×
محافظة المنطقة الشرقية

التحضيرات بدأت قبل شهر

صورة الخبر

عاش الأردنيون حال صدمة كبيرة، جراء الجريمة البشعة التي ارتكبها ثلاثيني يتعاطى مادة «الجوكر» المهلوسة بداية الشهر الجاري في العاصمة الأردنية عمان، بحق والدته التي جز رأسها بسكين واقتلع عينيها ووضعهما بجانب رأسها، ثم كتب على صفحته على «فايسبوك» عقب ذلك: «خلصت من الشيطان التي نغصت حياتي». وقد دفعت هذة الجريمة الكثير من الأردنيين الى الانتباه لتصرفات ابنائهم وتسليم المتعاطين منهم الى مراكز علاج المدمنين. «أخشى أن يفعل بي ما فعله ذلك الشاب بأمه»، هكذا يبرر أبو احمد (اسم مستعار) تسليمه ابنه المتعاطي هذة المادة الى مركز علاج المدمنين في منطقة شفا بدران في العاصمة عمان. ويقول إن بشاعة الجريمة وعلاقة مرتكبها بالضحية لفتت انتباهه الى خطورة السكوت عن التصرفات الغريبة التي يلاحظها على ابنه. ويضيف انه فور سماعه بالجريمه وبشاعتها وبأن مرتكبها اعترف بأنه كان يتعاطى مادة الجوكر، بدا بمراقبة ابنه الذي انضم الى صفوف المتعطلين من العمل اخيراً، بعد أن فشل في اجتياز امتحان الثانوية العامة، حتى ضبطه مع عدد من رفاق السوء بالجرم المشهود وهم يتعاطون مادة الجوكر. ويضيف انه بحث عن تأثيرات هذة المادة على عقل المتعاطي، ووجد أنها تصيبه بالهلوسة وتشنجات خطيرة، وفي النهاية تتلف خلايا دماغه، وأن المتعاطي يمكن أن يرتكب أي جريمه من دون وعي. وكشفت مصادر في الشرطة الأردنية، إن الجريمة دفعت الكثير من الآباء الى تسليم أبنائهم المدمنين على المخدرات الى مراكز معالجة المدمنين. وقالت المصادر أن هذه المراكز شهدت إقبالاً غير عادي من قبل الآباء الذين سلموا أبناءهم المدنيين لتلقي العلاج. وأوضحت أن اليوم الواحد أصبح يشهد تسليم 70 مدمناً على المخدرات بكل أنواعها، وخصوصاً مادة الجوكر المخدرة، الى مراكز علاج المدمنين في الوقت الذي كان يتم فيه تسليم 30 مدمناً شهرياً الى هذه المراكز. وقد أعفى قانون المخدرات والمؤثرات العقلية الأردني المدمن من العقوبة اذا اعترف بنفسه وطلب العلاج، وتقدم بنفسه او بواسطة أحد أقاربه قبل ان يتم ضبطه. ويدخل المتعاطي مركز علاج المدمنين في شكل سري، ولا تتم مساءلته حول مصدر المخدرات التي يتعاطاها ولا يسجل بحقه قيد أمني، لتشجيعه على العلاج. يأتي ذلك بالتزامن مع قيام وسائل الإعلام الأردنية الرسمية بحملات توعوية مكثفة على أخطار تعاطي مادة الجوكر الأكثر انتشاراً، نظراً الى انخفاض ثمنها مقارنة بأصناف المخدرات الأخرى، ودعوتها كل متعاطٍ أو ذويه الى تسليمه الى أقرب مركز لعلاج المدمنين. وأسند مدعي عام الجنايات الكبرى الى قاتل أمه جناية القتل العمد مع سبق الإصرار وجنايتي القتل الواقع من الفروع على الأصول والتمثيل بالجثة. ووفق ما قال مصدر مقرب من التحقيق فإن القاتل اعترف بوجود سوابق لديه بتعاطي مادة الجوكر، طالباً إعدامه انه لا يستطيع تحمل الحبس سنوات طويلة ويفضل الإعدام على حبسه لعشرين سنة أو اكثر. وقال في اعترافاته أن أمه عدو له، مؤكداً وفق مصدر مقرب من التحقيق انه عزم على قتلها وقطع رأسها قبل ارتكابه للجريمة بيوم واحد. تعد مادة «الجوكر» من المخدرات الاصطناعية التي وصلت إلى الأسواق العالمية في عام 2000 وبدأت الانتشار سريعاً إلى أن وصلت إلى الدول العربية منذ عامين تقريباً، ونظراً الى سهولة الحصول عليها عبر المواقع الإلكترونية، اذ تباع على شكل بخور أو أعشاب طبيعية ويتم التسويق لها على أنها طبيعية مئة في المئة وليس لها أضرار جانبية ولا يمكن الكشف عنها في الفحوص التقليدية، وكذلك لأنها لم تكن من المواد المحرمة قانوناً مثل الحشيش «القنب»، ونظراً أيضاً الى تأثيرها القوي المشابه لتأثير الحشيش، فقد انتشرت بسرعة البرق بين أوساط الشباب، خصوصاً الفئة العمرية بين 19 و 25 سنة. وهذا النوع من المخدرات عبارة عن مواد عشبية لها لون أخضر فاتح تحمل رائحة المارجوانا ومعالجة بواسطة مواد كيماوية ويتم استخدامها من خلال لفها بأوراق اتومان وتدخينها بواسطة الغليون او النرجيلة المفرغة من الماء. ووفق المختص في علم النفس الدكتور اسماعيل البدر فإن الأبحاث العلمية اثبتت أن لمخدر سبايس الموجود في الجوكر تأثيرات أخرى غير موجودة لدى مستخدمي الحشيش الطبيعي ومن هذه التأثيرات، القيء والإعياء وفقدان التركيز والانفصال عن الواقع والهذيان والهلوسة كما يشعر مستخدمو سبايس بزيادة مفاجئة في الطاقة، ودفق من الحرارة وأوهام بأنهم لا يقهرون. وأضاف البدر أن الجرعات العالية من المخدر يمكن أن تسبب نوبات من الذهان وكذلك يمكن أن تسبب عودة حالات الذهان لدى المرضى الذين سبق أن أصيبوا به، واحتشاء عضلة القلب (السكتة القلبية) والتشنجات والفشل الكلوي. ودفعت كثافة الإقبال على مراكز علاج المدمنين مدير الأمن العام اللواء عاطف الســعودي الى التوجيه بإعادة تأهيل مركز إصلاح وتأهيل بيرين (سجن) من جديد، وافتتاحه ليكون مركزاً خاصاً لموقوفي قضايا تعاطي المواد المخدرة يصب في الإطار ذاته، بخاصة بعد أن شهدت مراكز المدمنين إقبالاً كثيفاً؟