قال سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس مجلس إدارة شركة «دوبال» القابضة، إن مصانع الألمنيوم في الإمارات قوية وضخمة، وتماثل أكبر المصانع العالمية، وتتفوّق عليها في كثير من الأحيان. وأضاف سموه أن صناعة الألمنيوم في الإمارات تشهد حالة من الاستقرار، مؤكداً عدم وجود إغراق في السوق الإماراتية. وكان سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، افتتح في «مدينة جميرا» بدبي، أمس، فعاليات الدورة 20 للمؤتمر العربي الدولي للألمنيوم «عربال»، تحت عنوان «تحديات عالمية - حلول منشودة». وتستضيف شركة الإمارات العالمية للألمنيوم المؤتمر للمرة السادسة، بحضور أكثر من 2000 شخص بين ممثلين للشركات الإقليمية والدولية، ومتحدثين ورعاة وعارضين وزائرين من 40 دولة. مؤتمر «عربال» 5.5 ملايين طن سنوياً حجم الإنتاج الخليجي الحالي من الألمنيوم الأوّلي. 37 متحدثاً قال رئيس المؤتمر العربي الدولي للألمنيوم «عربال»، محمد النقي، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية، إن المؤتمر يتناول مجموعة من الموضوعات وثيقة الصلة بالتوجهات التي تمر بها الصناعة حالياً، بدءاً من وجهات النظر السائدة في صناعة الألمنيوم، ومروراً بدلالات السوق، ووصولاً إلى تأثير التوجهات في الصين، والتطرق للقضايا المتصلة بالاستدامة، والتداخل بين التقنية والعمليات. وتابع: «يتطلع الحضور لسماع آراء ما يزيد على 37 متحدثاً ومديراً للنقاش، وجميعهم من أصحاب الخبرة الواسعة في مجالات تخصصهم، فضلاً عن معرفة المزيد عن فرص الاستثمار في المنطقة، وبناء العلاقات مع أبرز صناع القرار في صناعة الألمنيوم». وتفصيلاً، افتتح سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس مجلس إدارة شركة «دوبال» القابضة، في «مدينة جميرا» بدبي، أمس، فعاليات الدورة 20 للمؤتمر العربي الدولي للألمنيوم «عربال»، تحت عنوان «تحديات عالمية - حلول منشودة». كما افتتح سموه، خلال المؤتمر الذي حضر افتتاحه سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة «طيران الإمارات»، المعرض المصاحب الذي يقدم منتجات مصنوعة من الألمنيوم للاستخدامات الخاصة، ومعالجة الأسطح، وتجارة المعادن الخفيفة، وإعادة التدوير والمعدات والآلات والإكسسوارات، ومعدات استخلاص وتنقية الألمنيوم. صناعة متطورة وقال سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، في تصريح عقب افتتاح المؤتمر، إن صناعة الألمنيوم في دولة الإمارات وبقية دول الخليج متطورة، ولاتزال في مرحلة التوسع، ولها أسواق عالمية، فضلاً عن أسواقها المحلية، في الوقت الذي توقفت المصانع العالمية عن النمو، بل ودخل العديد منها مرحلة التراجع بسبب كلفة الطاقة. وأكد سموه أن مصانع الألمنيوم في الإمارات قوية وضخمة، وتماثل أكبر المصانع العالمية وتتفوّق عليها في كثير من الأحيان. وحول تأثير تراجع أسعار النفط في الصناعة، أشار سموه إلى أن تراجع أسعار النفط يعد جيداً بالنسبة للصناعة، لكنه عكس ذلك بالنسبة لمجمل الاقتصاد الوطني، منوهاً بتوجه العديد من المصانع إلى الغاز والفحم النظيف بدلاً من الاعتماد على البترول. استقرار وتوسع وأوضح سموه أن دولة الإمارات دائماً تنظر إلى المستقبل، لذلك فإنه على الرغم من المشكلات التي تحدث لهذه الصناعة على المستوى العالمي، فإن صناعة الألمنيوم في الإمارات تشهد حالة من الاستقرار، بل والنمو البطيء، وهذا ينطبق على