طالب مختصون بتأسيس جمعية علمية سعودية تحت مظلة وزارة التعليم تعنى بشبكات التواصل الاجتماعي، وزيادة نشاط المؤسسات العلمية والدينية والحكومية في وسائل الاتصال الحديثة. وشدد الدكتور بدر الظفيري خلال جلسات مؤتمر (ضوابط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإسلام) الذي انطلق أمس، وتقيمه جائزة نايف بن عبد العزيز للسنة النبوية ودراساتها بالتعاون مع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، على ضرورة الاهتمام بشبكات التواصل الاجتماعي في جميع نواحيها المتعلقة بها سواء في طريقة استخدامها أو الآثار الناتجة عنها، وأهمية التدريب على معرفة خصائص وآليات تلك الشبكات وتوسيع دائرة التدريب حتى يشمل أعضاء هيئة التدريس والمعلمين والأئمة والخطباء وغيرهم. فيما تحدث الدكتور أحمد البهنساوي من مصر عن اتجاهات المراهقين نحو شبكات التواصل الاجتماعي وعلاقتها بتوافقهم الأسري والاجتماعي, وأثر الاتجاه نحو شبكات التواصل الاجتماعي في التوافق الأسري والاجتماعي، وكذلك تأثير بعض المتغيرات كالنوع ومرحلة المراهقة وعدد ساعات استخدام شبكات التواصل على الاتجاه نحو شبكات التواصل الاجتماعي، وتوصل إلى وجود ارتباط بين بعدي الشعور بالأمن والطمأنينة النفسية والآثار الإيجابية للاتجاه نحو شبكات التواصل الاجتماعي بالتوافق الأسري والاجتماعي. بدورها أوضحت الدكتورة آمال عتيبة أهمية شبكات التواصل الاجتماعي ودورها في تجديد الخطاب الدعوي ومتطلباتها وضوابطها، حيث أحدثت التطورات التكنولوجية الحديثة في منتصف عقد التسعينيات من القرن الـ20 نقلة نوعية وثورة حقيقية في عالم الاتصال، حيث انتشرت شبكة الإنترنت في كل أرجاء المعمورة، وربطت أجزاء هذا العالم المترامية بفضائها الواسع، ومهدت الطريق لكل المجتمعات للتقارب والتعارف وتبادل الآراء والأفكار والرغبات. من جانبها، قالت الدكتورة أسيا شكيرب من الجزائر، إن شبكات التواصل الاجتماعي أسهمت في إحداث نقلة نوعية ومتسارعة في النسيج المجتمعي، فقد فرضت تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية وفكرية وثقافية واتصالية، وشكلت معطيات حياتية انعكست على حركة المجتمع المادية والفكرية والخلقية والروحية، كما أثرت في المثل والقيم والمعايير وأنماط الحياة وطرائقها، فاخترقت النسيج المجتمعي والأسري على الخصوص وتركت آثارها المختلفة داخل الأسرة العربية والمسلمة، ورغم إيجابياتها الكثيرة إلا أنها اكتسحت البيوت لتسلب منها أجواءها الأسرية القائمة على التحاور والتشاور. بدوره، بين الدكتور رضا أمين من مصر في بحثٍ له بعنوان "مواقع التواصل الاجتماعي والشائعات "النار والهشيم" أن مجتمعاتنا تواجه عديدا من المخاطر جراء انتشار الشائعات في مواقع التواصل الاجتماعي بصورة غير مسبوقة، حيث أتاحت تلك المواقع نوافذ إعلامية تصل إلى قطاعات عريضة من الجماهير، إذ يقدر المتابعون والأصدقاء في شبكات التواصل الاجتماعي بالملايين، وانتشر مفهوم المواطن الإعلامي ليشير إلى مدوني الإعلام الجديد وشبكات التواصل الذين قد لا يكونون بالضرورة متسلحين بمعايير التثبت من الأخبار.