×
محافظة المنطقة الشرقية

الغامدي يعيد الصفقات “الساخنة” بين أندية دوري “جميل ”

صورة الخبر

في صباح يوم الأربعاء 26 ربيع الآخر 1435 ه الموافق 26 فبراير 2014م وأثناء ما كنا نستمع للشرح في قاعة تعلم هنا في المملكة المتحدة، فوجئنا بسماع جرس الإنذار إيذاناً بخطر محدق، لم نكن نعلم ما هو نوع الخطر؟ وهل هي تجربة أم حقيقة؟ وهل علينا الخروج أم الانتظار؟ أفادنا المعلم بأهمية الخروج بشكل عاجل. بدأنا في حمل حقائبنا ومستلزماتنا الشخصية والمعلم ينتظرنا بفارغ الصبر للخروج من القاعة لنسلم جميعاً من الخطر الذي لم يتضح بعد وأغلب الظن في حينها أنه حريق ولم يستطع الخروج قبلنا حيث إنه ملزم بالتأكد من عدم وجود طلاب في القاعة قبل خروجه. تم إرشادنا إلى مخرج الطوارئ وبدأنا بالتدفق من المخرج، كان العدد كبيراً وبدأنا النزول من الدور السادس وواجهتنا إشكالية أثناء النزول وهو بطء السير من المخرج حيث كان البعض مشغولاً في توثيق الحدث في تلك اللحظات الحرجة لنشرها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والبعض الآخر وجد تلك اللحظات الوقت المناسب للحديث مع زملائه الذين لم يلتق بهم منذ ساعة أو ساعتين. تنوعت الممارسات باختلاف الثقافات التي أخرت خروجنا، وبعد أن تم إجلاء المبنى بدأ بعض الإداريين المرتدين زياً خاصاً يناسب الحالة بإرشادنا إلى نقطة التجمع، ثم طلب من الطلاب التواجد إلى جانب معلميهم، وقام المعلمون بالتحضير مجدداً للتأكد من عدم تواجد طلاب محتجزين داخل المبنى. بعد دقائق وصلتنا إفادة بزوال الخطر وبالإمكان العودة مجدداً للقاعات. تم السؤال والاستفسار عما حدث، ووصلتنا إفادة بأن ما حدث كان اختبار إجلاء للموقع ولم يكن أحد يعلم لفحص جوانب القصور والتأكد من سلامة الممارسات في حال حدوث حريق حقيقي لا قدر الله، حيث كان ضمن الأهداف فحص أداء جهاز الإنذار وإمكانية الخروج من مخرج الطوارئ بشكل سلس، وبالطبع الإرشاد في وقت راحة واسترخاء لا يعطي نتائج توازي الاختبار الحقيقي. اتضح من نتائج الاختبار أمور إيجابية وأخرى سلبية، ومن الإيجابيات أن الوقت الذي استغرق لإجلاء المبنى خمس دقائق وأربعين ثانية والوقت الأقصى للإجلاء سبع دقائق، ومن الأمور التي استدعت المراجعة هي تأخر البعض في الخروج لتجميع مستلزماته الشخصية من حقائب ونحوها والأجدى الخروج مباشرة منذ سماع جرس الإنذار، إضافة إلى وجود جزء من الطلاب بالقرب من المبنى لكن ليس عند نقطة التجمع وهو ما يعني إمكانية تعرضهم للخطر، وإثر ذلك تم تطوير خطة الإجلاء وإضافة إداري للقيام بمهام إضافية. ما حدث ليست قصة وهمية أو حديثاً منقولاً كما يتم يتداول أحياناً عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الواتس أب، بل هي قصة حقيقية وقعت معنا الأسبوع قبل الماضي، ووجدتها فرصة مناسبة للحديث حولها لا سيما وأن خلال العامين الماضيين اندلع أكثر من 89 ألف حريق وفقدنا 285 شخصاً، فضلاً عن الخسائر المادية التي تزيد عن 342 مليون ريال، كل ذلك يستدعي بالضرورة تأسيس ثقافة التعامل مع مثل هذه الأزمات في مختلف المرافق والمنشآت وبخاصة في المدارس.