استعرضت المدن الثلاث لوس أنجلوس وباريس وبودابست المرشحة لاستضافة أولمبياد 2024، ملفاتها أمام الاجتماع الحادي والعشرين للجمعية العمومية لاتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك) التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة. وكانت البداية مع ملف مدينة لوس انجلوس الأمريكية، حيث قدم أعضاء الوفد عرضا مميزا تحت شعار "اتبع الشمس" وهو يمثل رياضية ووجها تجاه الشمس.. مشددين على أن الألعاب الأولمبية في لوس انجلوس ستكون مليئة بالابتكارات التي تخدم الرياضيين. وأوضح الوفد أن القرية الأولمبية في لوس أنجلوس ستتيح للرياضيين أفضل إقامة استعدادا لهذا الحدث العالمي، فضلا عن أن المرافق الرياضية ستخلق إرثا مستداما لجميع الألعاب بعد انتهاء الأولمبياد. وركز الوفد على أن لوس أنجلوس هي الخيار الأفضل للأولمبياد لما تتمتع به من إمكانيات وبنية تحتية ضخمة، خاصة أن أمريكا بلد متنوع ويطمح للمستقبل، وأن تنوعه سر قوته وأفضليته عن الكثير من البلدان. ولفت الوفد أن لجنة لوس أنجلوس خصصت ملياري دولار لتشييد ملعب جديد وبناء القرية الأولمبية في الحرم الجامعي لجامعة كاليفورنيا، فضلا عن اعتماد مبلغ 250 مليون دولار للوفاء بالتزامات المدينة في حال فوزها بتنظيم الألعاب بما فيها تحديث ملعب لوس أنجلوس التذكاري. وأكد إيريك جارسيتي عمدة مدينة لوس أنجلوس ورئيس الوفد، قدرة المدينة على تقديم أفضل نسخة من دورات الألعاب الأولمبية.. لافتا إلى أن أولمبياد 2024 في لوس أنجلوس سيشهد الكثير من المبتكرات، خاصة أن هذه الألعاب تتعلق بمستقبل أمريكا. وقال جارسيتي ، في كلمته خلال العرض، إنه نتاج الحركة الأولمبية التي عاشتها لوس انجلوس عام 1984، حيث كان وقتها عمره لم يتجاوز ثلاثة عشر عاما، ولكنه شعر بالنقلة النوعية التي شهدتها المدينة والإرث الذي خلفه الأولمبياد. وشدد عمدة لوس أنجلوس على أنه سيعمل من خلال منصبه على تغيير المدينة للأفضل، وأن تكون أولمبياد 2024 فرصة لترك إرث جديد للشباب والنشء في المدينة، خاصة أن الجميع في لوس أنجلوس يؤمن أن الألعاب الأولمبية هي بمثابة الشمس التي نتبعها. وتطمح مدينة لوس أنجلوس الامريكية لاستضافة الأولمبياد للمرة الثالثة بعد نسختي 1932 و 1984، ويعتبر الأولمبياد الخاص الذي استضافته صيف 2015 ثاني أكبر حدث رياضي يقام في المدينة منذ أولمبياد 84. أما مدينة بودابست عاصمة المجر، فقد قدمت عرضا مبهرا اعتمدت فيه على أن أسس وقوانين اللجان الأولمبية الجديدة تمنح بودابست النصيب الأوفر في الفوز بحق استضافة أولمبياد 2024، وأن الأولمبياد ليست مقصورة على المدن الكبيرة، وأن مدينة متوسطة كبودابست من حقها تنظيم هذه التظاهرة العالمية. وركز أعضاء الوفد على أن المجر أسست الحركة الأولمبية المعاصرة، وأنها البلد الثاني الأكثر حصولا على الميداليات في ريو دي جانيرو، وأنها حصلت على 176 ميدالية ذهبية في تاريخ الألعاب، وهو الأمر الذي يجعل من بودابست الخيار الأفضل دائما. وأشار الوفد إلى أن هذه هي المرة السادسة التي تتقدم فيها بودابست لاستضافة الأولمبياد، إلا أن المدينة هذه المرة تختلف تماما، من حيث النهضة التي تعيشها على كافة الأصعدة، فباتت من أقوى الاقتصادات في أوروبا مؤخرا. وتطرق أعضاء الوفد إلى أن بودابست تسعى لتحقيق واقع جديد للألعاب الأولمبية والبارالمبية، حيث إنها خلال الأعوام العشر الأخيرة انفقت 55 مليار دولار على البنية التحتية وتطوير المدينة، وأنه في حال فوزها بأولمبياد 2024 لا تحتاج إلا ثلاثة مرافق جديدة فقط. وشددت الكسندرا بروفينسكي نائبة رئيس بلدية بودابست، على أن بودابست وضعت خططا لاستضافة أولمبياد 2024 تتوافق مع خطط اللجنة الأولمبية الدولية