صحيفة وصف : سمر المقرن لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع أو نقرأ عن توصيات ذلك المؤتمر أو ذلك الملتقى أو تلك الندوة، نجد في التوصيات ما يرفع منسوب الأمل لدينا بكثير من التغييرات التي نطمح لها كمجتمع، ونتمنى وجودها على هيئة قوانين أو أنظمة أو أساليب ونهج عمل أو حياة، لكن في الواقع هل تتحقق تلك التوصيات أو على الأقل يتحقق جزء منها؟! تابعت لفترة من الزمن -بعض- التوصيات لمؤتمرات عدة، وتابعت النهج القائم على إيصالها ومحاولة تحقيقها، فهناك توصيات تجد من يتابعها وهي قلة، أما في الغالب فليس هناك متابعة، مجرد حبر على ورق، كلام إنشائي ينتهي بعد نشره في الصحف! هذه هي الحقيقة التي أتمنى أن لا يغضب منها أحد، هذا هو واقع المؤتمرات والملتقيات التي تخرج بتوصيات، مجرّد نقاط تملأ أحبار الصحف، ومصاريف قد تصل إلى الملايين في تكلفتها لهذه المناسبات، هذا عدا تلك التي يتم فيها دعوة ضيوف من الخارج وتكلفة مصاريفهم العالية وبالنهاية لا شيء، أين هي الفائدة الملموسة؟ ولعل السؤال الذي يدور بذهني حالياً، هل صدر أي قرار بناء على توصيات قيلت في مؤتمرات؟ هل حدث أي تغيير فعلي من تلك التوصيات؟ مجرد مانشيتات صحافية تدغدغ أحلامنا وآمالنا وأمنياتنا بلا فائدة تُذكر! وهذا الكلام ليس لدينا فقط بل هو حالة عامة في معظم أصقاع الوطن العربي، حيث اعتاد الناس على عقد مؤتمرات بهدف الخروج بتوصيات ثم لا ندري ما هو مصيرها؟ لذا من الأفضل أن يتم تحديد أهداف هذه المؤتمرات بأنها بلا توصيات حتى لا يفقد المتابع الثقة بها، لأن المؤتمرات التي تكون بلا توصيات هي معروفة للنقاش والفائدة، أما كلمة (توصيات) فهذا يعني أن هناك حدثا كبيرا قد يخرج من فوهة ذلك المؤتمر أو تلك الندوة! على العدد الكبير من المؤتمرات والملتقيات التي تُعقد في شتى المجالات، لماذا لا يكون لدينا هيئة لمتابعة هذه التوصيات؟ ليس بالضرورة أن تكون هيئة بحجم الهيئات المعروفة، إنما جهة ولو مصغرّة يكون عملها الأساسي رصد التوصيات ومتابعة الجهة التي خرجت منها بأنها على قدر مسؤولية إصدار هذه التوصيات وعلى قدر من المسؤولية في متابعتها، وبناء عليه، تُلزم الجهات الموجه لها التوصيات بالرد عليها في مدة لا تتجاوز ستة أشهر، بهذه الطريقة لن تفقد المؤتمرات والندوات هيبتها، بل سيكون هناك إقبال كبير عليها من قِبل الناس، في وقت لم أر فيه أي تفعيل لتوصيات صادرة عن مؤتمرات، عدا تلك التوصية التي خرجت بإقامة ملاهي ألعاب في جدة والرياض! (0)