المصانع في معظم دول الخليج، مشيراً إلى أن المصانع المحلية والخليجية لا تواجه المشكلات التي تتعرض لها المصانع العالمية، كما لا توجد أي مشكلات في ما يتعلق بالتسويق. وقال سموه إن استراتيجية التوسع في صناعة الألمنيوم في دولة الإمارات تعتمد على نتائج الدراسات التي تجرى باستمرار على السوق والوضع الاقتصادي العام، لافتاً إلى أن هناك دراسات وسيتم إقرار السياسات المستقبلية بناء عليها. وأكد سموه أنه لا يوجد إغراق في السوق الإماراتية، قائلاً: «الهدف الأول يتركز على تسويق المنتجات، ونحن لا نواجه مشكلات في هذا الجانب». وفي ما يتعلق بتباطؤ الاقتصاد الصيني، قال سموه: «لنا أسواق ولهم أسواق، والسباق دائماً على كيفية إنتاج وتوزيع المنتجات»، مشيراً إلى أن خريطة الطلب لم تشهد تغيرات جذرية، لكن الأسعار في ارتفاع وانخفاض، بناء على سياسة العرض والطلب. فرص متنوعة من جهته، قال العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم، عبدالله جاسم بن كلبان، خلال المؤتمر: «قد يتم النظر إلى تقلب أسعار النفط كتهديد لدول مجلس التعاون الخليجي، لكنه فرصة لإثبات قدرة هذه الدول على الصمود، كما أنه فرصة للاستفادة من فوائد التنويع الاقتصادي، وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى منطقتنا». وأضاف أن «النمو الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي لايزال يسير مع المتوسط العالمي»، مشيراً إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي بدأت منذ سنوات عدة في خطط التنويع الاقتصادي وأحرزت تقدماً جيداً في هذا المجال. وأوضح بن كلبان أن إنتاج مصاهر الألمنيوم في الدول الخليجية بلغ 5.27 ملايين طن خلال العام الماضي، وبما يمثل نحو 10% من إجمالي الإنتاج العالمي. وكشف أن «لدى (الإمارات العالمية للألمنيوم) حصة تبلغ نسبتها 53.3% من إجمالي إنتاج الألمنيوم الأوّلي في دول مجلس التعاون الخليجي»، مشيراً إلى أنها حققت نمواً بنسبة 8.4% في المبيعات إلى السوق المحلية خلال عام 2015. وأكد أن هناك 27 مصنعاً لمنتجات الألمنيوم التحويلية في دول مجلس التعاون، 50% منها في دولة الإمارات»، لافتاً إلى النمو في هذا القطاع، خصوصاً في مدينة خليفة الصناعية (كيزاد) بأبوظبي. إجراءات حمائية إلى ذلك، قال الأمين العام للمجلس الخليجي للألمنيوم، محمود الديلمي، إن «حجم الاستثمارات الخليجية في صناعة الألمنيوم الأوّلي خلال السنوات الثلاث المقبلة، يتوقع أن يراوح بين 50 و55 مليار دولار، مقارنة بنحو 40 مليار دولار حالياً»، مبيناً أن الطلب على الألمنيوم الخليجي ارتفع خلال العام الجاري بنحو 8%. وذكر أن «حجم الإنتاج الخليجي من الألمنيوم الأوّلي يصل حالياً إلى نحو 5.5 ملايين طن سنوياً، فيما يتوقع أن يصل إلى نحو ستة ملايين طن في عام 2020، بما يمثل 12% من حجم الإنتاج العالمي». واستبعد الديلمي فرض دول الخليج المنتجة للألمنيوم الأولي، إجراءات حمائية أسوة بما تقوم به دول آسيوية وأوروبية، مشيراً إلى أن الإجراءات الحمائية تتنافى مع توجهات الأسواق المفتوحة التي تنادي بها اتفاقات التجارة العالمية. وأضاف الديلمي أن لدى الشركات الخليجية اتصالات مع دول أوروبية بهدف التغلب على الإجراءت الحمائية على الألمنيوم الخليجي، لافتاً إلى أن التوسعات التي تقوم بها الشركات الخليجية المنتجة للألمنيوم الأوّلي تدل على تنامي الطلب العالمي على الألمنيوم، المقدر بنحو 5% سنوياً.