أعتقد أننا أصبحنا نعيش في عصر نحن في أمس الحاجة فيه إلى ( الرشاقة ) وذلك في كافة شؤون حياتنا ، والرشاقة التي أعنيها هي البعد عن الترهل والتخلص من الوزن الزائد سواء كان بالنسبة لأجسادنا أو تصريف شؤون حياتنا أو مصروفاتنا أو على مستوى إدارة المنشآت الحكومية أو الخاصة فالرشاقة لم تعد مظهراً من مظاهر الترف بل أصبحت ضرورة تحتمها العديد من الظروف المختلفة بشكل عام ، وكما أن الترهل قد يصبح مرضاً يؤدي إلى الموت فإن الرشاقة قد تساعد على استعادة النشاط والحيوية . في الماضي ومع توفر السيولة وازدهار الاقتصاد المحلي بفعل ارتفاع أسعار البترول فتحت الدوائر الحكومية أبواب التوظيف على مصراعيها واستحدثت العديد من الوزارات والهيئات المختلفة آلاف الوظائف وأتخم القطاع الحكومي بالوظائف وتم استحداث العديد من الهيئات والمجالس وغيرها من الوحدات لزيادة الوظائف حتى تجاوز عدد الموظفين في الدولة 1,5 مليون موظف ، ولم نكتف بذلك بل كانت هناك بدلات متعددة ومميزات وصلت كما يقول أحد وكلاء وزارة التجارة السابقين في خبر نشرته جريدة عكاظ يوم الأحد الماضي إلى 126 بدلاً وميزة وقد شملت القرارات الأخيرة بإلغاء البدلات 21 بدلاً فقط أي أنه لازال هناك أكثر من 100 بدل وميزة مستمرة مشيراً إلى أن أحد تلك البدلات هو ( تحسين مظهر الموظف ) والذي كان يكلف الدولة أكثر من 600 مليون ريال . لم يعد مهماً اليوم أن نحسن الصورة أو نهتم بالمظهر فنبدو أمام الآخرين بشكل جذاب وجميل في الوقت الذي نبقى فيه جامدين بدون أي حركة نحو الأمام بل أصبحت الأهمية والأولوية في أن نخطو خطوات سريعة لتحقيق الأهداف وتطوير الأداء وشحذ الهمم ولن يحدث ذلك كله إلا بعد أن نتخفف من الأحمال والأثقال الضخمة التي تراكمت منذ عشرات السنين فأصبحت أجسادنا مترهلة وحركتنا بطيئة وطموحاتنا محدودة وآمالنا متواضعة وبقينا نراوح مكاننا في العديد من المجالات ولم نتقدم خطوة واحدة مما ساهم في تعثر وتعطل العديد من البرامج والمشاريع والخطط لعشرات السنين . الرشاقة اليوم أصبحت غاية مهمة بل وملحة يجب أن نسعى جميعاً لتحقيقها وهذا يتطلب تحسين وتطوير أسلوب العمل بشكل يتناسب مع المتطلبات الحالية وبطريقة تتميز بسرعة الاستجابة وتعتمد على الحقائق والبيانات الدقيقة وتواجه التحديات وتحقق أفضل المخرجات . Ibrahim.badawood@gmail.com