كشف فقدان جهاز نووي إيراني مدى خطورة تملك نظام متعدد مراكز القوى، ولا يلتزم بالضوابط الشرعية أو الدستورية أو حتى العرفية لممارسة السلطة لأسلحة مدمرة، كالأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل أو القدرة على امتلاك القدرة على تصنيع أسلحة متقدمة خطرة كالأسلحة النووية والصواريخ البلاسيتية، فمثل هذه الأنظمة ومنها نظام ملالي إيران لا يعير أي أهمية لضوابط إدارة الحكم من خلال تعدد مراكز وسلطة القرار، ومع مرور أكثر من ثمانية وثلاثين عاماً على وصول الملالي إلى سدة الحكم في إيران لا يمكن تحديد من يحكم إيران، هل هو مرشد ثورة خميني الملا علي خامنئي؟ أم رئيس الجمهورية الملا الأدنى درجة روحاني؟ أم الأذرع العسكرية كالحرس الثوري والباسيج؟ فإيران بعد تمكين خميني وجماعته من الاستيلاء على السلطة بترتيب أمريكي قاده كارتر الذي غدر بشاه إيران أكبر حليف لأمريكا، وبعد قرابة الأربعة عقود، يتساءل الذين يرصدون ما يجري في إيران: هل نظام الملالي يسير على منوال خميني في تصدير الفوضى والإرهاب للمنطقة؛ تنفيذاً للدور الذي طُلب منه عندما سهل له الاستيلاء على الحكم، أم أن ورثته من الملالي يديرون دولة مثلما تدار الدور!! وبمعنى آخر: هل الحكم في إيران يتم من قبل مؤسسات دستورية أم أن فوضى الثورة مستمرة، وكل قوة تعمل على تعزيز نفوذها على حساب الشعوب الإيرانية المغلوبة على أمرها؟!. آخر قصص الفوضى والانفلات التي تتم في إيران، وبصفة شبه يومية، هو فقدان أحد الأجهزة الإشعاعية التابعة لمفاعل (بوشهر) النووي المقام على ضفاف الخليج العربي، وهذا الجهاز الإشعاعي الخطير الذي كان يستخدم في الأغراض الصناعية، فبعد أن تعرضت السيارة التي كانت تنقله إلى السرقة، وبعد العثور على السيارة اكتشف اختفاء الجهاز، وهو ما يؤكد حالة القلق والخوف اللتين كانتا ولا تزال تشعر بها الدول المجاورة، وبالذات الدول التي تقع على ساحل الخليج العربي، من مستويات الأمن والسلامة المتدنية جداً في مفاعل بوشهر الإيراني، فقد أظهرت حادثة السرقة لمثل هذا الجهاز الخطير والمهم جداً عدم التزام نظام ملالي إيران وعدم الشفافية، وعدم الصدق في برنامج إيران النووي. فجهاز إشعاعي نووي بمثل أهمية الجهاز الذي تمت سرقته يتطلب تأمين وحماية صارمة وقوية، فكيف تحدث سرقته، وفي بلد يمتلك أكثر من ذراع عسكري صارم، فهل تم الاستيلاء على الجهاز من قبل إحدى تلك الأذرع الإرهابية لاستعماله في تهديد وابتزاز الدول المجاورة، أو لتصفية حسابات بين مراكز القوى في النظام الإيراني. حادثة سرقة جهاز الإشعاع النووي من مفاعل بوشهر النووي الإيراني تؤكد صدق كل ما قيل من تحذيرات وخوف وقلق من امتلاك نظام غير مسؤول وغير منضبط يدار من قبل جماعات إرهابية، وهو ما يفرض على الأسرة الدولية التحرك قبل أن تحدث كارثة نووية في المنطقة. * معذرة للقراء بإختفاء (زاوية أضواء) لعدة أيام لسفر الكاتب خارج المملكة.