واشنطن: محمد علي صالح مع صدور طبعة جديدة من «الميداليات الرئاسية»، يناقش أميركيون ما إذا كانت هذه الميداليات «رئاسية» أو حزبية. وذلك لأن أبحاثا أجريت أوضحت وجود صلة بين حزب الرئيس في البيت الأبيض، وبين الميول الحزبية لأغلبية الفائزين بهذه الميداليات خلال فترة وجود ذلك الرئيس في البيت الأبيض. أوضحت التقارير أن أوباما قدم ميداليات أكثر للممثلين والممثلات في السينما والتلفزيون، الذين يميلون نحو الليبرالية، إذا لم يكونوا أعضاء في الحزب الديمقراطي، أو إذا لم ينظموا حفلات عشاء في منازلهم لجمع تبرعات لأوباما حين كان مرشحا، ولمرشحي الحزب الديمقراطي الآخرين. في الجانب الآخر، أوضحت الأبحاث أن الرئيس السابق جورج بوش لم يكن أقل حزبية من باراك أوباما. ورغم قلة الجمهوريين وسط نجوم السينما، والتلفزيون، والمسرح، ركز بوش على فناني الأغاني الريفية والإقليمية، والمشهورين بتأييد الحزب الجمهوري. * أنواع الجوائز يوجد نوعان من الميداليات الحكومية الرئيسية: الرئاسية التي يصدرها أعضاء الكونغرس (بالإضافة إلى ميداليات الوزارات والمصالح والمؤسسات). غير أن الرئاسية تتمتع طبعا بسمعة أكبر. ورغم أن عسكريين فازوا بها، فإنها تختلف عن الميداليات العسكرية. ويمكن أن يفوز عسكري بهذه الميداليات المدنية، لكن لا يفوز مدني بالميداليات العسكرية، لأنها تقدم حسب بلاء وتفاني الشخص في ميادين القتال. وعبر تاريخ الولايات المتحدة، كانت هناك ميداليات كثيرة (حتى الحاكم البريطاني، قبل استقلال الولايات المتحدة كان يقدم ميداليات) وكانت أغلبها عسكرية. غير أن المدنية هذه بدأها الرئيس هاري ترومان عام 1945، وأعطاها لمدنيين أميركيين برزوا خلال الحرب العالمية الثانية. أحيانا، يفوز بها الشخص أكثر من مرة: كولين باول، وزيرا للخارجية، وقائدا للقوات الأميركية المسلحة. والدبلوماسي الأديب كينيث غالبريث: سفيرا في الهند، وأديبا. وأحيانا، تقدم بعد وفاة الشخص، مثل التي قدمت إلى الرئيسين كيندي وجونسون بعد وفاتهما. ومن أشهر الذين تسلموها: القديسة تريسيا، ومارغريت ثاتشر (قدمها الرئيس رونالد ريغان)، ورونالد ريغان نفسه (قدمها الرئيس بوش الأب). ولأن الرؤساء يقدمونها، فليس من المعقول أن يقدمونها لأنفسهم، ولكن قد تمنح لهم بعد وفاتهم (مثل كيندي وجونسون)، أو بعد تقاعدهم (مثل ريغان وكارتر). من بين الرسامين الذين نالوها: الرسامة جورجيا أوكيف. ومن راقصات المسارح، الراقصة شيتا ريفيرا. ومن الممثلات، الممثلة أودري هيبورن. ومن الممثلين، الممثل غريغوري بيك. ومن الأديبات الشاعرة السوداء مايا أنجلو. ومن الشعراء تي.إس. اليوت. ومن المغنين فرانك سيناترا. ومن المغنيات إريثا فرانكلين. ومن رجال الأعمال وارين بوفيت.. وهكذا. وفي حالات كثيرة، يقدم رئيس ديمقراطي الميدالية إلى رئيس ديمقراطي (مثل كلينتون قدمها إلى كارتر)، ونفس الشيء بالنسبة للجمهوريين (مثل بوش الأب قدمها إلى ريغان). وهذه ممارسات تنتقد من وقت لآخر. لكن، أكثر الممارسات التي تنتقد هي عندما يقدم رئيس ميداليات إلى شخصيات تؤيد حزبه، أو تدعم الحزب، أو تتبرع له، أو للحزب. من الذين أكرمهم رؤساء جمهوريون: ميدج دكتار، وهيلتون كريمار، وهما جمهوريان، ومن المؤسسات مؤسسة هوفر اليمينية،. ومن الذين أكرمهم رؤساء ديمقراطيون، الروائي الديمقراطي فيليب روث، والروائية الديمقراطية توني موريسون. ومن بين الذين كرمهم أوباما: ويليام براون (مدافع عن السود)، وتوني كوشنار (مدافع عن مرضى الإيدز). وربما ليست صدفة أن من بين الذين أكرمهم الرئيس بوش الابن: الممثل روبرت دوفال (جمهوري من أصدقاء الرئيس السابق ريغان)، وفرقة الأناشيد الدينية في الكنيسة المرمونية، وجمعية بنات وحفيدات الرؤساء الأميركيين. وربما ليست صدفة أن من بين الذين أكرمهم الرئيس كلينتون عمالقة الليبراليين في هوليوود، مثل: غريغوري بيك، وروبرت ريدفورد، ونورمان لير. لكن، أحيانا يحصل العكس: كرم كلينتون إيساك ستيرن (عازف فيولين محافظ). وكرم بوش لي بول (عازف غيثار ليبرالي). غير أن هذه الميداليات قد تمنح بشكل موضوعي إلى حد بعيد، فيتم تكريم شخصيات لها إنجازات لا يمكن نكرانها، سواء سياسيا، أو عسكريا، أو ثقافيا، أو اقتصاديا. ومن بين هؤلاء جورج لوكاش، مخرج أفلام «ستار وورز» (حرب النجوم)، لأنه، بعد سنوات من نقده التدخل العسكري الأميركي في فيتنام، نقل السينما الأميركية إلى عصر الخيال، والخيال البعيد. وكرم توني كوشنار، وهو من القادة الذين انتقدوا التدخل العسكري الأميركي في أفغانستان والعراق وغيرهما. وأيضا، انتقد الرئيس ريغان لتقصيره في الحملة ضد مرض الإيدز، وانتقد كذلك بناء المستوطنات اليهودية الضفة الغربية. وهناك أخيرا، ميدالية «الحرية» الرئاسية، وهى أعلى وسام مدني في الولايات المتحدة. وتقدم كل سنة إلى عشرين شخصا تقريبا. ولا يوجد مقياس علمي، أو مؤهلات معينة لها. ويظهر الانحياز أحيانا في منحها لأشخاص قد لا يستحقونها.