سلام أبوشهاب التعليم الطبي المستمر للكوادر الطبية والفنية لا يقل أهمية عن أي عنصر آخر من عناصر توفير الخدمات الصحية المتطورة باعتبار أن غياب الطب عن آخر المستجدات والعلوم الطبية الحديثة، يؤثر سلباً على جودة ونوعية الخدمة التي يوفرها للمرضى والمراجعين. المنشآت الصحية تلزم بحضور الأطباء والفنيين للمؤتمرات والندوات وورش العمل الطبية سواء الداخلية أو الخارجية، وتنظر إلى عدد الساعات التعليمية التي يتم حضورها بعين الاعتبار عند التقييم السنوي والترقية للأطباء بمختلف تخصصاتهم. هيئة الصحة في أبوظبي ومن خلال الجهات المختصة تجري تقييماً شاملاً لكل مؤتمر أو ندوة طبية من حيث الموضوعات التي ستناقش، وقيمة الدراسات والمحاضرات التي تقدم في الجلسات العلمية، ويحصل المشارك على شهادة بما يعادل عدد الساعات المعتمدة. اليوم وغداً ستعقد ثلاثة مؤتمرات طبية في أبوظبي: الأول عن الأورام السرطانية، والثاني عن الأمراض الجلدية، والثالث عن مرض السكري، ويلاحظ اختلاف موضوعاتها، وهي ميزة إيجابية لجهة إتاحة المجال أمام أكبر عدد من المعنيين للمشاركة والحضور. في كل مؤتمر يتراوح عدد المسجلين من 150 إلى 300 طبيب وفني، وأحياناً أكثر من ذلك، إلا أنه يلاحظ بعد انتهاء الجلسة الافتتاحية والجلسة الأولى يقل عدد الحضور في الجلسات العلمية، ويصل إلى عدد الأصابع في جلسات بعد الظهر، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في تنظيم التسجيل في المؤتمرات، بحيث يتم تفعيل نظام التسجيل للجلسات العلمية لكل مؤتمر، بحيث يحصل كل طبيب على شهادة بعدد الساعات الفعلية التي حضرها فقط. الأمر الأهم أن المتتبع لطبيعة ونوعية الأوراق العلمية والمحاضرات التي تناقش في المؤتمرات الطبية، هي في الواقع إحصائيات تم تحليل جزء منها والوصول إلى نتائج وتوصيات، بينما تغيب الدراسات والأبحاث العلمية تماماً عن هذه المؤتمرات لسبب واحد هو غياب البحث العلمي في القطاع الصحي. القضية الأهم في مثل هذه المؤتمرات المهمة أغلبية المحاضرين من الأطباء يتهربون من تقديم المعلومات عن محاضراتهم لممثلي وسائل الإعلام، والسبب أنهم بحاجة إلى موافقات مسبقة من أماكن عملهم. الأسبوع الماضي عقد مؤتمر عن السلامة الدوائية في أبوظبي، وعندما حاولنا معرفة حجم مشكلة الأخطاء الدوائية ونسبتها الحقيقية وأسبابها، وأي دراسات حديثة عن هذه المشكلة لم نجد بين المحاضرين من يجيب عن سؤالنا. Salam111333@hotmail.com