منذ أحداث إبادة الأيزيديين على أيدي «داعش»، وسؤال الأقليات يرتفع في أكثر من مكان، وعلى أكثر من صعيد. القتل والتنكيل والذبح الذي واجهته هذه الأقلية صار حديث العالم، وأجج ضمير الإنسان بكل مكان. هناك قلق يواجه بقية الأقليات في المنطقة، نرى بوادره في السعي من قادة ورموز وزعامات تريد أن تحفظ طائفتها، وأن تتجه نحو حمايتها وحراستها. أوضح الأمثلة ذلك الذي تجلى على لسان الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، حين شعر بالقلق العميق تجاه هذه الأحداث، وذهب يحاول إيجاد مخارج على المدى البعيد تحفظ الطائفة من أي ضربةٍ قد توجه ضدها بغتة. لدى جنبلاط حاليا توجه دقيق بحسب حديث من حوله مثل الوزير من كتلته وائل أبو فاعور، والذي أبان عن رؤية جديدة لجنبلاط، تجاه المفهوم الدرزي العقائدي وعلاقته بالمحيط. لا يريد الزعيم أن ينعزل الناس عن بعضهم البعض، ولا يرغب لطائفة الموحدين الدروز أن يلجأوا إلى العزلة والانكفاء عن المحيط المتاخم. لقد أعلن عن ضرورة استعادة الجذور التاريخية الإسلامية للدروز، وذلك عبر أكثر من صيغة، منها إعلانه إعادة بناء الجامع الإسلامي في المختارة، ودعوته لجميع الدروز ببناء مساجد في مناطقهم إحياء لهوية لها تاريخها تتصالح مع المسلمين ومع الشيعة ومع المسيحيين. الخطوة كانت مدوية، وقد تطلب الأمر جلوس جنبلاط مع شيوخ عقل الطائفة ورموزها الروحيين من أجل إيضاح وجهة نظره هذه، والتي قوبلت بالتأييد. من حق أي طائفة أن تحمي نفسها من هذا النفس الإرهابي الداعشي القادم، وخطوة جنبلاط هي في تمتين عرى العلاقة بين طائفته وبقية الطوائف الأخرى بلبنان عوضا عن الانعزال. ويبقى السؤال مؤلما: ما هي مصائر الأقليات الإسلامية في ظل هذا الجنون الإرهابي؟!.