سأحاول أن أختار شخصية كل أسبوع. الشخصية التي سأختار لن تكون بالضرورة شخصية أتفق مع ما برز خلال الأسبوع عنها أو منها. وإنما هي محاولة للتعريف بالأحداث والسلوكيات والتجاذبات التي تسيطر على منطقة معينة من اهتمام المجتمع. الشخصية قد تكون في أي مجال ومن أي مستوى، بل سأحاول أن أبتعد عن الشخصيات السياسية أو الجدلية التي يمكن أن يرى القارئ تجليات قضاياها في مواقع التواصل أو وسائل الإعلام بشكل مستمر. سأحاول أن تكون الأحداث والشخصيات مما يمكن أن نتعلم منه جميعاً. شخصية هذا الأسبوع هو لاعب في مركز حراسة المرمى. دعاه المنتخب للالتحاق بزملائه في معسكر تدريبي استعداداً للعب مباراة المنتخب مع إندونيسيا. تأخر اللاعب بسبب الحجوزات كما أكد لمسؤولي لجنة الاحتراف لكن هذا لم يكن كافياً لإيقاف معركة في الساحة الرياضية. اللاعب هو عبد الله العنزي. أبرَزَ ما حدث مع هذا اللاعب، الكم الكبير من الشحن والشحن المضاد المنتشر في أروقة الرياضة التي تنعكس بصورة واضحة في وسط الإعلام الرياضي. يعمل كل منتمٍ إلى ناد لتحطيم فرص وقدرات وحتى مستقبل النادي المنافس، ويذهب أيضاً إلى تبرير وتبسيط كل ما يظهر، مما يضر فريقه المفضل. كان المؤمل أن يدفع الاحتراف إلى توفير بيئة تنافسية تعتمد على الفروسية والكرامة والاحترام التي تمثلها الرياضة كمساهم في تقدم الدول، ومكوِّن مهم في تنمية وحماية صحة أفراد المجتمع. إلا أن التشنج والتعصب المقيت للنادي وألوانه، جعلا الساحة تتشبع بالكراهية والعنصرية وتصيد الأخطاء. أغلب ما قرأته وتابعته من نقاشات ومقالات وتحقيقات وأخبار عن هذه الحادثة لم يهتم بالوطن ومنتخبه، وإنما كان يستخدم الوطن والمنتخب ليسيرا في مصلحة هذا النادي أو ذاك. على أن هذه الحادثة لو كان بطلها لاعب آخر يلبس شعاراً مختلفاً، لتغير رد فعل 80 في المائة ممن علقوا أو كتبوا أو تفاعلوا مع الحادثة. عَلَّمنا شخصية هذا الأسبوع أن الأولويات اختلفت والسيطرة أصبحت للانفعالات والانتماء للفروع والدفاع عنها على حساب الأصل الذي يجب أن نهتم به جميعاً، وهو الوطن.