«اللؤلؤة» للإنتاج الفني تلألأت بفنها الراقي وفوزها الساطع ومسيرتها المضيئة. فقد شهد ديوان الشيخ سالم العلي الصباح (القديم) احتفال شركة «دار اللؤلؤة للإنتاج الفني» بمرور4 سنوات على تأسيسها، وبمرور عام على تأسيس «الفرقة السينمائية الاولى»، ليتعانق الاحتفالان بثالث وهو نجاح فيلم «حبيب الأرض» باكورة أعمال «دار اللؤلؤة» في حصد جائزتي مهرجان الإسكندرية الدولي ومهرجان خليجي 3 في أبو ظبي، وسط حشد كبير من نجوم الفن والإعلام، ظهر من بينهم الفنانون داوود حسين، باسمة حمادة، زهرة الخرجي، منى شداد، عبير الجندي، فهد العبدالمحسن، الكاتبة هبة مشاري حمادة، مشاري البلام، مي البلوشي، عبدالله الزيد، ومذيعة قناة روتانا حسناء إبراهيم، إلى جانب أعضاء ونجوم «الفرقة السينمائية الأولى»، ليشكل هذا اللقاء منعطفاً جديداً ومنبراً مهماً للحديث عن شجون السينما، وكان فرصة لتبادل وجهات النظر في إنجازات السينما الكويتية، وكذلك الفعاليات والورش التي تقوم بها فرقة السينما. صدق الوعد وألقت الشيخة إنتصار سالم العلي الصباح، رئيسة شركة «دار اللؤلؤة للإنتاج الفني»، رئيسة مبادرة النوير للإيجابية، كلمة رحبت في مستهلها بالحضور، مردفةً: «اننا اليوم على يقين بأننا نسير في الطريق الصحيح، فحينما وعدنا الجميع بأن تكون الكويت خلال الفترة المقبلة عاصمة لصناعة الأفلام في الخليج، هذا كان هدفنا وما عملنا عليه أنا وفريق (دار اللؤلؤة) في السنوات الماضية، من خلال وضع أساس قوي البنيان للشباب الموهوب»، لافتةً إلى «أن الكويت زاخرة بالشباب المبدع الذي يحتاج إلى مد يد العون له وتنمية مهاراته، ولهذا تم تأسيس الفرقة السينمائية الأولى». وكشفت إنتصار الصباح عن «أنه ستتم الاستعانة بأكاديميين مبدعين على أعلى مستوى لتدريب أفراد الفرقة الذي يبلغ عددهم 18 شاباً وشابة مبدعين منهم مخرجون أكفاء ومصممو ديكور ومتخصصو إضاءة وصوت ومكياج وسيناريو، ليصبحوا نواة لصناعة السينما ليس فقط في دار اللؤلؤة، ولكن في دولتنا الحبيبة الكويت ككل»، متمنية أن يكون المستقبل أفضل لهم ليرفعوا علم بلادهم في كل المحافل. منصة وملتقى وأضافت «أن دار اللؤلؤة ستكون على الدوام ملتقى ومنصةً لصانعي الأفلام الناشئين والمحترفين في الخليج والوطن العربي من خلال تقديم الدعم لهم، فكم هناك من المبدعين الشباب الذين يبحثون عن فرصة واحدة في الحياة لكي تسطع موهبتهم بالنور»، متابعةً: «وفي نظري أن تقديم هذه المواهب هو أحد أسس نجاح صناعة السينما في العالم، وإحياء لفننا الأصيل، ونحن بصدد تقديم العديد والعديد من الأفلام السينمائية الهادفة والتي تظهر كل ما هو جميل وملهم في الكويت»، ولافتة إلى «أن الفترة المقبلة ستكون السينما الكويتية أكثر ازدهارا». أهمية الإعلام وأوضحت الصباح: «انني منذ العام 2012 اتخذتُ قراراً بتأسيس شركة دار اللؤلؤة للإنتاج الفني، ليس فقط لنية الربح ولكن لأن الفن أسرع طريقة للوصول إلى الجمهور والتأثير فيهم من خلال الأعمال الفنية الملهمة، فمن خلالها تستطيع إيصال رسالتك التي تريدها، كما أن لوسائل الإعلام دوراً كبيراً في تقديم رسائل إعلامية ملهمة عن طريق تسليط الضوء على شخصيات مرموقة لها تاريخ طويل في النضال والكفاح، وبالتالي ستدفع المشاهد إلى المضي في اتجاه إثبات الذات والكفاح وتكريس الجهد للعودة إلى هويتنا الكويتية»، لافتة