميع مبتدأ مرفــوعاً على طول الطريق. لا ألوم مصر ولا غيرها حين تعتزم أن تمنع دعاة سعوديين من الدخول لأراضيها، لأن مهمات عملهم طوال الفترة الماضية كانت منحصرة في الفتنة والتحريض والتفرقة بين أفراد الشعب المصري، من تجري في دمه هذه الألعاب الهابطة لا يوثق به مطلقاً، ومن يتدخل في شأن آخر من دون وجه حق لا يستحق أن يحترم حتى محلياً، فلم يقتلنا إلا من كان يستخدم الدين لأغراض سياسية، وأوجعنا بما فيه الكفاية من وجد في الدين حقيبة خفيفة الحمل ينتقل بها من مربع إلى مربع ومن قطر إلى قطر، وعلى غلافها الخارجي العنوان المشير بأنها للاستخدام الديني، لكنها مبعثرة مهترئة متهورة فقيرة من الداخل، تقتات هذه الفئة ولو كان ذلك على حساب دين، تمضي ولو كان في مشيها إساءة لوطن، تستنزف جهدها ووقتها وعقلها لأجل تأجيج العامة والمواظبة على الاشتغال والانشغال بقضايا تعني غيرنا، من باب أننا أعلم بشؤون غيرنا، وأن الحق لا يجري إلا على ألسنتنا، انتهت المساحة لكني كنت أحدثكم عن المحرضين القدامى المتجددين والمتلونين أيضاً.     alialqassmi@hotmail.com @alialqassmi