×
محافظة مكة المكرمة

«الجمارك» تتصدى لتهريب «التنباك»... والأرباح الكبيرة تغري المهربين

صورة الخبر

بعد شهر من آخر لقاء جمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في مدينة لوزان السويسرية، يجتمع الوزيران مرة أخرى، اليوم، على هامش قمة منظمة آسيا والمحيط الهادئ في مدينة بيرو. وأشارت مصادر بالخارجية الأميركية إلى أن الجانبين سيناقشان محاولة إنعاش الاتفاق الأميركي الروسي حول السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين السوريين، كما قد يتطرقان إلى الملف الأوكراني. واستبعدت مصادر أميركية حدوث انفراجة في الملف السوري مع استمرار القصف الروسي لحلب ومساندة موسكو نظام الأسد، مع توجيه الاتهامات إلى واشنطن بالفشل في فصل المعارضة المعتدلة عن الجماعات الإرهابية. ويشير المحللون إلى تراجع التوقعات بأن يصل الطرفان إلى اتفاق لتحقيق فعلي لوقف إطلاق النار. ويعد اجتماع كيري ولافروف الأول الذي يجمع الطرفين على طاولة واحدة بعد اجتماع لوزان منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بمشاركة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، ووزراء خارجية قطر والعراق وإيران وتركيا والسعودية ومصر، عندما فشل المشاركون في تلك المحادثات في التوصل إلى توافق حول كيفية تجديد وقف إطلاق النار. من جانبها، أعلنت الخارجية الروسية بأن مسؤولين أميركيين وروسيين يجرون محادثات يومية في جنيف حول الملف السوري، وتحدث وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف هاتفيا حول مواصلة المشاورات لحل الأزمة، واتهمت موسكو واشنطن بالفشل في فصل المعارضة السورية المعتدلة عن الجماعات الإرهابية في حلب. وقال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن لافروف وكيري سيبحثان موضوع العقوبات والوضع في أوكرانيا وسوريا. وأكد ريابكوف أن الاتصالات بين موسكو وواشنطن حول الشأن السوري مستمرة على مستوى الخبراء وعبر قنوات وزارات الخارجية، مبديا أسفه للنصيحة التي وجهها البنتاغون إلى الرئيس أوباما بعدم التعاون مع روسيا في الشأن السوري، لافتا إلى أن موسكو لا تنوي بأي حال من الأحوال العمل على إقناع البنتاغون بتغيير موقفه، واصفا التعاون والاتصالات بين الجانبين بأنها لم تكن «غير مفيدة». وكانت الخارجية الأميركية قد واصلت أمس إدانتها للهجمات التي تنفذها روسيا في سوريا والتي تستهدف المدنيين بشكل شبه يومي، كما أكدت واشنطن أن دعم روسيا للنظام السوري حال دون وصول المساعدات إلى محتاجيها. وقالت إليزابيث ترودو، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية خلال المؤتمر الصحافي، مساء أول من أمس الثلاثاء: «نحاول باستمرار العمل على نزع فتيل العنف في سوريا وتوفير المساعدات الإنسانية للمدنيين المحاصرين، لكن روسيا لا تزال تدعم نظام الأسد في حربه القاسية ضد الشعب السوري». وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية إلى مناقشات مستمرة منذ ثلاثة أسابيع مع الجانب الروسي، لحثهم على وقف قصف مدينة حلب، ووصفت استمرار الغارات الجوية الروسية بأنها تمثل «خيبة أمل». وشددت ترودو قائلة: «نعتقد أن تصرفات روسيا ونظام الأسد هي تصرفات لا تغتفر، وما زلنا نعتقد أن الطريق الوحيد إلى الأمام هو قرار سياسي يجب أن يخرج من خلال محادثات متعددة الأطراف». هذا وتجدر الإشارة إلى أن الموقف الأميركي في سوريا حسب آراء كثيرين لا يزال ضعيفًا، حيث فشلت إدارة أوباما في فرض كلمتها على الأرض، ما سمح لمزيد من التعقيدات في الملف السوري. وقد اعترف الرئيس الأميركي باراك أوباما بذلك عندما قال في مؤتمر صحافي، أول من أمس، بقوله إن «الوضع في سوريا مأساوي، وأتمنى لو استطعت إيقافه فورا، وقد قمنا بما وسعنا للوصول لحل سياسي لهذا التحدي». وأضاف أوباما: «ا‏لوضع في سوريا مختلف عن ليبيا، فهناك نظام مصمم على قتل شعبه بدعم إيراني روسي، ولا يمكننا اتباع الحل العسكري الذي اتبعناه في ليبيا، وسنواصل ممارسة الضغوط لتوفير مساحات إنسانية آمنة ووقف إطلاق النار». في هذا الشأن، قال مصدر مطلع من العاصمة الروسية لـ«الشرق الأوسط»، إن موسكو ترحب بأي اقتراحات تساهم في حل الوضع لا سيما في مدينة حلب، لافتا في الوقت ذاته إلى أن موسكو لا تعتقد أن هناك متسعا من الوقت لدى الإدارة الأميركية لمناقشة وتنفيذ أفكار جديدة، وعليه «فأغلب الظن أن الوزير لافروف سيتناول مع كيري مسألة تنفيذ الولايات المتحدة التزامها بشأن الفصل بين المعارضة و(جبهة النصرة) الإرهابية شرق حلب»، حسب المصدر الذي نوه بأن الجانب الروسي ما زال يدعم كذلك اقتراح دي ميستورا بخصوص خروج «النصرة» من شرق المدينة، ويرى في تنفيذ هذين الأمرين، أي الفصل بين المعارضة والإرهابيين وخروج «النصرة»، أفضل وأسرع وسيلة للانتقال إلى مرحلة جديدة في الوضع حول مدينة حلب.