استمتعت وأنا أقرأ تعليقات البعض على مقالي السابق عن "فوبيا الاختلاط"! ربما من الأشياء الممتعة للباحث أن يرى ما خمنه وافترضه ليس مجرد تنظير بل واقع وملموس! طبعاً أنا أتكلم هنا ليس عن دراسة علمية ولكن عن مقال كتبته، أثار استجابات جديرة بالتحليل والتمعن! لوهلة تعجبت من تعليق البعض وإهمالهم للموضوع الرئيسي للمقال وهو فقداننا لآمنة رحمها الله والذي سيتكرر لغيرها لو لم نتدارك قصورنا وإهمالنا! المهم تم تجاهل الموضوع والتركيز على الاختلاط، وأن لديّ نواياي المبطنة من وراء هذا المقال للدعوة للاختلاط إلخ..! مرة أخرى هذه الفوبيا بعينها تتجسد! لتسلب بعض من علق على المقال نعمة التفكير وحتى الحس الإنساني!! الغريب لماذا أحتاج أن أدعو دعوة مبطنة للاختلاط وهو موجود على أرض الواقع!! بالله عليكم كيف أنادي لشيء هو موجود وممارس لدينا ومن سابع المستحيلات ألا يوجد؟ الاختلاط موجود فى أقدس بقعة على وجه الأرض في الحرمين الشريفين في الحج والعمرة، موجود فى المستشفيات وموجود في المراكز التجارية! وقبل أن يقال المدارس والجامعات غير! لأن البنات من غير عباءة. أحب أن أطمئنكم أنه كل مكان تذهب إليه المرأة السعودية، عباءتها ليست بعيدة عنها! ثم انه بالإمكان أن تتوارى من لا تملك عباءة وقتها في أي مكان لو اضطر رجال الإسعاف للدخول!! أليست كثير من الوظائف لدينا فيها اختلاط مقنن؟ ثم لنأخذ المستشفيات وهي خير مثال لبيئة اختلاط لظروف العمل وبشكل يومي. لم يتحول فيها رجالنا لذئاب مفترسة والحمد لله! لم تمارس بناتنا ما يخل بالشرف والأخلاق! هل يعقل أن نتوقع من رجال الإسعاف لمجرد وجودهم لدقائق أن يتخلوا عن شرفهم وإنسانيتهم؟ وإذا كانت ذئابنا لم تفترس نعاجنا فى المجتمعات التجارية وفي المستشفيات مثلاً! فلماذا تفترسهن وهن في حاجة إلى الإنقاذ؟! الاختلاط غير الخلوة. ولكن يبدو أن البعض لم يقرأ من الموضوع سوى كلمة اختلاط! ولم يميز بينه وبين الخلوة وترك لنفسه عنان التفكير فى السيئات فقط! أيها السادة أود أن أسألكم لو فقدت امرأة وعيها في وسط مجمع تجاري فيه اختلاط من سيقوم بإسعافها؟ هل سننتظر حتى يحضر ولي أمرها مثلاً؟ قد تكون هذه إجابة أحد القراء الذين كانوا مادة موضوعي اليوم! إضاءة: (الاختلاط بين الجنسين لم يصبح منكراً عظيماً وطامة كبرى إلاّ في عصور الأمة المتخلفة، أمّا في صدر الإسلام فكان الرجال والنساء يختلطون في المساجد وفي الأسواق وعند القضاة وفي جيوش الغزو (وفي سفن الغزو) ولم يطالب أحد بحسب علمي بإنشاء مساجد أو أسواق أو محاكم أو جيوش أو سفن مخصصة للرجال وأخرى للنساء). غازي القصيبي