قبل قُرابة 20 عامًا، هزّت فضيحة «الفستان الأزرق» المجتمع الأمريكي، حيثُ انتشرت الأقاويل حول علاقة الرئيس الأمريكي، بيل كلينتون، بموظفة البيت الأبيض، التى تُدعى، «مونيكا لوينسكي»، التى خرجت من البيت الأبيض بفضيحة مدوّية، جعلتها تبحث عن صكوك الغُفران طوال أيام عُمرها الباقية. في يوليو ٢٠١٤، أجرت لوينسكي مقابلة تليفزيونية تم عرضها على ثلاثة أجزاء خاصة على قناة ناشيونال جيوجرافيك بعنوان «التسعينات»، العقد الماضي العظيم، اهتمت السلسلة بأهم الأحداث التي حدثت في هذه الفترة، بما في ذلك الفضيحة التي جلبت لوينسكي إلى دائرة الضوء، وكانت هذه هو أول مقابلة لمونيكا منذ أكثر من عشر سنوات. بدأت القصة من نهايات عام 1995، بمجرد أن حصلت مونيكا على شهادتها الجامعية، اتصلت تليفونيًا بوالدتها التي هجرت قصر «بيفرلي هيلز» حين كانت ابنتها لا تزال صبية صغيرة، فوالدتها كانت قد حصلت حينها على الطلاق من زوجها المليونير لوينسكي بسبب عبثه مع النساء وعنفه عندما يسكر ويثمل، وأخذت تداوم على حضور المعارض الفنية بعد أن قررت تأليف سلسلة كتب عن السيرة الذاتية للرسامين الذين تحبهم بعد أن دأبت على حضور سهراتهم الفنية التي يملؤها رجالات الفن والمال والسياسة. كانت والدة مونيكا تُريد أن توظفها في البيت الأبيض، وبعد أن تخرجت، هاتفت الأم أحد كبار موظفي البيت الأبيض، وطلبت منه فرصة عمل لابنتها الشابة، وبالفعل التحقت بالعمل، حينما كان عُمرها 22 عامًا، وتعرفت بعدها على ليندا تريب، الموظفة الأقدم، والتى اشتهرت بفضيحة جنسية سابقة مع كلينتون أيضًا، في أولى أيام تواجده في الرئاسة. في مارس 2015، ظهرت مونيكا في تيد، مُحمَّلة بأعباء الهزائم السابقة، لتحكي القصة كاملةً، قائلة: «أنتُم تنظرون إلى امرأة ظلّت صامتة لعقد من الزمان»، وأكملت: «في سن الـ 22، وقعت في حُب مديري، وفي الرابعة والعشرين، أدركت العواقب الوخيمة للخطأ الذي ارتكبته، لا يمُر يوم إلا ويتم تذكيري بالخطأ الذي ارتكبته، وعندما انتشرت القصة في يناير 1998، انتشرت على الإنترنت، بنقرة واحدة، تردّد صداها في جميع أنحاء العالم». وأضافت: «في عام 1998 فقدت سمعتي وكرامتي، على الأغلب فقدت كل شيء، وكذلك شارفت على فقد حياتي، دعوني أرسم لكم صورة لذلك، كان ذلك في سبتمبر من عام 1998، كنت جالسة في غرفة مكتب خالية من النوافذ داخل مكتب المستشار المستقل، تحت طنين أضواء الفلورسنت، كنت أستمع إلى صوتي، صوتي في مكالمات هاتفية مسجلة خفية، قام بها صديق مفترض خلال السنة الماضية، أنا هنا لأنه تم طلبي بشكل قانوني للمصادقة شخصيًا على أكثر من 30 ساعة من حوار مسجل، خلال الأشهر الثمانية الماضية، محتوى هذة الأشرطة الغامض ظل معلقًا كسيف ديموقليس فوق رأسي». لم تتردّد مونيكا في ذِكر باقي تفاصيل ما تعرضت لهُ: «أعني من يستطيع تذكر ما قيل قبل سنة مضت، كنت أستمع بخزي وأنا مرتعبة، كنت أستمع لنفسي وأنا أثرثر حول أحداث اليوم، كنت أستمع وأنا أصرح بحبي للرئيس، وبالتأكيد حسرتي كنت أستمع أحيانًا