شارك الإعلامي اللبناني الزميل حمزة عليان، في فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ41 بمحاضرة تحدث فيها عن كتابه «قراءة في تاريخ العلاقات الكويتية - اللبنانية» الصادر عن مركز البحوث والدراسات الكويتية. وأشار إلى بعض العقبات التي تعترض طريق الباحث العربي، حيث لا تحتفظ الوزارات والهيئات الرسمية بصورة منظمة، بوثائق تطلع الباحث على الكيفية التي أنشئت بها وتاريخ الشخصيات الذين تولوا مسؤوليتها، إضافة إلى السير الجانبية ذات الطابع الشخصي والإنساني. واستذكر عليان الدور الكويتي المهم في مساندة لبنان في المراحل كافة، مشيدا بدور الصندوق الكويتي الذي حصل لبنان على أول قرض منه، «فالكويت كانت رائدة في الوقوف إلى جوار لبنان، وكانت أيضا صمام الأمان في علاقات لبنان مع البلدان الأخرى حيثما تعرض مشكلة ما». وفي ختام الندوة، التي أدارها الدكتور حامد الحمود، فتح باب النقاش كي يتحدث الكاتب عامر التميمي عن البداية الفعلية للعلاقة ما قبل الرسمية بين لبنان والكويت، مرجعا إياها إلى فترة كساد تجارة اللؤلؤ في العشرينات من القرن الماضي. وأكد أن العلاقة تتجاوز الإطار الرسمي إلى العلاقات الشعبية والتأثير الثقافي في زمن المد القومي والحركة الوطنية والتأثر الذي طال الدارسين الكويتيين في الجامعات اللبنانية. وأكد الحضور أن إحدى الميزات الأساسية للمجتمع اللبناني، والتي جعلته مكانا جاذبا للكويتيين، هي الخصوصية التي كان يتمتع بها الكويتي في معاملته، كذلك أيضا أشاروا إلى التنوع الذي ميز نسيج لبنان، إنه مجتمع بقدر ما به من أنهار صغيرة دائمة الجريان قد حباه الله بالديمومة والتجدد. وأشار أحد المتابعين للمحاضرة إلى الركائز الأساسية التي تنهض عليها العلاقات الكويتية-اللبنانية، وهي العلاقات الإنسانية والروابط الثقافية الأدبية، والعلاقات السياسية، إضافة إلى العامل الاقتصادي. أحد الحضور من اللبنانيين روى تجربته الثرية والتي تظهر المكانة التي كانت للبناني في الكويت، حيث قدم إلى أراضيها في منتصف الخمسينات من القرن الماضي، وكان اللبنانيون - بحسب قوله - مستثنين من الحصول على تأشيرة مسبقة للدخول، وهو ما سمح له ولغيره من شركات المقاولات بالحضور إلى الكويت واستجلاب العمالة التي ساهمت آنذاك في النهضة العمرانية التي شهدتها الكويت. وفي رده على بعض التساؤلات والمداخلات، قال الإعلامي والباحث حمزة عليان إن العلاقات الكويتية - اللبنانية تراوح بداياتها بين عشرينات وثلاثينات القرن الماضي، أي في ما تلا الحرب العالمية الأولى. وبشأن العلاقات الاقتصادية قال إن كتابه تضمن فصلا خاصا عن الاستثمارات الكويتية الرسمية والشخصية في لبنان، وإنه اجتهد لتوثيقها من خلال غرفة التجارة وغيرها من مصادر المعلومات. وختم عليان بقوله إن لبنان قدم صيغة حضارية للتنوع أريد لها ألا تستمر، فكانت الحرب الأهلية التي جعلت صفة «اللبننة» صفة تحذيرية من الوقوع في أسر الصراع الطائفي والعرقي. أيهما الأقرب إلى القلب؟