نأى «الحرس الثوري» عن انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيساً لإيران عام 2005، محملاً الإصلاحيين مسؤولية الأمر. وقال مسؤول العلاقات العامة في «الحرس» الجنرال رمضان شريف: «نجاد لم يكن خيار (الحرس)، وأداء الحكومة الإصلاحية (خلال عهد الرئيس السابق محمد خاتمي) أدى إلى انتخابه» رئيساً. وكانت أشرطة صوتية ووثائق سُرِّبت بعد إعادة انتخاب نجاد عام 2009، أشارت إلى خطة أعدّها «الحرس» لتأمين احتفاظ الرئيس الإيراني السابق بمنصبه. إلى ذلك، أوردت وسائل إعلام إيرانية أن سعيد رضوي فقيه، وهو ناشط إصلاحي عمِل بعد انتخابات 2009 مع الزعيمين الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي الخاضعين لإقامة جبرية، اعتُقِل بعد انتقاده صمت رجال دين بارزين ومجلس الشورى (البرلمان) ومجلس خبراء القيادة، في شأن الفساد خلال عهد نجاد (2005-2013). واتُهم الناشط بالإدلاء بتصريحات «تثير فتنة» في إيران، بعدما اعتبر في خطاب أمام إصلاحيين، أن «الحركة الخضراء» ما زالت مستمرة، بسبب امتناع السلطات عن الاستجابة لمطالب الشعب. وحذر من أن السنوات العشر المقبلة ستكون «عقد أزمة» في البلاد التي «ستشهد أحداثاً مروعة، إذا لم يعزّز النظام نفسه من خلال إصلاحات، ولم يثبّت البرلمان سيطرته على كل القضايا، ولم يتصرّف مجلس خبراء القيادة بوصفه ممثلاً لرجال دين شجعان وملتزمين، ولم تعكس الحكومة إرادة الشعب ورغباته». في غضون ذلك، اعرب وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي عن صدمته بعدما فرضت وسائل الإعلام الإيرانية رقابة على تصريحات أدلى بها في طهران الأسبوع الماضي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف. وكان سيكورسكي قال إنه أبلغ ظريف أنه حاول خلال زيارته مدينة أصفهان، دخول موقع إلكتروني لصحيفة بولندية، معرباً عن «أسفه» لأنه «لم يتمكن من ذلك». وأضاف: «قيل لي إن الرقابة تحجب الموقع. وهذا الأمر بمثابة صدمة، بالنسبة إلينا نحن الآتين من بلد كافح في سبيل حرية التعبير». وتجاهلت وسائل الإعلام الإيرانية كلام الوزير البولندي، مكتفية بالإشارة إلى إبدائه «اهتمام بلاده بتطوير علاقاتها مع طهران». وأعرب سيكورسكي عن امتعاضه من الأمر، إذ كتب على موقع «تويتر»: «يبدو أن رقابة فُرضت على الجزء الذي تحدثت فيه عن الرقابة، في مؤتمري الصحافي مع ظريف». على صعيد آخر، تصل إلى طهران اليوم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، حيث تلتقي ظريف والرئيس حسن روحاني، كما تزور أصفهان. وقال مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، إن أشتون ستزور طهران باعتبارها وزيرة خارجية الاتحاد لمناقشة العلاقات بين الجانبين، كما ستتطرّق إلى الملف النووي الإيراني، باعتبارها ممثلة للدول الست المعنية بهذا الملف. وزيارة آشتون هي الأولى لوزير خارجية الاتحاد منذ العام 2008، حين زار خافيير سولانا طهران. إلى ذلك، أعلن حميد بعيدي نجاد، المدير العام للشؤون السياسية في الخارجية الإيرانية، أن المحادثات على مستوى خبراء التي اختُتمت في فيينا أمس، بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، كانت «مفيدة وجدية وجوهرية». في جاكرتا، قال ظريف إن إيران «تتطلع إلى إبرام اتفاق» مع الدول الـــست، معتبراً أن «العراقيل التي تعترض ذلك هي نفسية اكثر من أي شيء، ولا بد من العمل لتبديدها». وأضاف أن «حسابات واشنطن كانت خاطئة إزاء طهران»، لافتاً إلى أن «مسائل مثل الأمن والتنمية والبيئة باتت قضايا عالمية، إذ إن الأمن باتت أجزاؤه مرتبطة بعضها ببعض في كل أنحاء العالم، ولا يمكن تحقيقه في منطقة على حساب انعدامه في منطقة أخرى». الحرس الثوريايران