كشف المهندس خالد سيف الخيارين مدير إدارة شبكات الصرف بهيئة الأشغال العامة (أشغال)، عن أنه تم تصميم المرحلة الأولى من محطة معالجة الصرف الصحي شمال الدوحة، لتصل قدرتها الاستيعابية على معالجة مياه الصرف الصحي إلى 244 ألف متر مكعب في اليوم، متوقعا أن تخدم أكثر من 900 ألف نسمة في حلول عام 2020. وأوضح المهندس الخيارين، خلال لقاء صحافي نظمته أشغال بموقع المحطة وأداره السيد عبدالله آل سعد مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال بالهيئة، أن المحطة تقع في منطقة أم صلال، على بعد 25 كيلومترا من شمال الدوحة، وتخدم المناطق من الغرافة إلى أم صلال علي، ومرورا بمناطق الخيسة والخريطيات والدحيل والدفنة وتجمعات اللؤلؤة ولوسيل في الشرق. وأضاف أن أعمال إنشاء محطة معالجة الصرف الصحي في شمال الدوحة اكتملت في نهاية عام 2015، ودخلت المحطة مرحلة التشغيل الكامل بعد أن تمت جميع عمليات المعاينة والاختبار من قبل جميع السلطات والجهات المعنية في يوليو الماضي، أما أعمال التشجير والتخضير الواسعة التي تتم في المنطقة المحيطة بالمحطة فسيتم الانتهاء منها خلال الربع الثاني من عام 2017. وأوضح الخيارين أن المحطة مشروع استراتيجي من حيث الحجم في قطر، مشيرا إلى أن تقنيات المعالجة التي تستخدمها المحطة لمعالجة مياه الصرف الصحي التي تستقبلها من منطقة شمال الدوحة تؤدي إلى إنتاج مياه معالجة ذات جودة عالية، ومطابقة للمعايير الدولية، حتى يمكن إعادة استخدامها لأغراض الري للمسطحات الخضراء والأماكن العامة، مما يساعد على تقليل الاعتماد على مصادر المياه الصالحة للشرب، التي تستخدم حالياً لري المساحات الخضراء والحدائق. من جانبه، أكد المهندس خالد العبيدلي مساعد مدير إدارة تشغيل وصيانة شبكات الصرف، أنه يتم استخدام عمليات المعالجة البيولوجية المتقدمة بالمحطة، بالإضافة إلى الترشيح الغشائي فائق الدقة (Ultrafiltration) وهي تقنية ترشيح متعلقة بتقنية الأغشية، حيث تعمل على فصل الجزيئات الكبيرة والحبيبات الصغيرة من المياه، كما تستخدم محطة المعالجة تكنولوجيا التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية (Ultra-violet). وأضاف: «تشمل أعمال المشروع إنشاء مصنع تجفيف حراري ضمن محطة المعالجة في شمال الدوحة، وذلك لمعالجة (الحمأة) وهي المواد الصلبة المتجمعة من عمليات معالجة مياه الصرف الصحي، التي تجمعت خلال عملية المعالجة، حيث يتم تحويلها إلى كريات صلبة وذلك للتخلص منها بطريقة آمنة وفقاً للمعايير الدولية، كما أنها أول محطة معالجة في قطر تمتلك نظاما متكاملا للتخلص من الروائح والحد من تأثيرها على البيئة المحيطة». وكجزء من هذا المشروع، تقوم «أشغال» بتنفيذ مبادرة هي الأولى من نوعها في دولة قطر، حيث تقوم الهيئة من خلال المشروع بزراعة ما يصل إلى 95 ألف شجرة على مساحة تبلغ تقريباً 12 كم مربع ضمن المنطقة العازلة المحيطة بالمحطة، حيث ستتم زراعة أشجار من أنواع مختلفة تم جلب بعضها من أنحاء مختلفة من العالم ملائمة للبيئة الصحراوية، بالإضافة إلى زراعة النباتات والشجيرات الصغيرة وإنشاء بحيرة صناعية. وتم حتى الآن زراعة ما يصل إلى 40 ألف شجرة، ومن المقرر أن تتم زراعة باقي الأشجار خلال الربع الثاني من عام 2017، حيث تفيد أعمال التشجير الواسعة التي يتم تنفيذها لأول مرة في دولة قطر في المنطقة المحيطة بمحطة المعالجة، في زيادة الغطاء النباتي في البلاد. وعند اكتمال أعمال تشجير وتخضير المنطقة المحيطة بمحطة المعالجة، ستتحول المنطقة الصحراوية المحيطة بالمحطة لشبه غابة. وقد اختيرت الأشجار المزروعة في تلك المنطقة بعناية، إذ إنها أشجار لا تستهلك المياه بكميات كبيرة، كما تم اختيار بعض الأشجار المزهرة لوضعها على جوانب الطرق المؤدية إلى المحطة. في مراحل لاحقة، بعد أن يتم إنشاء وتطوير الطرق الدائمة المؤدية إلى محطة المعالجة، وبعد أن تصل الأشجار التي تمت زراعتها للحجم المطلوب، ستتم دراسة إمكانية إتاحة هذه المنطقة للزوار الذين يمكنهم الاستمتاع بالمساحات الخضراء ومشاهدة أنواع الأشجار التي تمت زراعتها، بالإضافة إلى مشاهدة البحيرة الاصطناعية التي تم إنشاؤها بصفتها جزءا من مشروع التشجير والتخضير حول المحطة، التي يتم ضخ المياه المعالجة ذات الجودة العالية إليها.;