واشنطن/ أثير كاكان/الأناضول يحتفل به الأمريكيون في الخميس الرابع من شهر نوفمبر/تشرين ثان كل عام، ويعد فرصة جيدة لالتقاء كافة أفراد الأسرة على مائدة واحدة تعج بأنواع خاصة من الطعام، .. إنه "عيد الشكر" الذي يعد عطلة رسمية في البلاد. المناسبة التي يطلق عليها محليا "Thanksgiving"، تعد واحدة من أهم معالم الثقافة الأمريكية، لكونها ترتبط بالتعايش بين المهاجرين الأوربيين والسكان الأصليين للبلاد، بحسب بعض المراجع التاريخية. ويعود تاريخ الاحتفال بهذا العيد إلى القرن السابع عشر الميلادي، عندما احتفل من يعرفون في التاريخ الأمريكي باسم "المستوطنين" أو "المهاجرين" مع السكان الأصليين (القدماء) للبلاد، أو من باتوا يعرفون عنصرياً باسم "الهنود الحمر". فبعد نزول المهاجرين الأوائل من سفنهم، وبسبب جهلهم بطبيعة الأرض، صاروا يعانون من مجاعات قاسية جراء موت محاصيلهم، وهو أمر لم ينقذهم منه سوى مساعدة السكان الأصليين (القدماء) الذين بدأوا بتعليم القادمين الجدد أنواع الزراعات وطرق الزراعة والري التي يمكن استخدامها في البلاد. وبعد أن تعلم المهاجرون تلك الأمور وبدأوا يجنون ثمار ما زرعوه، احتفلوا مع السكان الأصليين بأول عيد للحصاد في نوفمبر/تشرين ثان عام 1621 أو ما بات يعرف بـ"عيد الشكر". ورغم أن هذا العيد تعود فكرته إلى المهاجرين وهم مسيحيين، إلى أنه سرعان ما تحول إلى مناسبة رسمية تحتفل به كافة الطوائف بمختلف أنحاء البلاد منذ عام 1789م، بعدما تسلم الرئيس الأول للولايات المتحدة جورج واشنطن مهامه، لكنه لم يحدد يوما معينا للاحتفال به. وأخذ موعد العيد شكله النهائي، بعد إعلان الرئيس السادس عشر للبلاد إبراهام لينكولن عام 1863م، أثناء الحرب الأهلية الأمريكية (1861-1865)، ضرورة "منح الشكر والتمجيد لأبونا الرحيم في السماء" من أجل وقف الحرب، ليتم تخصيص الخميس الرابع من شهر نوفمبر/ تشرين ثان من كل عام، ليكون عيداً للشكر. ويتميز هذا العيد بطقوس خاصة جدا تكاد لا تراها إلا فيه، حيث تقوم كل أسرة بإعداد وجبة أساسية يلتقي عليها جميع أفرادها، ويمكن أن تكون في الغداء او العشاء، على أن تكون الأكلة الرئيسية فيها "الديك الرومي"، علاوة على أصناف أخرى كثيرة من الطعام مخصصة لهذا اليوم. ورغم أن الكثير من العوائل المسيحية في الولايات المتحدة لازالت تعتبر العيد جزءاً من تقاليدها الدينية، إلا أنه أصبح وطنياً تحتفل به عوائل من مختلف الطوائف بما فيهم العلمانيون والملحدون، كما أنه يتم الاحتفال به في البيوت أو الشوارع عبر بعض المسيرات، بعيدا عن الكنائس. ومثل غيره من المناسبات في قلعة الرأسمالية العالمية (الولايات المتحدة)، يعد "عيد الشكر"، مناسبة للتسوق وبيع البضائع، حيث يتبعه في اليوم التالي ما يعرف باسم "الجمعة السوداء" وهو يوم مخصص من السنة للتنزيلات الكبيرة وتخفيضات الأسعار. وتتسابق كبريات المؤسسات في تلك الجمعة لعرض تنزيلات تنافسية بالأسعار ما يجعل الناس تتزاحم على المتاجر بشكل محموم حيث ترد سنوياً العديد من التقارير التي تتحدث عن إصابات وحوادث وقعت جراء تدافع الناس على شراء البضائع بأثمان منخفضة. ويرجع الكثير من المؤرخين تسمية "الجمعة السوداء"، إلى أن المحاسبين يستخدمون الخط الأحمر لتسجيل خسائرهم، والأسود لتسجيل أرباحهم، وبما أن هذا اليوم هو أكثر أيام السنة ربحاً لأنه يشهد مبيعات لامثيل لها بالأيام الأخرى، فتم تسميته بالجمعة السوداء، نسبة للحبر الأسود المستخدم بتسجيل الأرباح. ومنذ ارتقاء جورج بوش الأب إلى السلطة عام 1989، صارت هنالك مناسبة أخرى تمهد لانطلاق "عيد الشكر" وهي الإعفاء عن ديك رومي، ليلة هذا العيد. وبدأ كل رئيس أمريكي منذ 1989 وحتى اليوم بتقليد يتم نقله عبر شاشات التلفاز يتم خلاله جلب أحد الديكة الرومية الحية التي تم تربيتها في أحد المزارع الأمريكية، إلى رئيس البلاد من أجل ان يصدر عفوه عنه وبالتالي تجنيبه الذبح حتى مماته. ومساء أمس الأربعاء، أعفى الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمرة الأخيرة بالنسبة له (يترك منصبه في يناير/كانون ثان المقبل)، عن ديك رومي يطلق عليه "تيتر"، بعد إجراء تصويت مبسط على موقع البيت الأبيض بينه وبين منافسه الديك "توت". ورغم أن طقس الإعفاء عن الديك الرومي، تعود جذوره إلى أربعينيات القرن الماضي، إلا أنه لم يصبح طقساً رسمياً حتى تسلم بوش الأب لمهامه الرئاسية. ومساء أمس الأربعاء، التقى أوباما مع فريق أمنه القومي للتباحث حول الإجراءات الأمنية داخل البلاد وخارجها خلال موسم الأعياد الذي يبدأ بعيد الشكر الخميس وينتهي ببدء العام الميلادي الجديد في 1 يناير/ كانون الثاني 2017، بحسب مراسل الأناضول. ومؤخرا، رفعت شرطة نيويورك درجة التأهب الأمني، بعد تهديدات من تنظيم "داعش" الإرهابي، باستهداف "عيد الشكر". واتخذ المسؤولون الأمنيون في المدينة قرارا بزيادة الإجراءات الأمنية بعد أن نشرت مجلة "رومية" التابعة لـ"داعش" يوم 11 نوفمبر/ تشرين ثان الجاري، أن مسيرة عيد الشكر في نيويورك المقررة اليوم الخميس، يمكن أن تكون هدفا مثاليا لهجوم بالسيارات تنفذه خلايا التنظيم. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.