قدمت مدن لوس أنجلوس الأميركية، وبودابست المجرية، وباريس الفرنسية في الحصص المسائية لاجتماع لعمومية اتحادات اللجان الوطنية الأولمبية «الأنوك» المنعقد في الدوحة ملفات ترشحها لاستضافة الألعاب الأولمبية 2024. تسابقت ملفات الترشح في دعوة ممثلي اللجان الأولمبية الوطنية الحاضرة إلى الاقتناع بجدوى الملفات المقدمة، والتعويل عليها في إنجاح التظاهرة الرياضية الكبرى بما يخدم الروح الأولمبية ومعانيها السامية. وتألف كل واحد من الملفات من رئيس اللجنة الأولمبية لدولة كل واحدة من المدن المرشحة لاحتضان الألعاب، ومسؤولين ببلدياتها، ورياضيين أولمبيين سبق لهم الحصول على ميداليات ذهبية في دورات سابقة من الألعاب. وبدأت عمليات العرض بملف مدينة لوس أنجلوس تلاها ملف بودابست لتختتم بملف العاصمة الفرنسية. ملف لوس أنجلوس شدد مقدمو ملف مدينة لوس أنجلوس، على التزام المدينة بالروح الأولمبية والبارالمبية وعلى شغف الشعب الأميركي عموماً وسكان مدينة لوس أنجلوس بالمسابقات الرياضية، وانخراطهم في تشجيع الرياضة التي يرون أنها تحقق أحلامهم. وأضاف الواقفون على الملف أن الولايات المتحدة الأميركية وجهة أساسية للأبطال الأولمبيين في تحضيراتهم لمختلف دورات الأولمبياد، وأن مئات الرياضيين قد جلبوا ميداليات لبلدانهم عقب تحضيرات كبيرة أجروها فيها، حيث تتوفر بها كل ظروف الإعداد الجيد. وكشفوا أن مدينة لوس أنجلوس ستوفر لرياضييها في أولمبياد 2024 خططاً مليئة بالتجديد والابتكار مقارنة بدورات سابقة وأنها ستكون قادرة على ضمان تحضيرات اللاعبين والرياضيين في أمكان المنافسات ذاتها أو في أماكن قريبة منها. وبينوا أن مدينة لوس أنجلوس طورت مفهوم المنتزه الأولمبي لإضفاء أكثر ما يمكن من المتعة للرياضيين والجماهير التي ستواكب المنافسة وأن تصميم المدينة قادر على استيعاب الحدث وذكرت البطلة الأولمبية الأميركية في ألعاب القوى جونسون الفائزة بـ4 ميداليات أولمبية أن المدينة ستكون الخيار الأفضل للألعاب الأولمبية في دورة 2024. وكشفت أن الولايات المتحدة الأميركية بلد متنوع الأعراق وأن مصدر قوتها في تنوع أعراقها مما يجعل المدينة في حاجة إلى ألعاب أولمبية تزيد من قوة تجانس شعبها. وأبرز أريك أورليتي رئيس بلدية لوس أنجلوس الآثار الإيجابية لاستضافة المدينة للألعاب سنة 2024 وقال: إنها ستقدم إرثاً كبيراً للأجيال المقبلة وأن المدينة قادرة على تجميع العالم عبر الرياضة. ملف بودابست أوضح بورغاري سلوتس رئيس اللجنة الأولمبية المجرية أن الألعاب الأولمبية قادرة على تغيير العالم وأن مدينة بوادبست المجرية جاهزة للعب هذا الدور من خلال استضافة النسخة بعد المقبلة للألعاب. وأضاف أن المجر لها تاريخ عريق في مجال الألعاب الأولمبية وأنها شريك فاعل في تأسيس المنافسات منذ نشأتها في أثينا، وقال: إن مدينة بودابست في حاجة ماسة لاحتضان الألعاب لإعطاء مزيد من الأمل لشعوب منطقة أوروبا الوسطي. واستعرض سلوتس تاريخ مشاركات المجر في الألعاب الأولمبية السابقة، وقال: إنها حصلت على 176 ميدالية في هذه الألعاب وأنها المدينة الأنسب لاحتضان الدورة وقال رئيس ملف المدينة بالاس فروجاس: «منطقة أوروبا الوسطى آمنة وتوفر شروط السلامة لزوارها وبودابست تعرف نهضة اقتصادية كبيرة وتتطلع إلى استضافة العالم عندها وأعدت منشآت كبيرة في مختلف الألعاب الرياضية من ملاعب ومضامير وسكك حديدية». ملف باريس كشف رتيس ماسيلار رئيس اللجنة الأولمبية الفرنسية في