الدوحة - الراية: أكّد سعادة عبدالله بن عبدالعزيز العيفان سفير المملكة العربية السعودية لدى دولة قطر أنه انطلاقاً من المواقف المسؤولة لحكومة المملكة العربية السعودية وشقيقاتها دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن، وحرصاً على توفير كل ما من شأنه دعم المسار السياسي لحل الأزمة اليمنية، والسعي لحماية المدنيين والتخفيف من معاناتهم، فقد أعلنت قيادة قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن صباح السبت الموافق 19-11-2016م وقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة 12 ظهراً بتوقيت اليمن من اليوم ذاته ولمدة 48 ساعة، تُمدد تلقائياً في حال التزام ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها بهذه الهدنة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، وفي مقدمتها مدينة تعز ورفع الحصار عنها، وحضور ممثلي الطرف الانقلابي في لجنة التهدئة والتنسيق إلى ظهران الجنوب، وذلك وفقاً للرسالة التي تلقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود من الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية، المتضمنة أن ذلك قد تقرّر تجاوباً مع جهود الأمم المتحدة والجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن وبذل الجهد لإدخال وتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية للشعب اليمني الشقيق. وأوضح سعادة السفير العيفان أنه مما يُؤسف له أن ميليشيات الحوثي وقوات صالح قامت بخرق الهدنة التي أعلنها التحالف بعد أقل من ساعة على انطلاقها، إذ تم تسجيل اختراقات لأكثر من 30 مرة على الحدود السعودية و155 مرة في الداخل اليمني، وذلك عبر إطلاق القذائف والمتفجرات على عدة مناطق خاصة في تعز، إضافة إلى إطلاق صاروخ باليستي تجاه مأرب. وقد نتج عن تلك الهجمات إصابة العديد من أفراد القوات الشرعية وقوات التحالف. وأكّد سعادة السفير أن الانتهاكات التي قامت بها ميليشيات الحوثي وصالح للهدنة المعلنة جاءت استمراراً للنهج ذاته الذي دأبت عليه هذه الميليشيات الخارجة عن الشرعية، حيث لم تحترم الهُدن والاتفاقات السابقة، كما جاءت تأكيداً على ممارساتها المتواصلة الرامية لإفشال الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي، حيث أصبحت هذه الميليشيات لا تعرف سوى لغة السلاح والعنف لتنفيذ مخططاتها على حساب الشعب اليمني الشقيق دون اكتراث بمستقبل الوطن أو بمراعاة الجانب الإنساني لهذه الأزمة. واختتم السفير تصريحه بالقول إن دول التحالف ستواصل مواقفها المسؤولة، وستبذل كل جهد ممكن لحماية المدنيين والتخفيف من معاناتهم، وفي الوقت ذاته ستقف قوات التحالف العربي بكل حزم أمام هذه الخروقات وسترد عليها، كما ستواصل دعم الجيش الوطني لفك الحصار عن تعز، وبسط الأمن وإعادة السلم، وتمكين الشرعية في اليمن عبر التوصل إلى حل يرتكز إلى المرجعيات المتفق عليها والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216. ومن جانب آخر، قصفت ميليشيات الحوثيين والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، أمس، مستشفى عسكرياً شرقي مدينة تعز، ما أدّى إلى احتراق أحد أقسامه. ودفع المتمردون تعزيزات جديدة لليوم الثاني على التوالي، إلى أطراف المدينة الواقعة جنوب غربي البلاد، قادمة من محافظتي صنعاء وذمار. وأشارت مصادر في المقاومة اليمنية إلى أن الميليشيات تستغلّ الهدنة المعلنة من التحالف العربي بقيادة السعودية لإعادة تنظيم صفوفها، بعد الخسائر التي منيت بها خلال الأيام الأخيرة. ومن جهة أخرى، احتجزت ميليشيات الحوثيين والمخلوع في مدينة إب، 18 قاطرة محملة بالمساعدات الغذائية والإغاثية، مقدمة من برنامج الغذاء العالمي إلى سكان مدينة تعز. وفي شمالي اليمن، قتل 4 مسلحين من الميليشيات المتمردة و3 من قوات الشرعية، في مواجهات اندلعت على أطراف مدينة ميدي في محافظة حجة الحدودية مع السعودية. وذكرت مصادر عسكرية، أن منطقة حرض المجاورة، تشهد قصفاً مدفعياً متبادلاً بين قوات الشرعية والمتمردين. وكان الجيش الوطني اليمني أعلن أن ميليشيات الحوثيين والمخلوع خرقت الهدنة التي أعلنها التحالف العربي مئات المرات، خلال الساعات الماضية. واعترضت منظومة الدفاع الصاروخية للتحالف العربي 3 صواريخ باليستية، أطلقها المتمردون على محافظة مأرب رغم سريان الهدنة. وقال بيان للمركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة إن منظومة الدفاع الجوي "باتريوت" التابعة للتحالف العربي اعترضت صاروخاً باليستياً في سماء مأرب أطلقه الحوثيون وحلفاؤهم من قوات المخلوع فجراً. كما اعترضت المنظومة ذاتها بعد نحو ساعة من الأول صاروخين باليستيين أطلقه الحوثيون وقوات المخلوع باتجاه المدينة، وفق المركز.