×
محافظة المدينة المنورة

إمارة المدينة المنورة تكشف في مؤتمر صحافي تفاصيل “مشروع متابعة المشاريع .. إلكترونيا ً”

صورة الخبر

أثارت تصريحات جون بلاكويل رئيس جمعية الأطباء البيطريين البريطانية عاصفة من العناوين الإخبارية والتعليقات التي اجتاحت وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي، بعدما دعا بلاكويل لمنع المسلمين واليهود من "الذبح الحلال" للماشية إذا لم يتبنوا طريقة "أكثر إنسانية" بحسب وصفه. والطريقة الأكثر إنسانية في عرف بلا كويل هي صعق الأبقار والثيران والخراف والدواجن قبل الذبح، للحد من الألم التي ينتابها عند ذبحها، وصرح رئيس جمعية الأطباء البيطريين بأن الخراف تظل نحو 7 ثوان في حالة وعي بعد ذبحها بينما تظل الأبقار والثيران نحو دقيقتين، مشيرا إلى وجود "أدلة جيدة" على أن الحيوانات تعاني خلال عملية الذبح ذاتها، لكن الأمر في حاجة إلى مزيد من الأبحاث على حد قوله. وأنهى الرجل تصريحاته بالإعلان عن موقفه من أن حقوق الحيوان يجب أن تسبق القناعات الدينية، وأن بريطانيا قد تحذو حذو الدنمارك التي تحظر ذبح الحيوانات التي لا يتم صعقها قبل ذبحها. وقد أثار هذا الموضوع الشيء الكثير من الحساسية والجدل لدرجة دفعت الرجل الثاني في الحكومة البريطانية نيك كليج نائب رئيس الوزراء البريطاني إلى الإعلان صراحة عن عدم اتفاقه مع وجهة نظر رئيس جمعية الأطباء البيطريين البريطانية، مؤكدا أن وقف الذبح بهذه الطريقة يلغي حق الجالية اليهودية والمسلمة في بريطانيا من الالتزام والتمسك بمعتقداتهم الدينية حول طريقة إعداد الطعام وكيفية ذبح الحيوانات، مضيفا أن حكومة هو جزء منها لن تتبنى نهج الدنمارك. إلا أن وجهة نظر نائب رئيس الوزراء البريطاني قوبلت برفض صريح من قبل أندرو روسينديل عضو مجلس العموم ورئيس المجموعة البرلمانية لحقوق الحيوان، إذ صرح لوسائل الإعلام البريطانية بقوله: "إذا سألت أي مواطن بريطاني عادي هل يوافق على ذبح الحيوانات فستكون إجابته "لا". وإذا كان يجب "قتل" الحيوانات من أجل الطعام فيجب أن يتم ذلك بطريقة إنسانية". وتساءل عضو مجلس العموم ورئيس المجموعة البرلمانية لحقوق الحيوان لماذا يجب أن نسمح بمثل هذه الأشياء في بلدنا إذا كانت تتناقض مع كل ما ندافع عنه. حدود اللغط الذي أثارته تلك القضية بدت واضحة في ردود الفعل داخل الجالية الإسلامية في بريطانيا، فقد أبدى العديد من المسلمين ملاحظات سلبية على تصريحات بلاكويل محذرين من أنها تنتقص من حقوق المواطنة لديهم وتمثل انتهاكا لمعتقداتهم الدينية، فقد غرد على تويتر محمد أنصار وهو معلق سياسي واجتماعي بريطاني قائلا إن "الهجوم على ذبح الأنعام يحركه التعصب والجهل". ويخشى البعض من أن تمثل هذه الدعوة فرصة للمجموعات السياسية المتطرفة المعادية للأقليات وخاصة المسلمين لإيذائهم والهجوم عليهم تحت دعوى حماية "حقوق الحيوان"، وكتبت صحيفة التايمز البريطانية في افتتاحيتها تعليقا على تلك المخاوف "حقيقة قبيحة للحياة في القرن الـ 21، أن يسعى اليمين المتطرف لاختطاف الحملة ضد الذبح الحلال لغايات خاصة به، وعندما يهاجم الحزب الوطني البريطاني (حزب يميني متطرف معادي للأقليات وللمسلمين) مسلخ تابع للجالية الإسلامية فإن قليلين سيصدقون أنه يفعل ذلك انطلاقا من الحرص على الدجاج. يجب أن تكون لنشطاء الرفق بالحيوان استراتيجية واضحة لمنع قضيتهم من أن تصبح مبررا للتعصب". وقال إرشاد أحمد وهو عالم دين باكستاني لـ «الاقتصادية»: إن تفسيرات وتأويلات بلاكويل