دعا الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته، باراك أوباما، أمس، العالم إلى منح فرصة للرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب الذى اثارت تصريحاته حول الإجراءات الحمائية وحلف شمال الأطلسى الناتو قلق حلفاء واشنطن، فيما واصل المليارديرالجمهورى مشاوراته بشأن تشكيلة فريقه الحكومى المقبل بعقد لقاءات مع ممثلى المجتمع المدنى وشخصيات جمهورية من أبرزها ميت رومنى المرشح الخاسر فى انتخابات الرئاسة عام 2012. وقال أوباما لمجموعة من الشباب خلال لقاء فى بيرو رسالتى الأساسية لكم... والرسالة التى أكدت عليها فى أوروبا هى فقط ألا تفترضوا الأسوأ، مضيفا انتظروا حتى تبدأ الإدارة (الجديدة) عملها وتضع بالفعل سياساتها وعندها يمكنكم أن تصدروا أحكامكم، حسب وكالة رويترز. ودعا أوباما إلى منح الرئيس المنتخب فرصة حتى يكمل تشكيل فريقه ويدرس القضايا ويحدد سياساته، مؤكدا كما قلت دوما الطريقة التى تخوض بها الحملة الانتخابية ليست دائما هى الطريقة التى تحكم بها. وفى إطار مواصلة الملياردير الجمهورى مشاوراته حول تشكيل إدارته المرتقبة، استقبل فى غولف ترامب، اليوم، ميت رومنى، دون تأكيد رسمى بأن الأخير فى طريقه لتولى وزارة الخارجية. وقال رومنى بعد اللقاء الذى استمر ساعة و25 دقيقة اجرينا محادثة كبيرة حول مختلف المسارح العالمية حيث تملك الولايات المتحدة مصالح مهمة. وأضاف رومنى كانت محادثة شاملة ومعمقة فى الحيز الزمنى الذى اتيح لنا. اقدر فرصة الحديث مع الرئيس المنتخب وانتظر بفارغ الصبر (تشكيل) الإدارة الجديدة. من جانبه، قال ترامب جرت المحادثة بشكل جيد جدا. فى سياق آخر، انتقد السيناتور الجمهورى جون ماكين تصريح ترامب خلال حملته الانتخابية حول إمكانية العودة لاستخدام أسلوب التعذيب للمتهمين مثل الإيهام بالغرق، مؤكدا استحالة العودة إلى ذلك. وقال ماكين خلال لقاء فى منتدى الأمن الدولى هاليفاكس أن أى محاولة لإرجاع أى نوع من أنواع التعذيب، مثل الإيهام بالغرق، سوف تواجه قضائيا فورا، مضيفا أنه لا يهمنى ما يريد الرئيس الأمريكى المنتخب أو سواه فعله، نحن لن نستخدم الإيهام بالغرق. فى سياق متصل، ذكرت صحف امريكية أن وزير الدفاع الأمريكى اشتون كارتر ورئيس المخابرات الوطنية جيمس كلابر طلبا قبل شهر اقالة الأميرال مايكل روجرز رئيس وكالة الأمن القومى الذى يفكر ترامب فى تعيينه رئيسا لأجهزة المخابرات فى ادارته. ونقلت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مسئولين مطلعين قولهم إن هذا الملف تقدم به إلى البيت الأبيض كارتر و كلابر فى أكتوبر الماضى. وأوضحت الصحيفة أن إقالة روجرز أرجئت فى نهاية المطاف بسبب التأخير فى إصلاح سلسلة القيادة داخل وكالة الأمن القومى ووحدة الحرب المعلوماتية، مشيرة إلى أن هذا الإصلاح طلبه كلابر وكارتر. وذكرت الصحيفة أن لقاء روجرز، الخميس الماضى، مع ترامب فى نيويورك بدون ابلاغ رؤساءه مسبقا، شكل خطوة غير مسبوقة لعسكرى رفيع المستوى وسبب استياء على أعلى مستوى فى الإدارة الأمريكية. من جهتها، أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن الرئيس اوباما يفكر فى إقالة روجرز وذلك جاء بعد انتقادات وجهها اليه مسئولون كبار بشأن السرعة التى تحرك فيها ضد تنظيم داعش وبشأن تسريبات متكررة للكثير من المعلومات السرية للغاية. إلى ذلك، تظاهر المئات فى العاصمة الأمريكية واشنطن، أمس، تعبيرا عن غضبهم من احتشاد قوميين بيض للاحتفال بفوز ترامب بالرئاسة. وذكرت محطة سى.ان.ان الإخبارية الأمريكية إن رجلا أصيب عندما ترك الحشد فى مبنى رونالد ريجان ومركز التجارة الدولية وتشاجر مع عدة محتجين. ونشرت المحطة صورة للمصاب وعلى رأسه آثار دماء بعد الشجار. وأظهرت لقطات تليفزيونية بثتها محطة دبليو.جيه.ال.ايه التليفزيونية فى واشنطن محتجين يهتفون يا أيها الفاشيون سنغلق الأبواب أمامكم وحملوا لافتات كتب عليها حارب العنصرية. وسار أكثر من ألف شخص فى مظاهرة من حى كوينز بنيويورك مسقط رأس ترامب، وصولا إلى البرج الذى يحمل اسمه، وذلك دفاعا عن التنوع والقيم الديمقراطية.