دائما ما تصنف بعض المهام تحت قائمة المستحيلات، اذا ما سارت وفق نسقها الطبيعي، فالكثير وصف مهمة الأخضر في التصفيات العالمية بالمستحيلة، نظرا لقوة المجموعة التي أسفرت عنها القرعة، التي أوقعت المنتخب السعودي إلى جانب عملاقي الكرة الآسيوية استراليا واليابان في مجموعة واحدة، اضافة لتواجد المنتخبين الشرسين العراق والامارات، وكذلك المنتخب الأكثر تطورا على مستوى القارة الآسيوية المنتخب التايلاندي. ومنذ الوهلة الأولى، تنبه سفراء الكرة السعودية إلى أن الدخول في غمار مثل هذه المهمة، هو بحاجة إلى الكثير من التضحيات، كي يتحول المستحيل إلى حقيقة. فقدموا الكثير، وتحملوا الكثير من الانتقادات، ليجبروا الشارع الرياضي على التوحد إلى جانبهم، تاركين خلفهم كل الألوان والشعارات، فيما عدا شعار «الوطن»، لتبدأ كلمة المستحيل في التلاشي أمام عزيمة واصرار رجال الأخضر، الذين تنتظرهم خطوة مهمة جدا هذا المساء، تطلبت وتتطلب الكثير من التضحيات، لتخطيها بنجاح. ولعل الحدث الأبرز في لقاء هذا المساء، هي التضحية الرائعة التي قدمها نجم المنتخب السعودي تيسير الجاسم، من خلال اتخاذه لقرار تأجيل العملية الجراحية اللازمة لإعادة تثبيت عظم اليد، واصراره على خوض هذه المهمة الوطنية الحاسمة إلى جوار زملائه اللاعبين، وهو مكبل بجبيرة طبية تحمي اصابته من أي مضاعفات محتملة.