عزا الزعيم الديني مقتدى الصدر أسباب اعتزاله العمل السياسي إلى تصرفات بعض انصاره «الذين وضعوا سمعة آل الصدر على المحك والذين لا يعرفون غير حمل السلاح»، فيما اعتبرت كتلة «الأحرار» النيابية التابعة له أن بيانه «مؤشر إلى عودته عن قرار الاعتكاف». وأوضح في رد على رسالة مجموعة من انصاره أنّ «سمعة آل الصدر على المحك، فاعملوا أيها الأخوة لرص الصفوف وتثقيف طبقات الناس السذج والذين لا يعرفون إلا السلاح»، داعياً إلى رفع «مستواهم الثقافي والأخلاقي كي لا يعكسوا صورة بشعة عن آل الصدر، وكي لا يكون حبنا من أجل مال وسياسة وتعيين وشهرة». ونصح الصدر موجهي الرسالة بـ «كتابة نظام داخلي وشروط تخرج الأغيار وتجمع الأحباب وتزيد سرعة التقدم، لقطع الطريق أمام الذين يستعملون اسمنا في جمع مال أو تحصيل مغنم». وأضاف ان النظام «يأتي كي لا تضيع الجهود وتفرّق الأموال هباءً وكي لا يكون بعض من طلبة والدي بعد سنين طوال يجمعون أموالنا ويرتكبون آثاماً». وبينما لم تؤكد الرسالة عودته إلى العمل السياسي أو إنهاء «اعتزاله» أو «اعتكافه»، اكد عضو مجلس النواب عن «كتلة الأحرار» النيابية جواد الجبوري ان «البيان مؤشر واضح إلى عودة الصدر عن قرار اعتزاله». وأضاف: «من خلال معرفتنا بسلوكيات التيار فإنه من الصعب او المستحيل ان يترك الصدر اتباعه لأنه وريث مرجعية عريضة ممثلة بالشهيدين الصدريين اللذين ضحيا بدمائهما من اجل تغيير الواقع. وبشكل او بآخر اصبح السيد مقتدى وريث هذه الرسالة». وأشار الى ان «فترة اعتزال الصدر تزامنت مع رمضان وكان اعتكافه نوعاً من الانصراف الى العبادة». وأكد انه «كان نوعاً من العتب والزعل على سلوكيات بعض من اتباع التيار الذين فضلوا الخلاف وإراقة الدماء وعدم الانتباه الى الخطر المحدق الذي يمر به البلد وهو ما يتنافى مع خط التيار الذي يسعى الى ان يكون جسراً بين جميع الاطراف»، مشدداً على «ضرورة إقرار نظام داخلي وفق دعوة الصدر لتنظيم امور التيار وعدم الاضطرار الى العودة الى السيد مقتدى في كل شاردة وواردة». وأكد ان «خلاف التيار الصدري مع جماعة عصائب اهل الحق ليس خلافاً عقائدياً او سياسياً وانما هو خلاف قيادة وزعامة». وأشار الى ان «عصائب اهل الحق ينتمون الى المدرسة الصدرية الا انهم انشقوا عن التيار عندما لم يمتثلوا لأوامر الصدر بتجميد نشاط جيش المهدي». وكان الصدر قرر اعتزال الحياة السياسية والاجتماعية اثر نشوب نزاع بالأسلحة الخفيفة، في مدينة الصدر بين عناصر من «جيش المهدي» الذي يتزعمه الصدر والمجمد بموجب أوامر منه وعناصر من «عصائب أهل الحق»، أسفر عن مقتل احد قادة «الجيش» وإصابة آخر.