إلى نفسي الحقودة والفظة أحيانًا والسخيفة أحيانًا أخرى، أستمع بعمق وأشعر بعميق الخزي إلى أسوأ نسخة من نفسي، إلى نفس لم أستطع حتى التعرف إليها». أما عن انتشار قصة ما حدث بين مونيكا وكلينتون، قالت: «بعد عدة أيام تم نشر تقرير ستار إلى الكونجرس وقد شكلت كل تلك التسجيلات والنصوص تلك الكلمات المسروقة جزءا منه. مجرد فكرة أن أولئك الناس يقرأون النصوص هو شيء مرعب ولكن بعد عدة أسابيع، تمت إذاعة المكالمات الصوتية المسجلة على التلفاز، وأصبح جزء مقدر منها متاحا على الإنترنت، كان الإذلال العلني موجعا، كانت الحياة لا تطاق تقريبا، لقد كان الأمر خارجا عن السيطرة في عام 1998، وبهذا أعني أن سرقة خصوصيات الناس من كلمات وأفعال ومحادثات وصور ونشرها على العلن، دون موافقة وخارجة عن السياق». ذكرت مجلة «بيبول» الأمريكية، فيما بعد، أن هيلاري كلينتون، المرشحة للانتخابات الرئاسية عن الحزب الديمقراطي سابقًا، فتحت قلبها لأول مرة في حوار أجرته مع الـ«سي إن إن» لتحكي عن مشاعرها الخاصة عقب فضيحة خيانة زوجها بيل كلينتون لها مع مونيكا لوينسكي، وقالت: «كان صعبًا حقًا.. كان أمرًا مؤلمًا للغاية، أصدقائي كانوا بجواري والتفوا حولي وساعدوني على تخطي الألم النفسي». مونيكا لوينسكي: ثمن الفضيحة تقول مونيكا لوينسكي عن عام 1998، كنت الحالة الأولى لفقدان السمعة الشخصية على المستوى العالمي على الفور تقريبا. اليوم، أصبح شكل الإذلال العلني الذي تعرضت له شيئا ثابتا. في حديث شجاع تلقي مونيكا النظر على ثقافة الإذلال و التي يعادل الإفتضاح على الإنترنت فيها مالا و يتطلب عدة طرق. وعلى الرغم من انتهاء القصة، إلا أنها عادت من جديد، منذ بداية الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة الأمريكية، حيثُ عانت المرشحة الرئاسية السابقة عن الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، إذ لا تزال آثار فضيحة زوجها الرئيس الأسبق، بيل كلينتون، مع متدربة البيت الأبيض، مونيكا لوينسكي، في نهاية التسعينيات تطاردها حتى الآن، خاصة بعد معاودة مونيكا للظهور مؤخرًا في حوار لجريدة أمريكية شهيرة، وفي تويتات ظهرت لها على موقع «تويتر» بعد اختفائها لسنوات، مما أثار شكوكًا حول ظهورها في هذا التوقيت تحديدًا. مليون دولار هو المبلغ الذي عرضه متحف «إيروتيك هيريتاج» الأمريكي على مونيكا لوينسكي مقابل شراء فستانها الأزرق الذي كانت ترتديه حين قامت بعلاقتها الجنسية مع الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في البيت الأبيض، لذا سُميت الفضيحة باسم «الثوب الأزرق»، حسب ما ذكر موقع، فرانس 24. وبعد أكثر من 18 عامًا على الفضيحة الجنسية التي هزت عرش الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون، اقترح متحف أمريكي على الشابة الأمريكية التي تبلغ اليوم 41 عامًا مليون دولار مقابل شراء فستانها الأزرق الذي شهد على هذه العلاقة الجنسية بمكتب الرئيس بالبيت الأبيض، بعدما كشفت التحاليل بأنه كان يحمل سائله المنوي.