×
محافظة الرياض

الطريفي يبحث مع «هيئة الصحفيين» و«الإذاعة والتليفزيون» الارتقاء بالإعلام

صورة الخبر

استيقظنا صبيحة الأربعاء قبل الماضي على حرب فيسبوكية عظيمة مليئة بالتحليلات والتأويلات، كلها تتنبأ بمستقبل مجنون ومخيف بعدما أصبح دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، أطلق البعض عليه صباح العنصرية والتمييز والجنون الذي اكتمل في العالم من الفلبين شرقاً إلى أميركا غرباً. لعل العالم حقاً كان يحتاج لمسة أنثوية، مثلاً رئيسة تصطحب ابنتها الرضيعة معها لمؤتمر عالمي؛ لأنها مريضة أو تتأخر في إلقاء خطابها؛ لأن طلاء أظافرها لم يجف بعد، إن العالم بات يحتاج لأشياء جديدة، وعود بالحب والسلام والأمن، وأن تتراسل الشعوب فيما بينها بالقُبل بدلاً من القنابل والمتفجرات، فقد مللنا من أن نتوعد البعض بالقتل والدمار والخراب. إن حلم هيلاري لم ينتهِ هنا، يكفي أنها حاولت وأقدمت على هذه الخطوة، بينما ما زالت الكثيرات على سطح هذه الأرض يعشن دون هدف. إن الفشل ليس عيباً، العيب كل العيب أن نعيش كل هذا العمر دون أن نسلك طريقاً واحداً بإرادتنا، أن لا نختار شيئاً نوده وبشدة، ونتبع شيئاً يظهر لنا أنه يستحق عناء المتابعة، بينما هيلاري قررت أن تحكم أهم وأعظم دولة في العالم ما زالت غيرها لا تستطيع حتى أن تتحكم في مسار حياتها، فتتزوج لأن غيرها تتزوج، وتدرس الكيمياء لأن جميع أفراد عائلتها درسوه، تسافر لذلك البلد فقط؛ لأن صديقتها زارته قبل شهر، تنجب طفلاً لأن والدة زوجها تريد ذلك، وتنجب طفلاً آخر؛ لأنها أنجبت بنتاً وزوجها يريد ذكراً، تعيش هي ورجل تحت سقف بيت واحد، ويشعران بالغربة في علاقتهما، وتستمر بالحياة معه؛ لأنها تخاف من الطلاق وكلام الناس! تريده مثقفاً جذاباً يملك سيارة أحدث موديل، ودرس بأهم الجامعات ليس من أجلها، ليس لأنه سيسعدها، وسيكون شريكاً حقيقاً لها ل،! فقط لتتفاخر به أمام قريباتها وجاراتها، ستلتقط "سيلفي" مع والدة زوجها، وتكتب عليها: "أمي الثانية" وتضع قلوباً لا تعد ولا تحصى، ليس لأنها تحبها بشغف حقيقي لا، فقط ليرى صديقاتها على الفيسبوك السعادة التي تعيشها، كيف رزقها الله بعائلة زوج مثالية، مع أنها في الواقع لا تحس بذلك. لا تعيشي حياة كالقطيع تهزين رأسك إيجاباً على كل شيء، ويكون أصعب لفظ فيها هو أن تقولي لا، تقبلين بأي شيء حتى لا تبقيْ دون شيء، يكون كل مشوارك في هذه الحياة هو ما قطعت من بيت والديك لبيت زوجك. عزيزتي.. احلمي كثيراً، فالأحلام مجاناً، احلمي بأنك ستصبحين روائية مهمة، ولن تظل خربشاتك على ورق، احلمي بأنك ستكونين وزيرة وسفيرة وليس زوجة سفير أو وزير، احلمي بأن تشتري قصراً مبنياً على البحر بخدم وحشم وليس بأن تتزوجي سيداً مهماً يملك ذلك القصر. لتكن أحلامك شامخة كالجبال، عالية كأوراق الأشجار، ولا تخضعي للبديل أبداً، لا تتنازلي عنها كلما صفعتك الأيام برياحها المستبدة. احلمي بالأفضل؛ لكي تحصلي عليه، فالإيمان بالأحلام هو أول الطريق لتحقيقها، لا يوجد شيء صعب أو مستحيل ما دمت تؤمنين بنفسك، قادرة على كسر كل الحواجز الوهمية التي يرسمها المجتمع أمامك. إن المخيف حقاً هو أن نموت دون أن يسمع صدى لصوتنا، دون أن نتمرد على الأشياء الجاهزة التي وجدناها أمامها، أشياء لم تستهوِنا ولا تليق بطموحاتنا، دون أن تكون لنا لمسة في صنع شيء، ودون أن يسمع عن نجاحاتنا أحد. لكننا نخاف وننسحب ونهرب مع أنه بإمكاننا خوض التجربة والنجاح بها، فنظل هكذا مجرد متفرجين من الجمهور دون أن نفكر يوماً في أن نقف على تلك الحلبة، ويكون لنا جمهور. إن هذه الانتخابات الأميركية التي رآها كل شخص من منظاره الخاص، وبالطريقة التي أراد، بعيداً عمن الأفضل هيلاري أم ترامب؟ هل سيكون العالم بأفضل حال لو حكمته امرأة؟ وأن جميع الحكام مثل بعض والتغيير محال وتلك الأسئلة الغبية المتداولة في انتخابات كل البلدان. نظرتها لها من زاوية تحدٍّ جميل وضعت هيلاري نفسها فيه من الطبيعي أنها تمنت الفوز، ولعل فقط تفكيرها في ذلك وهي فوق سريرها ليلاً تتجهز للنوم هو الفوز، إنني أتحدث عن حلمها كامرأة كزوجة وكأم، الحلم الذي روادها منذ الصغر وحملته معها في كل مراحل عمرها، قبل أن تعي حتى معنى أن تكون رئيسة لدولة ما. إنني أتحدث عن كمية الإحباط التي نثرت أمامها عندما أعلنت عن رغبتها في حكم أميركا، ككمية الإحباط والعوائق والكلام السخيف الذي يتردد على مسامعك كلما أقدمت على خطوة يرونك ستنجحين فيها. عزيزتي.. الحياة مجرد لعبة، وحدك قادرة على أن تكوني رابحة أو خاسرة فيها. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.