نضال إبراهيم النعمي شاب ناضل وجاهد في وجه حرب ضروس مع المدراء غير السعوديين، وصمد حتى أصبح اليوم أحد المدراء الإداريين في إحدى الشركات كما يقول. يؤكد نضال الذي يحمل مؤهل إدارة الأعمال إن السعودي الذي يعمل في القطاع الخاص ويكون من يديره في كافة الإدارات أجانب، فإن مهمته ستبوء بالفشل، وسيترك عمله سريعاً، وقال: من واقع تجربتي فإن السعودي الذي لا يديره سعودي في القطاع الخاص، فإنه سيكون بطلاً إن صمد أكثر من عام، فالضغوط التي يمارسها المقيمون وخاصة من يتولون الإدارات، كبيرة جداً، ومفضوحة، ولا يمكن للموظفين من المواطنين أن يتحملوها، خاصة حينما تثق الإدارات السعودية العليا بأولئك المقيمين، معتقدين بأنهم حريصون على تدريب وتطوير السعوديين، لكن الواقع غير ذلك، فكم من سعودي ترك عمله وانضم إلى طوابير البطالة بسبب إدارة الأجانب له. وأضاف: يجب على رجال الأعمال والمدراء السعوديين أن يدركوا أنه لا يمكن أن يدرب الأجنبي مواطناً ويعلمه ويمنحه بيئة عمل آمنة لكي يأخذ مكانه بأي لحظة، هذه عملية خاسرة، ونتيجتها ستكون خروج السعودي سريعاً من تلك الوظيفة، ولا حلول لهذه المشكلة سوى بتوطين كافة الإدارات التي تتعامل مع الموظفين السعوديين، ونرى ذلك في بعض الشركات التي وطنت كافة وظائف المدراء والقيادات، نجد أن السعودة فيها ناجحة. ويرى نضال أن السبب في عدم استقرار السعوديين في وظائف بالقطاع الخاص يعود لعدم وجود بنية تحتية للموارد البشرية، وان نسبة 80 % من الشركات العاملة في السوق تعد شركات متوسطة وصغيرة تفتقر لتلك الإدارات. وأضاف: إن السبب في عدم استقرار الشاب السعودي في وظيفته عديدة، منها عدم وجود بيئة العمل المناسبة في القطاع الخاص، إذ أن 80 % من شركات القطاع الخاص صغيرة وغير مهيأة البنية التحتية لاستيعاب الشاب السعودي ومعظم الشركات الصغيرة لا تستطيع التدريب والتطوير وتحافظ على الشاب السعودي مقارنة بالشركات الكبيرة، وأشير إلى أن عدد الشبان السعوديين المؤهلين ذوي الكفاءة قليل نسبياً، وان عدد فرص العمل في السوق كبيرة جداً، لكنها تخص الشاب المؤهل فقط وهي محتكرة للأجانب والرواتب في القطاع الخاص متفاوتة، منها المتدني ومنها المرتفع، لكن التحدي الحقيقي أمام الشركات هي أن تستطيع استيعاب الشباب السعودي وتوفر برامج للحفاظ عليهم لأن الشاب إذا رأى انه يعمل ويتدرب ويتطور فإنه سيستقر في الشركة، حتى إن كان راتبه ليس مرتفعاً. وأضاف:هناك أسباب أخرى تعرقل استمرار السعودي في العمل منها عدم قيام القطاع الخاص السعودي بدوره في جذب العمال السعوديين، وتفضيله للعمالة الأجنبية الأقل أجراً، والتي يمكن أن يتخلص منها عندما يرغب في ذلك، إضافة إلى عدم رغبة الأجانب العاملين في المواقع المختلفة في تدريب السعوديين الداخلين حديثاً إلى العمل؛ خوفاً من أن يأخذوا أماكنهم ويتم الاستغناء عنهم. تجربة مريرة عبدالعزيز بن مصلح السناح شاب خاض تجربة مريرة منذ وقت مبكر في مسيرته العملية، فقد قاده طموحه إلى العمل في شركة في القطاع الخاص منذ أن حصل على دبلوم تقني، لكن قدره رماه في يدي موظف مقيم، وطلب من ذلك الموظف أن يدربه.. فماذا كانت النتيجة. يقول السناح إنه توظف في شركة عالمية تعمل في مجال تقني، وكان السعودي الوحيد في القسم الذي عمل به، وبين أنه عُهد به إلى زميل مقيم ليتولى تدريبه، وتعليمه، بغية أن يتعلم أساسيات في المهنة، وأَضاف السناح: طلب مني ذلك المقيم أن أجلس بجانبه وأن أرى ما يفعل وأفعله، كما أنه طلب مني ألا أسأله إلا باللغة الإنجليزية على الرغم من أنه عربي، مستغلاً ضعف اللغة الانجليزية لدي، وبعد قرابة النصف عام وجدت أنه لا يمكنني أن أتعلم بمجرد النظر إليه، عندها قدمت استقالتي، وذهبت إلى شركة أخرى، وكان كل الطاقم الفني الذي بها سعوديين، ومدير المصنع سعودي، عندها وجدت فرقاً كبيراً، وجدت أن هناك رجالا يريدون أن يعلمونني فعلاً ، كانت بيئة عمل جاذبة بكل المقاييس، ولمست الفرق بين الإدارة السعودية والإدارة الأجنبية، وعلى الرغم من أن لنا زملاء مقيمين، إلا أننا كنا نشكل فريقاً متآلفاً لأن هناك إدارة تحترمنا بدون تمييز، ومن واقع تجربتي أستطيع القول إنه يستحيل على شاب سعودي أن ينجح في ظل إدارة أجنبية، وأدعو شركات القطاع الخاص أن توطن القيادات، وأن تعهد بالسعوديين إلى سعوديين لكي تحصل على موظفين قادرين على تطوير إمكانياتهم، والاستمرار في أعمالهم.