خاطئة وتروج لأفكار مضللة عن"الذبح الحلال" لدى المسلمين، وخطورتها أنها انتشرت بشدة في وسائل الإعلام البريطانية، مما قد يعطي انطباعا غير صحيح عن موقفنا من قضية الرفق بالحيوان، مضيفاً أن المشكلة أن بلاكويل تحدث عن "طقوس الذبح" وكأننا أمام ديانة وثنية، فلا يوجد في الإسلام طقوس، ولكنها شعائر دينية ترمي إلى عمل كريم وذلك بالتخلص من حياة الماشية بسرعة وبأقل درجات الألم، كما أن الأبحاث الطبية الموثوق فيها أشارت إلى أن الذبح أفضل طريقة لضمان لحم صحي وسليم من الحيوان. لم تقف الاعتراضات التي أبدتها الجالية المسلمة في بريطانيا لدعوة رئيس جمعية الأطباء البيطريين البريطانية عند حدود تناقضها مع حقوقهم القانونية في ممارسة شعائرهم الدينية، بل أسس عدد من الأطباء البيطريين المسلمين لاعتراضات على أسس علمية. ولـ"الاقتصادية" يقول الطبيب البيطري أحمد حسني إن الأمر يصور دائما على أن عملية الصعق أو في الحقيقية إصابة الحيوان بشحنة كهربائية تجعله في حالة "دوخان" عملية رحيمة، لكن الدراسات العلمية أكدت أن ما يراوح بين 9-31 في المائة من عملية الصعق تفشل، مما يصيب الماشية بالألم، وحتى في حالة نجاح عملية الصعق فإنها لا تخلو من الألم للحيوان وتشنجات، ولكن إذا اتبعت القواعد الشرعية للذبح فإن درجة الألم التي تصيب الماشية أوالدواجن تتقلص للحد الأدنى. وأضاف حسني أن المشكلة تكمن في أنه في حالات كثيرة وعند استخدام الصاعق فإننا لا نعرف على وجه اليقين والدقة إذا ما كان الحيوان في حالة غيبوبة أم نفوق؟، وبالطبع هذا قد يثير مشاكل شرعية إذ لا يجوز شرعا وحتى صحيا أكل لحوم الحيوانات النافقة أو ما يعبر عنه شرعاً بـ "الميتة". وإذ أعرب كريستوفر بان إيدج نائب مدير هيئة المعايير الغذائية البريطانية لـ"الاقتصادية" عن دعمه التام لدعوة رئيس جمعية الأطباء البيطريين البريطانية إلا أنه أشار لـ"الاقتصادية"، أن أغلب المسلمين في بريطانيا يقبلون بفكرة الصعق قبل الذبح، وبيانات وكالة المعايير الغذائية في 2012 تشير الى أن أكثر من 80 في المائة من الحيوانات صعقت قبل الذبح بالنسبة للمسلمين، لكن اليهود هم من يرفضون هذه الفكرة وليس المسلمين برأيه. ويقدر عدد الذبائح الأسبوعية في بريطانيا بنحو 600 ألف ذبيحة، يباع أغلبها في محال لبيع المنتجات الحلال بالنسبة للمسلمين، وما يعرف بالكوشير عند اليهود، وتدرس المفوضية الأوروبية إدخال تعديلات على نظام "العلامة الصحية" التي توضع على المنتجات الغذائية لتحديد اللحوم التي تتم فيها عملية الذبح دون صعق مسبق، إلا أن الجالية الإسلامية واليهود يرفضون ذلك، ويعتبرون أن هذا النظام الجديد قد يستهدف ممارساتهم الغذائية. وتمارس بعض الجمعيات الخيرية البريطانية ضغوطا من أجل حظر الذبح وفقا للأسس الدينية مثل جمعية التراحم في عالم الزراعة، إلا أن التشريعات في المملكة المتحدة تسمح للمسلمين واليهود بالذبح طالما أنها لا تسبب معاناة غير ضرورية للحيوان، وقد حذرت الهيئة الاستشارية التابعة للحكومة البريطانية ومجلس رعاية حيوانات المزرعة الحكومة من تلك الممارسات. وكان الإعلام البريطاني قد شهد جدلا منتصف العام الماضي عندما حكم القضاء الأيرلندي بسجن مهاجر صومالي لمدة عام مع وقف التنفيذ لمدة عامين لقيامه بذبح أربع من الماعز داخل منزله، وكان المهاجر الصومالي أخبر القاضي بأنه لم يكن على دراية بأن ذلك مخالفا للقانون وأنه قام بهذا وفقا لما اعتاد القيام به في بلاده وبما يتفق مع تعاليم الشريعة الإسلامية.