حض الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، المتظاهرين الأميركيين الذين خرجوا في الأيام الماضية إلى الشوارع، على ألا يشعروا بـ"الخوف" من ولايته الرئاسية، وكرر في أول مقابلة تلفزيونية له منذ فوزه بالرئاسة، موقفه المعارض للإجهاض والمؤيد لحيازة الأسلحة النارية. وسعى ترامب خلال المقابلة التي بثتها شبكة "سي بي إس" الأحد (13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) إلى تهدئة التوترات التي تسود البلاد منذ إعلان فوزه الثلثاء الماضي. وقال "لا تخافوا. سنقوم بإصلاح بلادنا" وذلك ردا على المتظاهرين الذي يخشون خصوصا أن يدفع رجل الأعمال باتجاه إضعاف حقوق الأقليات، طالبا منهم "بعض الوقت". كذلك، دان الرئيس الأميركي المنتخب أي اعتداء ضد الأقليات في الولايات المتحدة، وذلك بعد أن تم تسجيل عشرات الاعتداءات منذ انتخابه رئيسا بحسب ما أفادت المعارضة الديموقراطية وجمعيات. وأضاف "أنا حزين لسماع ذلك. أقول (لمرتكبي هذه الاعتداءات الجسدية أو التهديدات) لا تفعلوا ذلك، هذا فظيع، لأنني سأعيد توحيد البلاد"، ومن ثم نظر إلى الكاميرا، قائلا "توقفوا". وخلال المقابلة التي أجريت في مقر إقامته في نيويورك (شمال شرق)، أكد ترامب عزمه على تسمية قضاة في المحكمة العليا يعارضون الإجهاض ويؤيدون حيازة الأسلحة النارية. وأوضح أن القضاة سيكونون من المعارضين لسياسة الإجهاض، مشيرا من جهة ثانية إلى أنهم سيكونون أيضا "مؤيدين بشكل كبير للتعديل الثاني" للدستور الأميركي بما يجيز الحق لكل مواطن أميركي بحيازة سلاح ناري. ويتعين على ترامب الآن تعيين قاض في المحكمة العليا لأن هناك مقعدا فارغا في الوقت الحالي. غير أنه يمكنه، خلال ولايته الرئاسية، إجراء تعيينات أخرى في حال وفاة قضاة أو تقاعد آخرين من بينهم. وفيما يتعلق بالإجهاض اعتبر ترامب أن الكلمة الفصل يجب أن تعود إلى الولايات التي من المفترض أن يختار كل منها التشريع الخاص بها. من جهة ثانية قال الرئيس المنتخب إنه لا ينوي إعادة النظر في زواح مثليي الجنس. وذكّر بأن المحكمة العليا أعطت حكمها في هذا الشأن، قائلا "إنه القانون (...) وهو مناسب". وسمحت المحكمة العليا في حزيران/يونيو 2015، بزواج مثليي الجنس في الولايات المتحدة. إلى ذلك، أعلن ترامب أنه سيتنازل عن المرتب البالغ نحو 400 ألف دولار سنويا الذي يتقاضاه الرئيس الأميركي. وأوضح قطب العقارات، الذي قدرت مجلة "فوربز" ثروته بنحو 3,7 مليار دولار مطلع تشرين الأول/أكتوبر، أنه لن يتقاضى سوى المبلغ الذي يلزمه به القانون أي دولارا واحدا فقط سنويا. وقال "أظن أنني يجب أن اخذ دولارا واحدا بحسب القانون، لذا سآخذ دولار واحدا في السنة". وخلال هذه المقابلة التي بثت أجزاء منها خلال نهاية الأسبوع الماضي، أكد ترامب نيته طرد نحو ثلاثة ملايين شخص دخلوا إلى الولايات المتحدة خلسة. وأظهر من جهة أخرى نوعا من المرونة في تعاطيه مع ملف نظام التأمين الصحي المعروف باسم "أوباما كير" الذي يواجه انتقادات شديدة.