بداية عرض الملف الفرنسي أن مدينة باريس ستوفر كل إمكاناتها وقدراتها لخدمة الدورة. وبين أن ترشح باريس مستوحى من الروح الأولمبية وأنها قادرة على تقديم دورة استثنائية من الألعاب سنة 2024. وأوضح تيدي ريني البطل الأولمبي الفرنسي في الجيدو أن الجمهور الفرنسي شغوف بالرياضة وأنه يمثل رمزاً كبيراً لنجاح التظاهرات الرياضية وأن رحلات السفر بين كل المرافق الرياضية قصيرة ولن تتجاوز نصف الساعة. وشدد بقية أعضاء الملف أن باريس مدينة كبيرة ويزورها أكبر عدد من السياح وأنها وجهة محبذة لكل سياح العالم مما يجعلها قادرة على استيعاب ضيوفها في الأولمبياد. على خلفية قضية الملاكم سعادة في ريو ممثل «الأولمبية المغربية» ينتقد «الدولية» وجه كمال لحلو، نائب رئيس اللجنة الأولمبية المغربية، انتقادات للجنة الأولمبية الدولية لطريقة تعاطيها مع قضية الملاكم المغربي حسن سعادة الذي اعتقل داخل القرية الأولمبية في ريو دي جانيرو الصيف الماضي بتهمة الاعتداء الجنسي. وأضاف لحلو: «الطريقة التي عومل بها سعادة كرست جانبا سلبيا أساء إلى التظاهرة الأولمبية، وغير وجهها الإيجابي، بالقدر الذي قال إنه جسد خيانة لقيم الحركة الأولمبية. اقتحام الشرطة البرازيلية بطريقة عسكرية للقرية الأولمبية، باعتبارها فضاءً مقدسا ومحميا للأبطال المشاركين في العرس الأولمبي، واقتياد الملاكم سعادة كأنه مجرم، لا يتوافق وقيم وتقاليد الألعاب الأولمبية في حين أنه كان حينها متهما فقط». وأضاف لحلو: «كان من المفروض أن تتم حماية حقوقه الرياضية، بل وأن يتم الدفاع عنها وتعزيزها وحمايتها من طرف الجهازين الأساسيين لحركتنا الأولمبية، وهما اللجنة الأولمبية الدولية، وجمعية اللجان الوطنية الأولمبية، إضافة إلى اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية. البطل المغربي، ومع كامل الأسف، أخرج من القرية الأولمبية دون أن يتوفر أي إثبات ضده، وقضيته أصبحت تشكل اليوم سابقة مأسوفا عليها يجب أن تدفعنا إلى التفكير في مقاربة أفضل للوضع خلال المستقبل». ودعا لحلو اللجنة الأولمبية الدولية، وجمعية اللجان الوطنية الأولمبية، واللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية المقبلة بطوكيو اليابانية سنة 2020 إلى العمل على تحويل القرية الأولمبية إلى مدينة فاضلة تتوفر على نظام خاص، ولا يعود تسييرها وتدبير شؤونها إلا إلى السلطات الرياضية والأولمبية. «الوادا» تراجع نظام مراقبة المنشطات لم يفوت توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، فرصة حديثه في عمومية الأنوك دون التطرق لمعضلة المنشطات التي تقض مضجع الجميع في السنوات الأخيرة، وأكد أن الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (WADA) بصدد مراجعة شاملة لنظام مراقبة المنشطات ليكون أكثر فعالية لتجاوز المشاكل الكثيرة التي واجهتها الوكالة بالتعاون مع شركائها وفي طليعتهم اللجنة الأولمبية الدولية. وأوضح باخ أن التوتر الذي ساد في الآونة الأخيرة بين اللجنة الأولمبية الدولية وروسيا يتعلق في المقام الأول بالنظام المحلي لمراقبة المنشطات كما هو الحال في المكسيك وكينيا «لذلك فالجميع يعمل على مراجعة طرق الفحص لتكون أكثر نجاعة وفعالية»، مؤكداً أن اللجنة الأولمبية الدولية مستعدة لاستثمار مزيد من الأموال إن لزم الأمر من أجل تحديث نظام المراقبة ومحاصرة الغش في المجال الرياضي رغم اعترافه بكون الغش معضلة مجتمعية بالدرجة الأولى قبل أن تكون رياضية.;