واللجان الوطنية، الأمر الذي يضمن إقامة ألعاب أولمبية مستدامة وبتكاليف منخفضة تستطيع كافة الدول تحملها فيما بعد. وقالت بروفينسكي، في كلمتها خلال العرض، إن بودابست ستتحول إلى متنزه أولمبي، بحيث لن يحتاج الشخص أكثر من 12 دقيقة للتنقل بين القرية الأولمبية والمنطقتين المخصصتين لإقامة المنافسات في مختلف الألعاب. واعتبرت أن بودابست هي الأكثر إدهاشا في العالم وتعج بالطموح والشغف لاستضافة أولمبياد 2024.. لافتة إلى أن بودابست تحتل المرتبة السابعة بين المدن الرياضية في العالم، وأنها قادرة على الإيفاء بالتزاماتها تجاه تنظيم أكبر الأحداث العالمية. وقطعت بودابست حتى الآن مشوارا كبيرا في التنافس للفوز بحق استضافة أولمبياد 2024، بعدما بلغت المرحلة الثالثة والحاسمة من سباق الترشح. وكانت اللجنة الأولمبية المجرية قد قررت تقديم ترشيح مدينة بودابست لاحتضان الأولمبياد في يناير 2015، وفي يوليو من السنة ذاتها وافق البرلمان المجري على دعم ملف المدينة وبعدها اعتمد مجلس مدينة بودابست قائمة المنشآت الخاصة بالاستضافة في 28 يناير 2016. وسبق لمدينة بودابست أن خسرت خمس مرات، في 1916 أمام برلين و1920 أمام أنتويرب البلجيكية و 1936 أمام برلين مرة أخرى و 1944 أمام لندن و 1960 أمام روما. فيما جاء عرض العاصمة الفرنسية باريس مميزا للغاية، وركز على جعل أولمبياد 2024 رمزا للنجاح لجميع الرياضيين تحت شعار "الحلم الذي يجمعنا"، فضلا عن الدور الذي تقوم به الرياضة في المجتمع من خلال تجسيد الأمل لدى الجميع. وأوضح الوفد أن ترشيح باريس لاستضافة هذا الحدث العالمي، يعد من القيم الرياضية الراسخة والذي تدعمه الحركة الأولمبية الفرنسية بكل طاقاتها من أجل خدمة الرياضة والرياضيين في العالم. واستعرض أعضاء الوفد الدور الإيجابي لاستضافة باريس لأولمبياد 2024، وما يترتب عليه من تنمية مستدامة على كافة الأصعدة، ومنها التعليمي والصحي والاقتصادي، كما ركز على التفاؤل الذي يعيشه الشعب الفرنسي بشأن استضافة الأولمبياد. وأكد الوفد توفير كل الإمكانيات التي من شأنها أن تجعل أولمبياد 2024 دورة استثنائية، في ظل وجود الجمهور الفرنسي الشغوف بالرياضة، والذي يمثل أهمية كبيرة في نجاح التظاهرات الرياضية التي تستضيفها البلاد. واعتبرت آن هيدالجو عمدة باريس، أن الألعاب الأولمبية من أقوى الأحداث الرياضة التي تساعد على مكافحة التمييز العنصري وتدعم قيم المساواة .. مشيرة إلى أن أكبر تحد يواجهها هو التغير المناخي، وقد قطعت باريس خطوات كبيرة في هذا المجال، الأمر الذي يجعلها الأوفر حظا بحق الاستضافة. وقالت هيدالجو ، خلال كلمتها في العرض، إن رؤية باريس لأولمبياد 2024 واضحة ومحددة، وستجعل العالم أجمع يغوص في شوارع باريس ومعالمها التاريخية، التي هي محط انظار كل السياح في العالم، وذلك خلال فترة الأولمبياد. وأشارت إلى أن باريس ترغب في التعاون مع الأسرة الأولمبية والبارالمبية، ومشاركة الأمل مع جميع الرياضيين في العالم، وخلق أجواء مثالية لتجسيد الطموحات والتطلعات في الأولمبياد. وتسعى العاصمة الفرنسية باريس للظفر بشرف تنظيم الحدث الأولمبي للمرة الثالثة في تاريخها بعدما استضافته مرتين عامي 1900 و 1924، حيث تحلم بعودة الرياضيين إليها مرة أخرى بعد مائة عام على آخر مرة تنافسوا فيها. وسبق لباريس أن خسرت الرهان ثلاث مرات سنة 1992 أمام برشلونة وسنة 2008 أمام بكين وسنة 2012 أمام لندن، وفي حال نجاحها في كسب الرهان هذه المرة فستكون المدينة الثانية التي تستضيف الأولمبياد ثلاث مرات بعد مدينة لندن. وخصصت باريس مبلغ 35 مليون يورو لتشييد منشآت رياضية جديدة في ضواحي العاصمة من أجل تأكيد الرغبة الفرنسية في احتضان الحدث. س.س;