دبي: فاروق فياض باتت مواقع التواصل الاجتماعي في عصر الإعلام الرقمي والاتصال التفاعلي والتطور التكنولوجي الهائل، السمة الأبرز التي تعتمدها المؤسسات والشركات والدوائر الحكومية في التفاعل مع الجمهور، حتى لجأت العديد من الشركات إلى التفنن في اظهار محتواها الاقتصادي والمالي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وعبر المواقع الإلكترونية. تشكل مواقع فيسبوك ولينكد إن وتويتر وإنستغرام ويوتيوب وجوجل وغيرها الكثير من مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي، أشهر المحطات الرقمية التي استخدمتها جل الشركات والمؤسسات في الترويج لمنتجاتها وبضائعها وخدماتها والتفاعل مع العملاء، ومع تطور وسائل الاتصال بدءاً من الكلمة والصوت والطباعة ومرورا باختراع الراديو والهاتف والتلفاز ووصولا بثورة الإنترنت والألياف الضوئية والتواصل التفاعلي المباشر بين المرسل والمستقبل، تكمن أهمية مثل تلك المواقع الاجتماعية في رفد الأعمال والخدمات الاقتصادية للشركات، وردم الفجوة بين المعلن والعميل. واعتمدت الكثير من شركات التأمين نهجاً مغايراً للسائد وبأسلوب تقني حديث لتقديم منتجاتها وخدماتها ومبيعاتها عبر المواقع الإلكترونية، واستحداث حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج وتسويق أفضل ما لديها وبما يميزها عن باقي الشركات الأخرى، والأهم للتفاعل مع العملاء، حيث بات التواصل الاجتماعي وسيلة للتقرب من الجمهور وفهم احتياجاته. وأفادت دراسة حديثة لأورينت بلانيت أن 92% من الشركات الصغيرة في المنطقة العربية تستعين بشبكات التواصل في أعمالها، ووفقاً لتقرير اقتصاد المعرفة العربي 2015/2016، فمن المتوقع أن يرتفع عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي إلى 226 مليون مستخدم بحلول 2018، ولعل ضخامة مثل تلك الإحصائيات في نسبة استخدام الإنترنت، قد جعلت من الشركات تهتم اكثر في ضرورة الترويج وتسيير أعمالها من خلال تلك المواقع الشهيرة. 500 مليون مستخدم وصل عدد المعلنين عبر إنستغرام أكثر من 500 ألف معلن شهرياً، ووصل عدد مستخدمي التطبيق من المؤسسات التجارية والشركات 1.5 مليون مؤسسة وشركة، ووصل عدد مستخدمي التطبيق الفاعلين أكثر من 500 مليون مستخدم، وبلغت قيمة إعلانات السيارات عبر تلك التطبيقات الاجتماعية 45 مليار دولار أمريكي في 2016، حيث تتوقع الشركات المنتجة للسيارات أن تبيع أكثر من 90 مليون مركبة مع نهاية العام الحالي. تأمينات أون لاين وفي هذا السياق، قال عمر الأمين، الرئيس التنفيذي لمجموعة أورينت للتأمين، إحدى شركات مجموعة الفطيم، أن لوسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً ومهما في تسهيل التواصل مع العملاء وتقديم منتجات الشركة والابلاغ عن المطالبات التأمينية. وتابع الأمين: اعتقد أنه لم يتم استخدام هذه التكنولوجيا بشكل تام بين شركات التأمين العاملة في القطاع، وإيماناً منا بأهمية هذه المواقع والوسائل، ونظراً لما ستمثله من دور كبير في المستقبل، قمنا بتأسيس صفحة خاصة بخدمات الشركة عبر فيس بوك وإنستغرام لترويج أعمال الشركة وتسويقها، والشركة الآن لديها مشروع ضخم البيع من خلال الإنترنت حيث ان بعض وثائق الشركة التأمينية تقدم وتنجز عبر الإنترنت وخاصة في مجال التأمين الصحي، ويمكن للمستفيد والعميل اختيار نوع الوثيقة عبر موقع الشركة الإلكتروني والحصول على قسط التامين وسداده من خلال الإنترنت وطبع الوثيقة ذاتها من خلال تلك الآلية، وقامت أورينت بتدشين هذا المنتج الفريد والمميز منذ فترة وجيزة لما يمثله من أهمية كبيرة. وأضاف الأمين: لدينا إيمان كبير أن وسائل التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت ستلعب دوراً كبيراً في المستقبل، ولن يكون هنالك بيع للمنتجات التأمينية للأفراد بشكلها التقليدي بعد مرور سنوات، حيث سيتم ذلك من خلال