يتألم المواطن السعودي وهو يقرأ ويشاهد هذا الهجوم الشرس ضد وطنه سواءً عبر بعض الصحف الأجنبية، العربية، أو بعض الصحف الإلكترونية والمواقع، أو عبر القنوات الفضائية المختلفة. وهذا الأمر متوقع لأنه لا يرمى إلا الشجر المثمر لأن البلد مستقر وآمن ومكان يستقطب الملايين للعيش فيه وكسب الرزق الحلال بتيسير من الله، مع عناية واهتمام بالعقيدة الإسلامية السمحاء والحرمين الشريفين وحرص على التوحيد وتطبيقه، مع تشجيع المبدعين والمتفوقين وابتعاثهم للجامعات المتقدمة حتى بلغت الأعداد مئات الآلاف يذهبون بكل عدالة واهتمام وحرص. ومع كل ذلك نرى نبرة النقد الحاد عبر الإعلام الجديد وغيره أو عبر البيانات العجيبة التي تجاهر بالطعن بالقضاء وتطالب بأن يسمح للمجرم بأعمال تهز الوطن الذي أمنه واستقراره خط أحمر لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال، ويلاحظ أيضاً التركيز على السلبيات ومحاولة التأثير على القراء والمشاهدين دون وجود منهجية واضحة وخطط مدروسة من عندنا لمواجهة ذلك خارج نطاق الحدث الآني وإنما يكون وفق تنسيق عميق لإظهار مكانة هذه الدولة والرد على الأعداء وبالذات في مجال الإعلام الخارجي الذي يحتاج لبذل جهد أكبر للرد والتوضيح وإجلاء المعلومات ضد من يريد من الأعداء التشويه والإساءة للوطن الحبيب. ولله الحمد فإن المواطن السعودي يفهم ويدرك مثل هذه الألاعيب ويبادر بالرد والتوضيح حسب ما عنده من حماس وطني ولكنه بحاجة لمن يمده بالمعلومات وفق منهجية واضحة مقننة يستطيع من خلالها أن يكون خير سفير لبلده سواءً كان في رحلة عمل أو سياحة أو مبتعث. وهنا تبدو الحاجة ماسة لمراكز دراسات وبحوث محلية تقوم بهذا الدور في إعداد البرامج الإعلامية وتوفير قاعدة بيانات من المشاركين القديرين لكي يشاركوا في البرامج المؤثرة لأن بعض الإعلاميين المحبين للمملكة يبحثون عن من يشارك في البرامج فلا يجدون أحدا لأن الموجودين في الساحة قلة ثم أنه لا يعلم كيف يصل إليهم، وحتى المجتهدين منهم فإن شاركوا ووفقوا فلن يجدوا من يتفاعل مع أطروحاتهم وربما تفسر مشاركاتهم بحب الظهور وهي إشاعات يطلقها الحاسدون أو غير القادرين، وإن أخطأوا فربما يلامون على اجتهادهم ليأتي بيت الشعر العربي الذي يلوم الفتى على اجتهاده كتشجيع على التردد والانطواء واللامبالاة : إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى = فأولُ ما يجني عليه اجتهادُهُ ويعارض هذا البيت بيتٌ آخر يقول : إذا كنتَ ذا رأي فكن ذا عزيمةٍ = فإن فسادَ الرأي أن تترددا. وعموماً الدفاع عن الوطن مطلوب في كل مرفق إعلامي ويسعدني أن أرى شباب المملكة المخلصين الذين ينافحون عن عقيدتهم ودينهم ووطنهم وتنوير زملائهم ضد من يحاول الإساءة لهذا الوطن وتضليل الرأي العام وهذه أساليب الحرب النفسية التي يعرف المختصون خبث من يستخدمها ،وبحمد الله صدر بيان وزارة الداخلية الذي يحدد التنظيمات والحركات المعادية تطبيقا للأمر الملكي الكريم الذي يجرم المشاركة في القتال خارجيا أو الانتماء لتنظيمات حزبية وحركية وهو سيوقف مثل هؤلاء المغرر بهم أو المنتمين إلى حركات مختلفة في أن يتوقفوا عن ممارساتهم والمتوقع أن يكون التطبيق حازما ومباشرا لأنه أمر الملك حفظه الله الذي يحرص على وحدة الوطن وأمنه واستقراره وترابط قبائله وشعوبه وطوائفه على قلب رجل واحد. حفظ الله وطننا وأدام علينا نعمة الأمن والأمان.