•• منذ أن أنشئت هيئة مكافحة الفساد «نزاهة» وإلى الوقت الحاضر ونحن نؤمل منها على نتائج تقتلـع فيها الفساد من جذوره لكن الواقع شيء والحقيقة شيء آخر بدليل أن أخبار الهيئة تطرح بكثافة في وسائل الإعلام والاتصالات لكنها أخبار على طريقة «فجعة الذئب ولا قتله»..!. •• وهناك أمر آخر وهو تداخل الاختصاصات بين هيئة مكافحة الفساد وهيئة الرقابة والتحقيق ولو صدر قرار يضم الهيئتين بعضهما إلى بعض لاتسعت دائرة الإيجابيات وأصبح هناك تعامل مع دائرة واحدة أخذت زمام المبادرة بتتبع الفساد والقضاء عليه في مهده. •• إنني سعيد جدا بهذه الهيئة رغم تحركاتها البطيئة لكن على كل حال شيء أحسن من لا شيء ، وأخيرا وقد حسم القضاء قضية سيول جدة الشهـيرة بعد مداولات عديدة ومضنية ترتـب عليها الأخذ والرد عدة سنوات ولم تحسم إلا قبل عدة أسابيع. •• وكم يسعدني أن تنطلق هذه الهيئة في أعمالها التي تعترف أن للإفساد عدة قنوات ومداخل يستطيع أن يختفي من خلالها إلا أن رجال الهيئة وأصحاب الضمير الحي من المواطنين كفيلان بإظهار ذلك الفساد وكشفه ولو خفت إجراءات معاملات الفساد لكان ذلك أمرا يدعو للفخر والاعتزاز. •• ولا شيء يربك الفاسد والراشي والمرتشي والرائش سوى ظهور فسادهم إلى العلن وأن الكشف عنهم وتطبيق الإجراءات الحازمة بحقهم سيردع من تسول له نفسه ممارسة هذه «الرذيلة» التي ما تفشت في مجتمع إلا تأخر في مشاريعه وتقدمه الحضاري، وعلينا أن نلتفت إلى بعض الدول التي أصابها الفساد في الكبد حيث قلب عاليها سافلها لدرجة دمار بنيتها التحتية والفوقية وأصابها كل العطب. •• إنني أتمنى أن تعمل الهيئة على تطبيق التشهـير بالفاسدين ولا يكتفى بالسجن لأن اقتلاع الفساد من جذوره يحتاج إلى تكاتف هيئة مكافحة الفساد والمجتمـع ولن يصبح الطريق سالكا إلا إذا أكلنا لقمة عيشنا حلالا وأمنا في سربنا وأمنا في معاشنا.. •• كما أرجو أن تركز هيئة مكافحة الفساد على القضايا الصغيرة والكبيرة وكحد سواء ولا تجعل لكائن من كان يقف في وجهـها مهما كان نفوذه ولا نكتفي بفجعة الذئب ولا بقتله لأن قتل الذئب أمر حتمي لا محالة في مثل هذه الحالات.