للمرة الأولى، يعترف وزير الدفاع في الحكومة السورية الانتقالية أسعد مصطفى، بوجود من عدهم "مُستفيدين" في صفوف المعارضة، من دفع بعض القيادات للخروج عن النص، والسير على حدة، بعيداً عن خط الثورة السورية، في إشارة إلى تبعات قرار تعيين عبدالإله البشير، رئيساً لأركان الجيش السوري الحر، بديلاً عن اللواء سليم إدريس، الذي رفض قراراً بإبعاده عن رئاسة الائتلاف، مقابل تعيينه مستشاراً لرئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا. وعلل وزير الدفاع السوري، في حديثه لـ"الوطن"، قرار إقالة إدريس من منصبه، ببلوغ قيادة الأركان "مرحلة الصفر"، وقال "لجأنا للتغيير بعد أن دخلت قيادة الأركان حالةً من الشلل. والشرذمة على الأرض. نحن نواجه داعش من طرف، والنظام من طرف، وقيادة الأركان لا تعمل". ويبدو من حديث أسعد مصطفى أن خلافاً نشب قبل أشهر بين قيادة أركان الجيش السوري الحر، والجبهة الإسلامية، كان سبباً في غربلة قيادة الأركان، التي انتهت إلى إقالة رئيس الأركان اللواء سليم إدريس، الذي يواجه هو الآخر، عدم قبول من قبل المجلس العسكري، حين أعلن في بيان له، التزامه بقراره المتخذ في الثاني من الشهر الجاري، والقاضي بعزل إدريس عن منصبه، وتعيين العميد عبدالإله البشير بديلاً عنه. وزير دفاع "سورية الجديدة" قال لـ"الوطن" أمس خلال حديث هاتفي "هناك أشخاص موجودون في صفوف المعارضة السورية مستفيدون من عرقلة هذا القرار وغيره. هناك من يدفع قائد الأركان إلى رفض تنفيذ قرار إقالته. رأيت أمامي واقعاً لا أستطيع الوقوف عنده متفرجاً. لا يمكن أن تتم المجاملة على حساب الثورة السورية. ما رأيته للأمانة في قيادة الأركان يُدمي القلب. يجب أن يعي الجميع أن الأمر ليس شخصياً. جميع الدول العربية التي تُساند الثورة السورية لمست أخيراً ترهل قيادة الأركان ووصولها مرحلة الصفر، وأستطيع أن أقول الشلل. هذا لا يعني أنها لم تقم بجهد كبير. لكن الظروف تتغير يوماً بعد يوم، ويجب أن نسير وفق تلك المتغيرات، لا أن نُسير تلك المتغيرات في صفنا". وحول تسليح المعارضة السورية، قال مصطفى إنهم تلقوا وعوداً من دول "شقيقة، وصديقة" بالتسليح، وذلك بعد أن أظهر نظام دمشق وجهه الحقيقي خلال مشاركته في مؤتمر جنيف 2، بل وعمد على إجهاضه، باعتباره يتركز على حل سياسي، يقتضي زوال وجه بشار الأسد من رأس السلطة في دمشق. وأضاف "نحن متفائلون ونثق بأن الجميع لن يتركنا في وجه براميل نظام بشار الأسد المتفجرة التي تقصف أهلنا وأبناءنا في المدن والمحافظات السورية. بعد مشاركتنا في مؤتمر جنيف 2 وبعد أن رأى العام بأسره بشاعة النظام السوري، تلقينا وعوداً بالتسليح، لا نزال بانتظار تنفيذها". يأتي ذلك، فيما عاد أكثر من 40 عضواً إلى الائتلاف الوطني السوري، كانوا قد انسحبوا منه إبان موافقة المعارضة السورية على حضور مؤتمر جنيف 2، الذي فشل في تحقيق أهدافه، المبنية على مؤتمر جنيف 1، جراء مماطلة النظام ومناوراته لإطالة أمد الأزمة.