الشبكة العنكبوتية، وأن الشركات التي لا تولي الأهمية المطلوبة لهذا الجانب ستجد نفسها متخلفة في فترة قريبة. وفيما يتعلق بأكثر المواقع الاجتماعية التي تعتمدها الشركة، قال الأمين: المواقع تتغير بين فترة وأخرى، وكلنا نعلم أن موقع فيسبوك يعد الأوسع انتشاراً على مستوى العالم، ويتبعه موقع إنستغرام ولينكد ان وقد نشهد في اوقات لاحقة ظهور مواقع أخرى على شاكلتها. ولن ندخر أي جهد في سبيل اتباع ما هو حديث ورقمي في سبيل الوصول لخدمة ذات جودة عالية للعميل. لينكد إن بدرجة رجال الأعمال وقال وائل الشريف، الرئيس التنفيذي لشركة تكافل الإمارات: لقد أصبح العملاء في عصرنا هذا أكثر وعيا لوجود وسائل تواصل حديثة تتيح لهم المجال للتعرف على ما يتوفر في الأسواق من منتجات وخدمات بل وتمكنهم من المقارنة من ناحية الجودة والأسعار وذلك من خلال الاطلاع المباشر على تجارب المستهلكين الآخرين وآرائهم المعلنة. وهذا يحتم علينا ضرورة مواكبة هذا التطور في وسائل الإعلام الاجتماعي بالحرص على التواصل مع عملائنا بشكل مباشر والاستفادة من تجاربهم وآرائهم، وبالتالي تلبية احتياجاتهم من التأمين التكافلي، الأمر الذي يعزز الثقة ويزيد الانتماء للشركة وما تقدمه من خدمات. ونوه الشريف إلى أن مثل هذه الوسائل ستمكننا من الوصول إلى فئات مستهدفة معينة فإن لينكد إن على سبيل المثال يسمح لنا بالتعرف على أصحاب القرار ورجال الأعمال والتواصل معهم. وفيما يتعلق بنسبة اعتماد تكافل الإمارات على تلك المواقع، قال الشريف: أن الشركة تعتمد على لينكد ان 50%، وفيس بوك بنسبة 30%، وتويتر 20% وأن اعتماد الشركة على وسائل التواصل الاجتماعي في ازدياد ملحوظ لمواكبة رغبة العملاء المتزايدة في إنجاز معاملاتهم عبر الإنترنت، إلى جانب الدور المهم الذي تلعبه هذه الوسائل في التسويق والبيع المباشر. خدمة 24 ساعة أكد جهاد فيتروني، الرئيس التنفيذي لشركة دبي الإسلامية للتأمين وإعادة التأمين أمان، على أن العديد من شركات التأمين وشركات الوساطة، لديها مواقع على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وتعرض من خلالها منتجاتها وخدماتها على جمهور المتصفحين، كما توجد مواقع متخصصة لمقارنة أسعار وشروط منتجات التأمين من عدة شركات مختلفة، حيث تترك للمستهلك أمر اختيار ما يناسبه منها. وأشار فيتروني: أضف إلى ذلك أن هذه المواقع، وتلك التي تهتم بتسيير الأعمال التجارية بشكل عام، هي في أغلبها مأتمتة بالكامل وتقوم بعملية البيع من أولها إلى آخرها بصورة أوتوماتيكية دون الحاجة إلى تدخل البشر. لذلك فهي متاحه أربع وعشرين ساعة في اليوم وطيلة أيام الأسبوع. نظرة مختلفة اعتبر فيتروني أن مواقع التواصل الاجتماعي تحتاج إلى موظفين مؤهلين للإجابة على استفسارات المتصفحين والتجاوب والتفاعل معهم، مما يجعل هذه العملية مكلفة وغير مجدية وغير متاحة أربع وعشرين ساعة يومياً. وتابع فيتروني، أن من يلج إلى مواقع التواصل الاجتماعي أنما يفعل ذلك بهدف التصفح والتسلية والدردشة ومشاهدة أفلام الفيديو ولا يفعل ذلك لشراء حاجة ما أو لاغراض التسوق عموماً. فهذه المواقع غير معدة لذلك، اذ توجد مواقع أخرى متخصصة للتسوق على الإنترنت أفضل لهذا الغرض من مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن محركات البحث تعمل بكفاءة عالية وتساعد المتسوق على الحصول على مبتغاه بكل سهولة ويسر. لذلك وبسبب كثرة وسهولة وفعالية الخيارات الأخرى المتاحة أمام متصفح الإنترنت، فإن دور وسائل التواصل الاجتماعي ينحصر في التسلية والاستمتاع بالوقت ولا تستعمل للتسوق والعمل. لذلك لا تعتمد شركات التأمين عموماً وشركتنا خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي لأغراض تجارية أو اقتصادية، لا بل تعمد بعضها على حجب هذه المواقع لمنع إساءة استعمالها من قبل بعض الموظفين في التسلية واللهو وإضاعة الوقت.