احتج فرنسيون على بيع مخطوطة نادرة تعود إلى العصور الوسطى، ولم يتم التأكد بعد من أن هذه الوثيقة أصلية، والتي كتبت خلال حكم الدوق جان الخامس الذي حكم شبه جزيرة «بريتاني»، شمال غرب فرنسا، في القرن الخامس عشر. واشترى أحد المهتمين بالتاريخ الوثيقة بمبلغ 2510 يورو في مزاد علني على الانترنت. وأثار باحثون في التاريخ وناشطون مسألة الحفاظ على التراث الوطني، عقب هذه الصفقة. وشهدت مواقع التواصل جدلاً حاداً، وانضم إلى النقاش مسؤولون في دوائر حكومية معنية، من بينها المستشارة المحلية للتراث في مقاطعة «بريتاني»، آنا سوييه، التي كتبت تقول: «شركة عالمية تبيع مخطوطة ذات قيمة تاريخية كبيرة. إنها فضيحة أن نرى تراثنا يباع مقابل بضعة آلاف من الدولارات»، مضيفة: «التاريخ ليس له ثمن». ويذكر رئيس لجنة الحفاظ على التراث في «بريتاني»، جاك إيف لوتوز، بالمخاطر التي تتهدد المخطوطات القديمة، مشيراً إلى حالات بيع مماثلة في السابق، ومتسائلاً: «كيف تصل مثل هذه القطع التاريخية خارج المقاطعة وتباع في مزادات أجنبية؟»، موضحاً: «لقد رأينا كتباً مدرسية تعود إلى القرن الخامس عشر، وملفات إدارية تعود إلى فترة استقلال المقاطعة في نهاية القرن الرابع عشر، رأيتها تباع في مزادات أجنبية». ويؤكد لوتوز أن العديد من الوثائق ترسل من قبل جهات محلية إلى الولايات المتحدة، لتباع في مزادات معروفة مثل «كريستيز» و«سوثبيز»، في حين يعرض عدد قليل في المزادات المحلية. ودعا متابعون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى آلية واضحة لإعادة المخطوطات إلى فرنسا. ويقول جيرون سافييه، الذي يعمل في متحف مدينة «بريست»، منذ أكثر من 25 عاماً: «بعض الناس يبالغون بعض الشيء، وأعتقد أن الجهات المختصة تعمل كل ما بوسعها للحفاظ على التراث الوطني»، مضيفاً: «أما بالنسبة لهذه المخطوطة التي بيعت على موقع (إي باي)، فيجب أن نتأكد أولاً من صدقيتها قبل الحكم على القضية».