×
محافظة المنطقة الشرقية

رسام يضع لمساته الاخيرة على لوحة رملية للطائرة الماليزية المنكوبة

صورة الخبر

السلوك الإنساني هو قصد وحركة، وإن القصد يتجسد في الفكر والإرادة، والحركة تتجسد في التعبير والممارسات العملية (ماجد الكيلاني.) إن كل موضوع متعلق بالمسائل الزوجية يتقدم على أرض كلمات قلقة مضطربة، الأمر الذي يجعل من المستحيل وضع مفهوم واضح ومحدد لها، إلا ان مايُنبئ عن خلل حقيقي في الحياة الزوجية هو ما نشهده من انفصال نفسي بين الزوجين وغياب ضمير ال (نحن) كشركاء في منظومة واحدة وبروز ال (أنا) التي تعزز من هذا التنافر، ويلاحظ من خلال الدراسات والاحصاءات الاجتماعية والزوجية تكدس المشاكل الزوجية بين الزوجين حتى يؤدي بهم إلى فقدهم بالتدريج مذاق العيش حيال حياتهم الخاصة وإحساسهم بها، فتصاب الحياة (بالسكتة الزوجية)، وهذا يعود إلى منظومة المجتمع التي حوّلت المرأة في الزواج إلى سلعة لها مواصفات معينة بغض النظر عنها كإنسان تتمتع باستقلالية وكيان خاص بها، وهذا خلق الكثير من العقد النفسية والحواجز والقيود بين الزوجين والتي ساهمت كثيراً في زيادة معدلات الطلاق والانفصال العاطفي، فعندما تدوم الفوضى زمناً طويلاً، فمن المحتمل أن تدمر ثقافة ما على نحو كامل. وثقافة التعايش الزوجي انعدمت في مجتمعنا بسبب الانغلاق والتصنع في العيش وادعاء الفضيلة الكاذبة، فالمجتمع بشكله الحالي لا يستطيع التأسيس لثقافة زوجية ناجحة بسبب غياب قوانين الحماية للمرأة، وغياب الوعي بكيفية التعايش الزوجي كشركاء لا عبيد، وثقافة تعظيم الرجل وتدارك أخطائة وكأنها ميزة وليست عيباً. وهذا أدى إلى انتشار الجريمة والعنف الزوجي، إلا انه لا يجب الاستسلام لهذا فسن القوانين التي تحمي كلا الشريكين في الزواج، وتهيئة الشباب والشابات من خلال المناهج التي تعنى بالحياة الزوجية وكيفية العيش وقبول الآخر وتحمل المسؤولية، فالزواج مثله مثل أي حياة أخرى يحتاج إلى صبر وجهد وعمل من أجل الوصول إلى حياة مستقرة، فالإنسان بطبيعته يمر بسلسلة من الإشراقات والخسوفات الكثيرة في حياته، إلا انه يحتاج لأمرين (الوضوح والبصيرة)، فالوضوح مثل الصحراء والبصيرة مثل الماء نحتاج للبحث عن الماء لنعيد زرع التوازن. وبحكم اننا مجتمع حارس للفضيلة كان الأولى أن نسجل أعلى نسبة انخفاض في معدلات الطلاق والجريمة والعنف إلا ان الواقع عكس ذلك بكثير. ولعل القرار الذي ولد من رحم المعاناة وهو السماح للمخطوبة بالتعرف على ماضي خطيبها يعيد للزواج هيبته التي فقدت، هذا القرار الذي حرك مشاعري وكأنه الأسف، ربما يعيد كفة الميزان التي رجحت زمناً طويلاً في صف الرجل. فلم يكن بوسعنا أن نتنبأ بهذا القرار السريع والمريح، لأنه عندما تتعرف الفتاة على ماضي خطيبها هنا تعطى مساحة للاختيار بالرفض أو القبول المسؤول، وتفادي أي مفاجآت أو صدمات مستقبلية قد يحملها لها القدر. يَا نُصِي الحُلوُ : لَسنَا عَلى رُقَعَة ِشَطَرَنج، تَأكدّ أنّ بَعض الصَمِت يكَوُن مُحتدَماً مَشَحُوناً بِالمَعاَنِي والأسَرَار.