إلى «أن فيلم حبيب الأرض باكورة إنتاج اللؤلؤة، وقد حاز إعجاب الجميع منذ عرضه في السينما، وقد توج أخيراً في مهرجان الإسكندرية الدولي ومهرجان خليجي 3 في أبو ظبي». واختتمت الشيخة إنتصار حديثها قائلة: «سيظل هدف شركتنا واحداً وحيداً يتجسد دائماً في إنتاج أفلام متميزة لتصبح الكويت نواة عاصمة صناعة الأفلام السينمائية في الخليج من خلال خلق جيل جديد مبدع من الشباب المتميز يعزز الهوية الكويتية ويعمل من أجلها». تجربة حية من جهته، قال مدير الفرقة السينمائية الأولى المخرج رمضان خسروه «إن كل شاب طموح يحتاج إلى فرصة ومد يد العون له، وهذا ما حدث معي، فحينما عكفت على كتابة سيناريو فيلم (حبيب الأرض) لم أكتفِ فقط بدواوين الشعر أو الحوارات الصحافية والتلفزيونية للشاعر الشهيد فايق عبدالجليل، بل طرقت باب منزله وتحدثت مع أسرته، كما لم أكتفِ بالصورة الجيدة التي تكونت لدي، فعزمت على المضي قُدما للبحث عن أصدقائه وعلى مدار 4 سنوات قدمتُ عملاً مشرفاً لشركة (دار اللؤلؤة للإنتاج الفني) التي اقتنعت بي وبموهبتي»، مواصلاً: «قمنا معا بمساندة بعضنا بعضاً لتقديم هذا الفيلم كعمل مميز تكللت ثماره بجوائز في المهرجانات الدولية، الأمر الذي جعلني أنا والشيخة انتصار الصباح نفكر ونسعى في كيفية مساعدة الآخرين من الشباب الموهوبين، فكان تأسيس الفرقة السينمائية الأولى، وهي أول فرقة في الكويت والوطن العربي تهتم بصناعة السينما»، ومشيراً إلى «أن هذه الفرقة تخرَّج فيها 18 شابا وشابة، وهم نواة فريق الأعمال المقبلة إضافة إلى مجموعة أخرى تقدمت للعمل ضمن الأفلام المقبلة، وهو أمر جيد لأن صناعة السينما تتطلب فريق عمل وليس شخصاً وحيداً». وزاد خسروه «أن شركة دار اللؤلؤة ليست من سياستها احتكار أي فنان، بل الهدف هو اكتساب الشباب المبدع الذي يتمتع بمهارات احترافية في مجالات متعددة، كالتصوير والإضاءة والسيناريو وتصميم الديكور والإخراج والموسيقى، وذلك لتحقيق حلم صناع فيلم (حبيب الأرض) بأن تصبح الكويت عاصمة صناعة السينما في الخليج العربي، وذلك من خلال إنتاج أفلام متميزة بسواعد كويتية شابة»، مبيناً «أن أهمية تأسيس الفرقة السينمائية الأولى تكمن في ازدهار السينما على غرار المسرح، والذي حدث من خلال فرق مسرحية تأسست الواحدة تلو الأخرى في الحرية التي تتمتع بها الكويت وفي وجود نشاط قوي لجمعيات المجتمع المدني». بدوره، علق الفنان داوود حسين على كلمة المخرج خسروه حين قال إن الفرقة تمد يدها لكل الشباب وصناع الإبداع، مصرحاً بقوله: «إنني أول المنضمين إلى هذه الفرقة التي تقدم فناً ملموساً وإبداعاً حقيقياً». ووسط الاحتفال كان هناك حضور لافت للموسيقار العالمي طارق الناصر الذي حضر من الأردن ليشارك في هذه المناسبة، فأعرب عن سعادته بوجود هذا الشباب المبدع في عالم السينما، مضيفاً «أن الكويت كانت ولا تزال رائدة للفن والثقافة في هذه المنطقة، بل إن أهل الكويت ذواقون للموسيقى بشكل كبير»، ومشيراً إلى أنه قرأ تفاصيل كثيرة عن الكويت وشعبها منذ أن كان في مقتبل العمر. وتابع الناصر: «لقد عشت لحظات جميلة وتفاصيل مهمة عن شعب الكويت حين قرأت سيناريو فيلم حبيب الأرض، وقد تجلى ذلك أكثر حين أقدمت على وضع الموسيقى التصويرية للفيلم»، متمنياً أن تظل الكويت منارة للسينما والفن والثقافة، كي يرتوي منها كل المبدعين.